أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-06-2015
2836
التاريخ: 5-11-2014
2502
التاريخ: 5-11-2014
19285
التاريخ: 10-06-2015
2344
|
دراسة أبعاد الاعجاز القرآني تحتاج إلى ملاحظة أمور :
1- إن القران جاء ليخاطب البشر جميعاً بل الجن أيضاً ، فلا يختص بأمة دون أمة ولا جماعة دون جماعة.
{فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} [الطور : 34] .
2- من حيث البعد الزماني يخاطب كل الأزمان منذ البعثة وحتى قيام الساعة.
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام : 19].
3 ومن حيث البعد الموضوعي هو شامل لكل شيء.
{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38] . {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل : 89].
4- النبي المرسل الذي جاء به لم يتعلم عند أحد ولم يتلق معرفة من أحد من البشر بل كان أمياً لا يقرأ.
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل : 103] .
{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت : 48].
فبعد ملاحظة الأمور الأربعة نجد أن القران الكريم جاء به من لم يتلق العلم من أحدٍ من البشر ، وعلى هذا المستوى الذي أعجز أهل البيان والبلاغة ، وبلاغته بلحاظ الأمور الثلاثة الأولى أكبر من أن توصف أو أن تقارن ببلاغة البشر. والاعجاز البلاغي لا يقاس بالنظم والفصاحة والمحسنات البديعية فقط دون ملاحظة المعاني التي يراد صياغة الكلام لبيانها وإيصالها إلى المخاطب ، فإن جمال السبك وحسن النظم ينبغي أن يضاف إليه الانسجام التام مع المؤدى وكونه قادراً على إبلاغ المعنى وإيصاله.
كما أن لدلالة الكلام على المعنى في مقام التفهم والتفهيم شروطاً :
1- أن يكون اللفظ قادراً على تحمّل المعنى المطلوب .
2- أن يكون المستوى الفكري والثقافي للمتكلم بحيث يستطيع أن يقصد تلك المعاني التي يتحملها اللفظ.
3- أن يكون ذلك المعنى منسجماً أيضاً مع نوعية اختصاص المتكلم ومع مراميه وأهدافه.
4- قدرة المخاطبين على استيعاب المقصود ولو على امتداد الزمن.
فعلى الصعيد الأول : اعتمد القران اللغة العربية بما لها من خصائص ومميزات فهي أقدر اللغات على تحمل المعاني ، وعلى الصعيد الثاني : الشخص العادي لا يمكنه أن يأتي بالمعاني التي يتضمنها القران بما فيها من معارف دقيقة وأسرار كونية ووصف ما لا يقدر البشر على الاطلاع عليه ، وعلى الصعيد الثالث هناك انسجام تام بين القران والهدف الذي أنزل من أجله ، وعلى صعيد الأخير يلاحظ فيه أنه يناسب جميع المخاطبين ، ويعطي كل مخاطب ما يناسبه.
وبهذا يتجلى الاعجاز البياني فيه ، الذي تمكن أن يؤدي المعارف المتنوعة والسّامية التي تناسب كل مستويات البشرية ، والإشارات العلمية وأسرار الخليقة وأصول النظام الكوني ، وفي الوقت نفسه يخاطب الجميع دون أن يكون ذلك مخلاً بإمكانية ايصال المطلوب إلى أهله ، فهو يوصل لعوام الناس سهمهم من المعارف ويوصل إلى ذوي البصائر والعقول العلمية حصتهم.
وهناك جوانب إعجازية أخرى تتمثل في الاختبارات الغيبية والكشف عن الجوانب الخفية من قصص الأنبياء والأمم السالفة ، والإشارات العلمية ، والحديث عن أسرار الكون بما لم يكن معروفاً عند علماء الطبيعة والفلك انذاك وغيرها من الوجوه. لكن أهمها هو الاعجاز البياني الذي قدمنا الحديث عنه وهو لعله يشمل كل هذه الجوانب لأنها داخلة في مفهوم البلاغة والأهداف القرآنية.
وفي ختام بحث الاعجاز أنقل عبارة الإمام الخميني قدس سره التي تتحدث عن وجه من وجوه الاعجاز في القران :
" وإن القران الشريف قد جمع من لطائف التوحيد وحقائقه وسرائره ودقائقه ما تتحير فيه عقول أهل المعرفة ، وهذا هو الاعجاز العظيم لهذه الصحيفة النورانية السماوية ، لا أن حسن التركيب ولطف البيان وغاية الفصاحة ونهاية البلاغة وكيفية الدعوة والاخبار عن المغيبات وإحكام الأحكام واتقان التنظيم للعائلة وأمثالها فحسب ، التي يكون كل واحد منها باستقلاله اعجازاً فوق الطاقة وخارقاً للعادة ، بل يمكن أن يقال أن معروفية القران بالفصاحة واشتهار هذا الاعجاز من بين سائر المعجزات في الأفاق لأنه كان للأعراب في الصدر الأول هذ التخصص ، وأدركوا هذه الجهة من الاعجاز فحسب ، وأما الجهات الأخرى المهمة التي كانت فيه وكانت جهة اعجازها أرفع ، وأساس إدراكها أعلى فلم يدركها أعراب ذلك الزمان ، والحال أن المتحدين منهم في أفق الفهم لا يدركون من هذه اللطيفة الإلهية سوى التركيبات اللفظية والمحسنات البديعية والبيانية ، وأما المعترفون (ولعل الصحيح المتعرفون) لأسرار المعارف ودقائقها والخبراء بلطائف التوحيد والتجريد فوجهة نظرهم في هذا الكتاب الإلهي وقبلة امالهم في هذا الوحي السماوي إنما هي معارفه وليس لهم توجه كثير إلى الجهات الأخرى.." (1).
_____________________________
1. الإمام الخميني ، الاداب المعنوية للصلاة ، 418.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|