الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
المدرجات النهرية River Terraces
المؤلف:
د. احمد العينين
المصدر:
أصول الجيومورفولوجيا دراسة الاشكال التضاريسية لسطح الأرض
الجزء والصفحة:
ص 419 ـ 425
2025-07-21
39
تدخل دراسة المدرجات النهرية في مجال دراسات متنوعة منها الدراسات الجغرافية والجيولوجية والتاريخية وعلمي الاثار والطبقات ، فقد عثر الباحثون فوق معظم أسطح المدرجات النهرية على آثار الانسان الأول ودلائل الحضارات البشرية القديمة ، حيث كانت تمثل هذه الأماكن أصلح البقاع الاستقرار الانسان الأول لموقعها الجغرافي بالقرب من مياه النهر وفوق منسوب السهل الفيضي ، وقد كان ضرورياً على الانسان القديم الحصول على كميات كبيرة من المياه الجوفية المخزونة أسفل المدرجات النهرية ، وتختلف كمية هذه المياه تبعا لنوع الرواسب النهرية وخصائص التكوين الصخري الذي يقع أسفل رواسب المدرج الشهري وتزداد أهمية دراسة المدرجات النهرية عند مقارنة مراحل تطور المجرى النهري وتكوين المدرجات النهرية المتعاقبة التي نشأت خلال مراحل مختلفة متتالية ، وبين مراحل اختلاف مستوى سطح البحر وتكوين السهول التحائية البحرية.
وتتكون رواسب المدرجات النهرية من فرشة أو فرشات متراكبة فوق بعضها البعض من الرواسب النهرية التي تتألف عادة من الحصى والزلط بسطحه الأملس الناعم وشكله البيضاوي أو المستدير، كما يختلف حجمه من حبات صغيرة لا يزيد قطرها عن 10 سم إلى جلاميد صخرية قد يبلغ قطرها نحوه متر أو أكثر وتتجمع هذه الرواسب وتتراكم فوق الصخور التي يقطعها المجرى النهري.
ويعتبر المدرج العلوي عادة أقدم عمرا من المدرج الذي يقع أسفله أو بمعنى آخر تزداد حداثة المدرجات في الاتجاه إلى قاع الوادي النهري ، وكلما كانت المدرجات النهرية حديثة العمر قريبة من منسوب مجرى النهر كانت فرصة العثور على الارسابات النهرية فوق هذه المدرجات متيسرة عنها فوق المدرجات العلوية القديمة، ذلك لأن الأخيرة تكون قد تعرضت رواسبها العوامل التعرية مدة طويلة من الزمن وتلاشت الرواسب الشهرية التي كانت تغطى أسطحها.
وقد تتشابه مراحل تكوين المدرجات النهرية على جانبي الوادي بحيث يتشكل كل جانب بنفس المدرجات النهرية التي يتميز بها الجانب الآخر ويطلق على المدرجات النهرية فى هذه الحالة اسم المدرجات المزدوجة Paired Terraces وفى حالة عدم تشابه مراحل تكوين المدرجات النهرية على جانبي الوادي يطلق عليها اسم المدرجات اللا مزدوجة أو المتماثلة Unmatched or Unpaired Terraces . وقد يكون هناك علاقة واضحة بين تكوين المدرجات النهرية وتعاقب حدوثها على جانبي نهر ما وبين نقط التجديد التي يمكن ملاحظتها فى المجرى الطولى لهذا النهر ، فنتيجة لتوالي عمليات النحت الرأسي تتكون نقط التجديد في النهر وكذلك تتشكل المدرجات النهرية على جانبي واديه. ومن الجدير بالذكر أن هذه العلاقة ليست متشابهة في كل المجاري النهرية بل تختلف من مجرى إلى آخر ، وقد لا تتمثل هذه العلاقة بين نقط التجديد وتكوين مراحل المدرجات في بعض الأودية النهرية . ومن ثم كان من الضروري على الباحث دراسة نقط التجديد في الحقل دراسة وافية وعمل قطاعات مساحية للمجرى النهرى قبل أن يقوم باستنتاج المعلومات المختلفة ، ونسج خيوط مراحل تطور النهر.
وتنبغي التفرقة بين المدرج النهري River Terrace وبين سطوح التعرية Erosion Surface الناتجة عن التعرية الشهرية وحقيقة لا يوجد خلاف جوهري بين الاثنين من ناحية طريقة نشأتهما والعوامل التي أدت إلى تشكيلهما ولكن يطلق تعبير المدرجات النهرية على تلك المدرجات أو المصاطب التى لاتزال تحتوى على بقايا من رواسب النهر وحمولته والتي قد تساعد على معرفة عمر هذه المدرجات والزمن الذي نشأت خلاله ، أما سطوح التعرية ، فهي مدرجات نهرية أكبر اتساعا وأعلى منسوبا من المدرجات النهرية التي تنشأ على جانبى الوادى. وتبعا لتقدم عمرها بالنسبة للمدرجات النهرية الحديثة ، أزيلت معظم الرواسب الفيضية التي كانت تغطيها ، كما أنها تحتل عادة أراضى ما بين الأودية ومناطق خطوط تقسيم المياه.
وتكوين مراحل مختلفة متعاقبة من أسطح التعرية والمدرجات النهرية على جانبي النهر إن دل على شيء فإنما يدل على أن النهر قد تعرض إلى أكثر من مرحلة أو دورة تحانية ، وتبعا لتوالي عمليات النحت الرأسي خلال هذه الدورات التحانية المتعاقبة، يتعمق الوادي النهري ، ويتكون فيه وادى عميق داخل الوادي المتسع القديم. ويطلق على هذه الحالة الأخيرة تعبير وادى داخل وادي Valley - in - valley form وهي من أحسن الأدلة التي تشير على توالى عمليات النحت الرأسي. وأخيرا يجب على الباحث كذلك أن يميز في الحقل بين كل أنواع المدرجات المختلفة في الحقل ، وذلك مثل المدرجات الصخرية والمدرجات البحرية والمدرجات النهرية ، وتحديد الخصائص الجيومورفولوجية لكل منها ، لأهميتها البالغة في تفسير مراحل تطور مجری النهر والدورات التحاتية التي تعرضت لها المنطقة.
ويمكن تقسيم المدرجات النهرية تبعا لاختلاف مظهرها الجيومورفولوجي العام والعوامل المختلفة التي أدت إلى تكوينها وتشكيلها إلى عدة مجموعات مختلفة أهمها:
(أ) المدرجات المصطبية أو السلمية الشكل Step-like Terraces :
Meanders تتكون المدرجات النهرية في معظم الحالات على شكل سلمى كما يحدث ذلك عادة على جانبى المنعطفات النهرية غير المتساوية الجوانب Ingrown ويرجع تكوين مثل هذه المدرجات السلمية المتعاقبة إلى حدوث حركات رفع خلال فترات متقطعة discontinous uplift تؤدى إلى زيادة النحت الرأسي وتوالى عمليات تشكيل جانب النهر وفتح المجال في النهاية لتكوين المدرجات السلمية. وكما سبقت الاشارة من قبل بأنه قد لا يتشابه تعاقب حدوث المدرجات على كل من جانبي النهر ، بل قد يتميز جانب ما بشدة الانحدار وظهوره على شكل حائط عال يحف بالمجرى النهري مباشرة بينما يتميز الجانب الآخر بعدم وجود مدرجات متعاقبة متتالية ، كما هو الحال مثلا على جانبي نهر أوايتر Awatere في نيوزيلندا.
وقد تلتحم في بعض الأحيان مقدمة مدرجين من المدرجات السلمية في مقدمة واحدة ، ويكونان معاً مدرج نهرى واحد وذلك في حالة إذا ما تكون مدرج نهري فى نفس الوقت الذي ينشأ النهر فيه مدرجا نهريا آخر.
(ب) المدرجات المتعاقبة التكوين Alternating Terraces : قد تظهر المدرجات اللامزدوجة على ارتفاعات متتالية متعاقبة ، إلا أنها تختلف فيما بينها على جانبي الوادي من حيث النشأة والعمر ، بينما تتميز المدرجات المزدوجة بحدوثها على ارتفاعات متعاقبة فوق بعضها البعض وتتشابه على جانبى الوادي النهري. وقد تتم عملية النحت الرأسي ببطء شديد في بعض الأنهار نتيجة لحدوث حركات رفع تدريجية بطيئة أو يعترض المجرى النهرى حواجز صخرية صلبة وفي هذه الحالة الأخيرة تختلف سرعة النحت الرأسي من جزء إلى آخر تبعا لنوع الصخر الذي يقطعه النهر، ومن أمثلة ذلك المجارى النهرية العرضية Transverse Rivers التي تتكون فوق صخور لينة متعافية فوق صخور صلبة ، أو الأنهار المنطبعة Super iposed Streams التي تكونت فوق غطاء من الصخور اللينة تأكلت بدورها وأزيلت ولكن نجحت الأنهار في أن تحفر مجاريها في الصخور السفلي الصلبة في نفس الوقت الذي احتفظت فيه بمنظرها وخصائص تصريفها المتكونة أصلا فوق غطاء الصخور اللينة كما تمثل الجوانب الشهرية للمنعطفات النهرية الكبيرة أنسب المناطق لتكوين المدرجات اللامزدوجة وذلك تبعا للمجرى النهرى المنحنى واختلاف درجة النحت الرأسى والجانبى على طول جانبيه بالاضافة إلى توالي عمليات تغيير المجرى النهرى من جانب إلى آخر مما يؤدى إلى عدم اتمام عملية تكوين مدرجات نهرية سبق للدهر أن قطعها مبدئيا ذلك في نفس الوقت الذي تقطع فيه مدرجات نهرية أخرى على الجانب الآخر من الوادي .
(ج) المدرجات الناتجة عن حدوث الذبذبات المناخية Climatic Terraces :
ومن الجدير بالذكر أن المدرجات النهرية لا تعتبر كلها من نتاج النحت الرأسي والجانبي في ضوء اختلاف مستوى القاعدة العام أو حدوث حركات رفع تدريجية في المنطقة التي يقطعها النهر ، بل قد تتكون كذلك نتيجة الحدوث ذبذبات مناخية تؤثر بدورها على كمية المياه في المجرى النهري وكذلك على حجم حمولته من الرواسب وسرعة جريانه ودرجة انحداره ومدى قدرته على النحت والارساب وكلها عوامل مباشرة أو غير مباشرة تؤثر في تكوين وتشكيل المدرجات النهرية. فيختلف مثلا حجم ما يحمله النهر من رواسب بالنسبة لكمية المياه في مجراه تبعا لزيادة سقوط الأمطار أو اختلاف درجة التساقط فوق منابع النهر العليا ، فإذا تغير المناخ وأصبح أكثر جفافا بالنسبة لحوض نهر ما فإن كمية المياه في المجرى النهري ستندني نسبتها بينما قد تزداد كمية ما يحمله النهر من الرواسب ، ونتيجة للجفاف الطارئ نقل كثافة النباتات وبذا تصبح التربة عرضة للتفكك بواسطة عوامل التعرية ، وقد تنقل فتات التربة بالتالي إلى مجرى النهر الرئيسي بواسطة روافده الجبلية النشيطة . أما إذا أصبح المناخ رطبا ، بحيث تزداد كمية المياه فيه ، وتزداد نسبيا كمية ما يحمله النهر من رواسب ، ففى كل من الحالتين قد تتكون بعض المدرجات النهرية نتيجة لتراكم الرواسب مكونة مدرجات طارئة تبعا لذبذبات واختلاف مستوى مياه المجرى النهري.
ويطلق الباحثون تعبير المدرجات الناتجة عن الذبذبات المناخية على كل المدرجات النهرية التي تشغل بطون الأودية الجافة في الصحراء الشرقية وشبه جزيرة سيناء فى جمهورية مصر العربية . فقد تكونت على جانبي نهر النيل أودية نهرية معلقة Hanging Valleys لا تتأثر بذبذبات مستوى سطح البحر العام التي تشكل مجرى نهر النيل نفسه. وتبعا لتأثر هذه الأودية بسقوط الأمطار الغزيرة خلال الفترات المطيرة المتعاقبة ابان عصر البلايستوسين أدى ذلك إلى ازدياد كمية المياه في الأودية وبالتالي سرعة انجاز عمليات النحت الرأسي ، بينما تتعرض هذه الأودية للتآكل بفعل التعرية الجانبية خلال الفترات الجافة. وبتوالي هذه العملية تتكون المدرجات النهرية على جوانب الأودية الجافة وفى أرضيتها كذلك . وتتمثل بعض هذه المجموعة من المدرجات في أودية العلاقى وشعيت وخريط وقنا وحوف والعريش .
وقد درس الكاتب نشأة هذه المدرجات على جانبي وادي الصفا ، ووادى أبو طريفيا ووادى المراحيل في إقليم المغارة بشمال شبه جزيرة سيناء وقد دلت نتائج البحث الحقلي على أنه يمكن تمييز مجموعتين من المدرجات هي :
(أ) المجموعة العليا : وتتركب من رواسب تتألف من الحصى والحصباء متوسط سمكها نحوهم ، وتشغل بعض أجزاء جانبي الشهر الواقعة فيما بين 400 إلى 550 مترا فوق مستوى سطح البحر.
(ب) المجموعة السفلى : وتتركب من رواسب تتألف من الحصى والحصباء.
ويدخل فيها كميات كبيرة من الرمال والأتربة ، ومتوسط سمكها نحو 14 مترا وتشغل بعض أجزاء جانبي النهر وقاعه ويتراوح منسوبها فيما بين 200 إلى 360 مترا فوق مستوى سطح البحر.
وقد تبين أن هذه المدرجات نشأت تحت تأثير فعل الأمطار الغزيرة في الفترات البلايوستوسينية المطيرة التي شكلت المظهر الجيومورفولوجي العام للمنطقة . ولا يرجع ارتفاع سمك رواسب المدرجات النهرية في هذه الأودية إلى تجمعها على شكل فرشات صفائحية كما هو الحال في دلتا النيل مثلا ( بحيث تمثل كل صفيحة منها أثر الفيضان السنوي) بل يرجع إلى ضعف تيار المجرى النهرى فجأة تبعا لقلة المياه، ومن ثم تتجمع الرواسب الشهرية فجأة على شكل ركامات هائلة السمك.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
