الإمام يجب أن يكون مهتدياً إلى الحقّ، وفي ذلك شروط ثلاثة
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج1/ ص255-256
2025-10-22
88
الامام يجب ان يكون مهتدياً بالحق وفي ذلك شروط ثلاثة:
وعموماً فانّ الإمام هو الذي يكون مهتدياً إلى الحق ذاتيّاً، وليس من فئة من الفئتين اللتين مرّ ذكرهما، وعلى هذا فانّ الإمام هو المصون من الضلالة والمعصية، أي انّه أوّلًا لا يخطئ في تلقّي المعارف الالهيّة والإلهامات الرحمانية، وانّ متن الواقع ينعكس في قلبه دون اضطراب أو تدخّل النفس التي تغيره إلى صورة أخرى وتفسّره على نحو آخر.
وثانياً: انّ الامام هو الذي يقوم- في ابلاغ الأحكام وهداية الناس من جانب الباطن والظاهر- بتحريكهم على طريق مستقيم لا عوج فيه.
وثالثاً: أن لا يكون الإمام نفسه مبتلياً بالمعصية وظلم النفس، وقد استفدنا هذه المعاني من جملتي {وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ}[1].
ويستفاد أيضاً من الآية الخاصّة بابراهيم والتي سأل فيها الإمامة لذريّته، أنّ الإمامة لا ينالها الظالم، لأنّ تعبير الظالم ورد في الآية بشكل مُطلق: {لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}[2]، أي انّ عهدي لا ينال ظالماً ولو كان ظلمهُ محدوداً؛ وعلى العكس فانّ عهدي ينال اولئك الذين ليسوا ظالمين على نحو مطلق، وهذا هو عين العصمة.
انّ الإمام هو الذي لم يرتكب طوال عمره أي ذنب، امّا من ارتكب الذنب الصغير أحياناً، أو من بدر منه ظلمٌ أو شرك ثم تاب منه فامّحى أثر ذلك الذنب، فانّه لا يكون إماماً.
يقول العلّامة الطباطبائي (مُدّ ظلّه العالي)[3] في تفسير هذه الآية الشريفة: وقد سُئل بعض أساتيدنا رحمة الله عليه عن تقريب دلالة الآية على عصمة الإمام، فأجاب: إنّ الناس بحسب القسمة العقليّة على أربعة أقسام: مَن كان ظالماً في جميع عمره، ومن لم يكن ظالماً في جميع عمره، ومن هو ظالم في أوّل عمره دون آخره، ومن هو بالعكس من هذا. وإبراهيم عليه السلام أجلّ شأناً من أن يسأل الإمامة للقسم الأوّل والرابع من ذريّته، فبقي قسمان وقد نفى الله أحدهما، وهو الذي يكون ظالماً في أوّل عمره دون آخره، فبقي الأخر، وهو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره، وهذا هو معنى العصمة[4].
[1] صدر الآية 73، من السورة 21: الأنبياء.
[2] ذيل الآية 124، من السورة 2: البقرة.
[3] الكتاب مؤلّف في حياة العلّامة الطباطبائي قُدّس سرّه، وآثرنا الابقاء على تعبير المؤلّف(م).
[4] (الميزان)، ج 1، ص 277.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة