الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
حاجة المثقفين إلى تفهم مطالب الأكثرية
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 122 ــ 123
2025-08-12
34
سيكون العلم لتحسين حياة الناس إذا استطاع الذين يمسكون بناصية المعرفة، وينتجونها، أن يتفهموا الحاجات الحقيقة للسواد الأعظم من الناس، وهي حاجات متنوعة وكثيرة.
وتبدأ المشكلة في أن كثيراً من المثقفين والتربويين، يتصورون مشكلات الناس من أفق الثقافة التي كونت شخصيتهم العلمية، على مستوى التخصص، وعلى مستوى الخلفية الحضارية للمؤسسات التي تخرجوا فيها. كثيراً ما يشخص الاقتصادي حاجات الناس من منطلقات اقتصادية بحتة، ويشخص عالم الاجتماع حاجاتهم من خلال رؤية اجتماعية وهكذا.
وهذا التشخيص مهما كان دقيقاً، فإنه تابع في الأصل من إحساس جزئي ورؤية مبتسرة، لمعاناة الناس الذين يحاولون معالجة مشكلاتهم.
بعض المثقفين المسلمين درس في الغرب، وآخرون درسوا في دول تنتمي إلى المعسكر الشرقي (سابقاً)، وما درسوه لم ينطلق من رؤية حضارية إسلامية، ولا هو نابع من إدراك جيد لواقعنا. وهذا شيء طبيعي، لكن ما ليس طبيعياً أن يعمد أولئك المثقفون إلى اقتراح مناهج وتقنيات وحلول من تلك الدول عينها، فيحولون مؤسساتنا التعليمية إلى حقول تجارب؛ ومع كثرة المحاولات فالنتائج تدعو إلى الإحباط!
إن مناهج الأمم ونظمها التعليمية، تعبر عن رؤيتها للحياة، وعن المرحلة الحضارية التي تحياها، وهي مغايرة لما عند المسلمين. الأدوية المقترحة قد تكون ممتازة وملائمة، لكن لغير أدوائنا، وما جدوى مفتاح من ذهب إذا كان لا يفتح أقفال التخلف الذي يجثم على صدورنا؟!
إن جودة الثوب من جودة مناسبته للابسه، وليست من لونه، ولا من طوله وعرضه.
لدينا نسب عالية من الكبار والصغار هم في عداد الأميين، وأعداد أخرى أكبر، أشبه بالأميين، وما فائدة معرفة القراءة لمن لا يفتح كتاباً؟!
هناك أعداد هائلة من الشباب المتعلم، لا يجد عملاً ولا مسكناً. ويشعر أنه من غير أمل ولا مستقبل، فكيف نعيد تأهيله، ليصبح أرباب العمل بحاجة إليه؟
هناك إلى جانب هذا وذاك أعداد كبيرة من المسلمين تفتقر إلى معرفة أبجديات الحلال والحرام والحقوق والواجبات، كما تفتقر إلى الإحساس بأهدافها الكبرى في الحياة، فكيف تثقفها بكل ذلك؟؟
ولدينا بعد كل هذا أمة هائلة، تشكل ربع سكان الأرض، تشعر أنها تعيش خارج التاريخ، كما تشعر بامتهان يومي لكرامتها وحقوقها، فكيف نفتح أمامها آفاق الخروج من مأزقها الحضاري؟
إنني أعتقد أن كثيراً من مثقفينا بحاجة إلى إعادة تأهيل، وإلى تثقيف جديد، يتمحور حول امتلاك رؤية شاملة ونقدية مما يجب عليهم أن يفعلوه تجاه الأميين والضعفاء والمساكين والمأزومين والتائهين، وهؤلاء هم العمود الفقري. للأمة الإسلامية. فكيف نساعد كل أولئك، وبأية آلية، هذا هو السؤال؟؟
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
