الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مسؤوليات المعلم / تنمية الاتجاهات الأخلاقية
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 175 ــ 176
2025-08-11
58
إن الأسر في البيوت والمعلمين في المدارس يشتغلون على جهاز واحد، ويعملون من أجل أهداف واحدة - وإن اختلف المستوى، ولكن انتشار بعض المفاهيم الخاطئة حول مهام المعلمين ومسؤولياتهم، والحاجة إلى بلورة أفكار محددة، دعت إلى كتابة هذه الحروف الصغيرة هنا.
إن مسؤوليات المربين والمعلمين، تزداد اتساعا، لاتساع حاجات العيش في زماننا الصعب، ولكثرة المشكلات التي تواجه الشباب في ميادين الحياة المختلفة؛ فعمل المعلم اليوم مزيج من مهام الأب والقائد ومدير المشروع والناقد والمستشار والشارح!، ومن أهم المسؤوليات التي نعتقد أن على المعلم أن يضطلع بها:
تنمية الاتجاهات الأخلاقية: لا نختلف في أن المهمة الأساسية للمدرس، هي تثقيف العقول، ومحاولة إغناء الطلاب بالمعلومات المختلفة، ومساعدتهم على تفهم المواد والمناهج المقررة، لكن هذا ليس كل الواجب فتوجيه الطلاب وإرشادهم، وترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة في نفوسهم من المهام الأساسية للمدارس والمعلمين.
إن مهمة المدرسة مكملة لمهمة الأسرة وإذا كانت الخطوط العميقة في شخصية الطفل، تتشكل في السنوات السبع الأولى من عمره، فإن الصحيح أيضا، أن تلك البذور والأنماط السلوكية، تظل بحاجة إلى تزكية ورعاية من قبل المعلمين حتى يشب الطالب، وتستكمل شخصيته كل أبعادها النهائية، وإلا فإن الانتكاس سيظل أمرا واردا، ولا ينبغي أن ننسى أن كثيرا من الأسر، لا يقوم بواجبه تجاه غرس القيم الإسلامية في نفوس أبنائه، بل إن بعضها ليس مؤهلا لذلك أصلا؛ وإن بعضها يؤسس أخلاقاً سيئة، فيأتي الطفل إلى المدرسة في حالة مرضية، تحتاج إلى معالجة.
ليس هدفنا من وراء التعليم هو أن نعد أبناءنا ليكونوا موظفين أو باحثين، وإنما نعدهم؛ ليحيوا (حياة طيبة) وهي لا تولد من التزود بالكثير من المعارف، وإنما من خاصية التوازن والتكامل لمجمل عناصر الشخصية؛ العقلية والمعرفية والنفسية والروحية. وهذا لن يتم إلا من وراء عمليات متواصلة، تهدف إلى تعريف الطلاب بالفوارق بين الصواب والخطأ، والحلال والحرام، والأخلاق الحميدة، والأخلاق الذميمة، إلى جانب تثبيت الاتجاهات الخيرة، وكل ما يؤدي إلى صقل الشخصية. ولست أدري كيف يمكن أن نعلم مسائل وقضايا تتعلق بمصير الإنسان ومصالحه وعلاقاته... دون أن نسلط الضوء على الوضعية الصحيحة في كل ذلك، ودون أن نسلط أشعة النقد على الحالات التي تخالف النموذج الذي ينبغي أن يكون؟
إن عصرنا هذا هو عصر القلق النفسي، والتحلل الخلقي، والجفاء الاجتماعي، وهو عصر ذلت فيه الرقاب للمطامع والحاجات المادية، وإن على المدرسة أن تعرف واجبها في صياغة جيل، يحمل مناعة ضد هذه الأوبئة، وتستعلي فيه مطالب الروح على مطالب الجسد.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
