الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
نشأة المجاري النهرية
المؤلف:
د. احمد العينين
المصدر:
أصول الجيومورفولوجيا دراسة الاشكال التضاريسية لسطح الأرض
الجزء والصفحة:
ص 376 ـ 380
2025-07-20
58
يعتبر المصدر الأساسي لمياه المجاري النهرية هو بلا جدال كميات مياه الأمطار الهائلة التي تسقط على مناطق المنبع أو الأجزاء العليا من حوض النهر والتي تغذي منابع النهر الرئيسة وتزود روافده بكميات هائلة من المياه وتعمل المياه بما تحمله من رواسب على شق مجرى النهر وتكوين واديه وقد تتعرض مياه الأنهار هى الأخرى لعدة عوامل مختلفة تؤثر في كميتها ومنسوبها في مجرى النهر ، وتتلخص هذه العوامل فيما يلي:
أ - تعرض جزء منها لفعل التبخر Evaporation الذي يزداد أثره خاصة في المناطق الشديدة الحرارة والجافة مثل مجارى أنهار المناطق الصحراوية الحارة الجافة.
ب - تعرض جزء من المياه لفعل التسرب داخل صخور القشرة الأرضية خاصة خلال فتحات الشقوق والفوالق ، ويساعد على ذلك قدرة الصخر على إنفاذ المياه. وتصبح هذه المياه الأخيرة ، مياه جوفية إلا أنها قد تظهر على سطح الأرض مرة ثانية على شكل ينابيع أو أنهار شبه جوفية .
جـ - تفقد كميات كبيرة من المياه وأجزاء كبيرة من حمولتها كذلك في البحر أو البحيرة التي يصب فيها مجرى النهر.
د – تمتص بعض المياه بواسطة جذور النباتات والأشجار ، الا أن بعضاً منها قد يخرج ثانية إلى الجو بواسطة عامل النتح Transpiration . على ذلك يمكن القول بأن مياه البحار والأنهار تكاد تكون لها دورة متكاملة فقد يفقد النهر أو البحر جزءا من مياهه ، ولكن خلال سير هذه الدورة قد يسترد كل منهما ما فقده من المياه بواسطة العوامل المختلفة الأخرى . وجدير بالذكر بأن مصدر مياه بعض المجاري المائية في المناطق المعتدلة الباردة والباردة لا يتوقف على الأمطار فقط بل على فعل التساقط Precipitation ويقصد بذلك تساقط كل من الثلج والأمطار معا . وقد يرجع مصدر مياه بعضها الآخر إلى فعل انصهار الثلج المتجمع شتاء في المناطق الجبلية في فصلي الربيع والصيف ، ونتيجة لاختلاف كل من كميات التساقط ودرجة التبخر وكمية تسرب المياه من مكان إلى آخر ، تختلف كثافة المجاري النهرية ، أو بمعنى آخر قد تزداد أو تقل أطوال المجاري النهرية من مكان إلى آخر بالنسبة لمساحة حوض النهر تبعا لهذه الظروف المتعددة ، غير أن كثافة المجارى النهرية ترتفع بشكل ملحوظ في المناطق المعتدلة والمعتدلة الباردة ، نتيجة الزيادة كميات التساقط والأمطار الساقطة ، وقلة درجة التبخر.
أما في المناطق الجافة وشبه الجافة فتقل فيها عادة كثافة التصريف النهري ، وذلك تبعا لندرة سقوط الأمطار، وشدة درجة التبخر . ولكن لا يمنع ذلك من تكوين أنهار كبرى تشق مجاريها في مناطق صحراوية جافة مثل نهر النيل في مصر. ويرجع السبب في ذلك غالبا إلى أن مصدر أو منابع هذه الأنهار تقع في مناطق تغزر فيها كمية الأمطار الساقطة ، وتقع خارج نطاق المناطق الصحراوية ويفقد النهر عند جريانه في المناطق الصحراوية الحارة الجافة جزءا كبيرا من مياهه بواسطة التبخر والتسرب ، أما إذا كان طول النهر قصيرا فقد يصبح جافا في فترة معينة من السنة ، ثم قد يملأ مجراه ثانية بالمياه خلال فترات سقوط الأمطار أو عند حدوث السيول . ومن ثم يمكن القول أن أهم العوامل الأساسية لاستمرار جريان المياه بمجرى النهر هو قلة نسبة كل من التبخر والتسرب بالنسبة إلى كمية الأمطار الساقطة المغذية لمجرى النهر. وحيث تتميز المناطق الاستوائية بعظم سقوط الأمطار طول العام وارتفاع درجة الحرارة فى هذه الأقاليم ، فيزداد فيها كذلك كثافة التصريف النهرى تبعا لحجم كميات المياه المكتسبة اذا ما قورنت بنسبة المياه المفقودة. ويمكن تتبع عامل التبخر بواسطة ملاحظة اختلاف منسوب المياه في مجاري الأنهار ففي المناطق الاستوائية يقل منسوب مياه مجرى النهر أثناء النهار لارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة التبخر من المياه عن الكمية المكتسبة من الأمطار ، ثم يرتفع هذا المنسوب أثناء الليل تبعا لانخفاض درجة الحرارة وقلة الفاقد من مياه الأنهار بفعل التبخر وزيادة سقوط الأمطار ويعد الاختلاف الموسمي فى منسوب مجاري أنهار المناطق الاستوائية طفيفا تبعا لقلة المدى الحراري السنوي ، وسقوط الأمطار طول العام.
وقد يؤثر التكوين الصخري في كثافة التصريف النهري سواء أكان ذلك في المناطق الرطبة أو الجافة ، فإذا تكونت الأنهار فوق صخور طينية كبيرة السمك أو فوق صخور غير منفذة للمياه ، فيتميز سطح الأرض بكثرة المجارى النهرية وذلك لقلة الفاقد من المياه بفعل التسرب ، أما اذا تكونت المجاري فوق صخور طباشيرية منفذة للمياه فهذه سرعان ما تساعد على تسرب المياه داخل طبقات الصخور المسامية والشقوق الصخرية وقد تصبح أنهارا جوفية كما هو الحال في بعض أجزاء من جنوب غرب انجلترا وإقليم بريتاني في شمال غرب فرنسا ، وفي بعض أجزاء من أمريكا الوسطى ، وفي إقليم الكارست المشهور في يوغوسلافيا.
كما أن لدرجة انحدار السطح أثرا كبيرا فى اختلاف كثافة التصريف النهري ، فإذا كان الانحدار بسيطا مع زيادة كمية سقوط الأمطار ، فينجم عن ذلك كثرة المجاري النهرية ، بل قد تتكون السدود والمستنقعات كما هو الحال في حوض بحر الغزال وحوض بحر الزراف في أعالي نهر النيل ، أما إذا كان الانحدار شديدا فقد يساعد على سرعة جريان النهر وشق واديه بسهولة ، وعدم اتاحة الفرصة لفقد مياه النهر عن طريق التبخر والتسرب ولكنها قد تؤدى إلى تكوين مجاري نهرية طولية موازية لانحدار السطح العام . وعدد تكوين المجاري النهرية خلال المراحل الأولى من نشأتها تشق طريقها خلال التموجات البسيطة في السطح الأصلي ، وتعرف باسم الأنهار الأصلية Consequent Streams وتعرف خطوط تقسيم مياهها باسم Consequent Divides . وأطلق دافيز على بداية رحلة تكوين الأنهار الرئيسية الأصلية بعد تعرضها لحركة الارتفاع اسم مرحلة الطفولة . وعرفت المراحل الأخرى المتعاقبة من الدورة التي يتشكل فيها كل من سطح الأرض والتصريف النهرى باسم مرحلتي الشباب والنضج . وقد تتمثل بعض هذه المراحل أو كلها في مجرى النهر الواحد.
وقد أوضح وليم موريس دافيز بأن القسم الأعلى من الوادي النهرى يكون النحت الرأسي فيه شديدا تبعا لارتفاع منسوبه بالنسبة لمستوى القاعدة العام ، ويظهر فيه أثر فعل النحت بصورة أكبر من فعل الارساب وتتميز ظواهره الجيومورفولوجية بأنها في مرحلة الطفولة أما القسم الأوسط من الوادي النهرى فهنا يتعادل فعل النحت والنقل مع فعل الارساب ، وتصبح ظواهره الجيومورفولوجية شابة المظهر، في حين يمثل القسم الأسفل أو الأدنى من النهر ، مرحلة الشيخوخة حيث يكون مجرى النهر قريبا من مستوى القاعدة العام ، وضعيف الانحدار وبطئ التيار ، ويقل فعل النحت ويشيع فعل الارساب ، وإذا تمثلت تلك الحالات كلها في مجرى نهر واحد ، فإن النهر في هذه الحالة يعد نهرا مثاليا . ولكن ليس من الضروري أن تتمثل . الحالات الثلاث فى كل وادى نهرى فى العالم ، فبعض الأنهار قد لا يتمثل فيها سوى حالتين أو حالة واحدة بمعنى أننا ، نلاحظ في الأنهار الجبلية التي تصب في البحر مباشرة مثل أنهار لبنان ، لا يتمثل فيها سوى القسم الأعلى وبعض ظواهر من القسم الأوسط من الوادى الدهرى المثالي حتى أن الشهر الواحد عند بداية نموه يكون نشيطا في مرحلة الطفولة - ثم يتطور في نموه إلى مرحلة الشباب ، وعندما يشيخ النهر بعد مدة زمنية طويلة يصبح في جميع هذه مرحلة الشيخوخة. والحديث التالي يلخص خصائص المجرى النهري وبعض الظواهر الجيومورفولوجية التى تميز أجزاء النهر المثالي بأقسامه العليا والوسطى والدنيا.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
