الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الدلتاوات Deltas
المؤلف:
د. احمد العينين
المصدر:
أصول الجيومورفولوجيا دراسة الاشكال التضاريسية لسطح الأرض
الجزء والصفحة:
ص 425 ـ 430
2025-07-21
35
تتجه معظم مصبات أنهار العالم صوب البحار والمحيطات حيث تلقى حمولتها وما بها من رواسب وتتجمع كذلك بعض هذه الرواسب في الجزء الأدنى من النهر خاصة عند فوهته وتتراكم بدورها فوق قاع البحر أو المحيط المحل الذي يتجه إليه النهر ، فإذا كانت قوة التيارات البحرية والأمواج وأثر فعل المد والجزر شديدا ، تزيل هذه العوامل الرواسب الشهرية باستمرار ولا تمنح لها الفرصة لكى تتشكل أو تتراكم أمام فوهة النهر، وإذا تعرض الجزء الأدنى من النهر إلى عمليات الهبوط الأرضي Subsidence فمن الصعب أن تتجمع أو تتراكم الرواسب حيث أن معظمها سيكون عرضة لتأثير عمليات الهبوط ، ويطغى البحر على فوهة النهر والمناطق الساحلية المجاورة.
أما إذا كان فعل التيارات البحرية والأمواج وتأثير المد والجزر ضعيفا كما هو الحال في البحيرات والبحار الضحلة المغلقة ، مثل بحر آرال وبحر قزوين والبحر الأسود ، فيصبح في قدرة الرواسب الشهرية أن تتجمع فوق أرضية البحر الضحل وتتراكم أمام فوهة النهر وعلى جانبي الجزء الأدنى من الوادي النهري ، ويتوالى عمليات تراكم الرواسب على شكل طبقات تغطى الأسطح القريبة من مصب النهر عاما بعد عام قد تتكون سهول واسعة الامتداد ، مستوية السطح وتظهر غالبا على شكل مروحي ، ويطلق على هذه السهول الإرسابية عند فوهة النهر اسم الدلتا Delta . ويتبين من هذا العرض أن السهول الدلتاوية تتكون على حساب البحر الضحل المجاور وذلك بتراكم المفتتات الصخرية وارسابها في هذا البحر الضحل مكونة طبقات متعاقبة فوق بعضها البعض وقد ترتفع أسطحها فوق منسوب سطح البحر ومن تصبح أرضا وجزءاً من الدلتا . ويوضح شكل (88) كيفية تكوين الدلتا على حساب ردم البحر الضحل المجاور وتقسيم طبقاتها الإرسابية المختلفة.
وعندما تزداد الرواسب النهرية في البحر الضحل الذي يصب فيه النهر، قد يكون من الصعب أحيانا أن يرسب النهر حمولته عن طريق مجراه فقط وتبعا لارتفاع منسوب المياه في الجزء الأدنى من النهر قد يعمل الأخير على حفر مجارى على شكل مخارج تساعده على قذف مياهه وما يحمله من رواسب إلى أجزاء أشد عمقا نسبيا في البحر المجاور، وعلى ذلك فيقطع أرض الدلتا عديد من المجارى يطلق عليها اسم الفروع أو المخارج النهرية Distributaries . ويمكن دراسة تركيب الطبقات الإرسابية المختلفة (العلوية Top-ser والأمامية Fore-set ، والسفلية Bottom-set) وذلك عندما ينخفض مستوى سطح البحر أو البحيرة التي يصب فيها النهر وتظهر هذه الطبقات واضحة على سطح الأرض. وتبعا لاختلاف المظهر الجيومورفولوجي للدلتاوات وتنوع أشكالها يمكن تقسيمها إلى مجموعتين كبيرتين هما:
أ ـ الدلتاوات المروحية المثلث الشكل : تتخذ معظم دلتاوات أنهار العالم شكل المثلث ، بحيث تمثل قاعدة المثلث ساحل البحر أو البحيرة الذى تصب فيه المجاري الدنيا للنهر ، بينما يمثل رأس المثلث منطقة تفرع هذه المجاري النهرية من المجرى الرئيسي . وقد تزداد المخارج الشهرية المتكونة فوق الدلتا بحيث تبدو الأخيرة على شكل يشبه المروحة . ومن أمثلة هذه الدلتاوات ، دلتا النيل ، التي اتخذت اسمها تبعا لظهورها على شكل مثلث. وقد اتخذت قاعدة المثلث أو بمعنى آخر الشريط الساحلى لدلتا النيل شكل القوس المنحنى وذلك يعزى إلى تأكل جوانب قاعدة الدلتا بفعل الأمواج والتيارات البحرية من جهة بالاضافة إلى تأثير الحواجز الرملية والبحيرات الساحلية وخصائص ارساب فيضان النيل من جهة أخرى.
وحيث أن مجرى نهر النيل يشق طريقا طويلا خاليا من الروافد النشيطة التي يمكن أن تغذيه بالمياه ويقطع أراضي صحراوية جافة واسعة الامتداد فإنه عند وصوله إلى قمة أو رأس الدلتا قبل بناء السد العالي كان يلقى معظم ما به من رواسب وعلى ذلك تصبح درجة الامتداد أو تقدم الدلتا في البحر ضئيلة جدا بالنسبة لتقدم بعض دلتاوات الأنهار الأخرى ، فتمتد مثلا دلتا نهر البو Bo في السهل الايطالي الشمالي امتداداً سريعاً في بحر الأدرياتيك ومن ثم بعدت مدينة أدريا Adria بنحو 14 ميلا عن الساحل وقد كانت هذه المدينة ميناء بحريا هاما منذ 1800 سنة مضت ، و قدر الباحثون أن دلتا البو تتقدم في البحر بمعدل 40 قدما في السنة ، وتكررت نفس العملية بالنسبة لمدينة أوستيا Ostia على نهر النيبر Tiber (ميناء روما القديم) التي أصبحت هي الأخرى على بعد أربعة أميال من الساحل الحالي.
ب - الدلتاوات الأصبعية الشكل : قد تنجزاً بعض الدلتاوات بواسطة مخارج نهرية عميقة نسبيا يطلق عليها اسم المعابر Passes . وتتخذ هذه المعابر النهرية شكل أصابع اليد أو قدم الطائر وينحصر بين أصابعها ( مخارجها) أشرطة سهلية ضيقة مركبة من مواد صلصالية ناعمة شديدة التماسك . ومن أجمل أمثلة هذه المجموعة ، دلتا نهر المسيسبي التي تمتد في البحر على شكل أرجل الطائر Bird's Foot وتحمل المجاري النهرية للمسيسبي في الجزء الأدنى كميات كبيرة من الرواسب الدقيقة الحجم ساعدت على تكوين جسور نهرية طينية غير مسامية تفصل بين جوانب المخارج النهرية العميقة . وقد قدر الباحثون أن متوسط تقدم مخارج المسيسبي في خليج المكسيك يبلغ نحو 240 قدما في السنة وقد أكدت الدراسات الجيومورفولوجية تكوين دلنا المسيسبي على أربع مراحل متتالية خلال عصر البلايستوسين فدلنا المسيسبي الأولى القديمة كانت تقع غرب الدلتا الحالية بنحو 100 ميلا في منطقة لا فايت Lafayette وتعرف باسم دلتا نیش Teche وكان مجرى نهر المسيسبي يجرى غرب مجراه الحالي فيما بين فيكسبرج حتى مصبه.
وفي المرحلة الثانية ترنح مجرى النهر إلى الشرق من مجراه القديم وعمل على تكوين دلتا جديدة تعرف باسم دلتا لا فورش La Fourche . وفي المرحلة الثالثة غير النهر مجراه جنوب بلدة باتون روح Baton Rouge واتجه شرق وكون دلتا كبيرة الحجم تعرف باسم دلتا دونا لدستون Donald stone . وتقع إلى الشرق من الدلتا الحالية بأكثر من 50كم . أما أحدث مراحل تكوين دلتا المسيسبي فهي المرحلة الرابعة التي حدثت في نهاية الزمن الرابع وخلال فترة الهولوسين وتكونت فيها الدلتا الحديثة . وقد نتج عن تكوين هذه الدلتاوات المتجاورة ظهور دلتا المسيسبي على شكل قدم الطائر.
وتتعرض دلنا المسيسبى حاليا لعمليات الهبوط الأرضي التدريجي البسيط ، وقد تبين أن الفعل الناتج عن الارساب النهري عمل على تعويض التأثير الناتج عن فعل الهبوط حيث يقوم كل منهما بدوره في نفس الوقت ، ومن أمثلة بين الدلتاوات الكبرى التي تتعرض الحركات الهبوط الأرضى التدريجي كذلك دلتاوات النيل ، والكانج وبراهما بترا وابراوادي ويسهل تكوين الدلتاوات ويزداد تقدمها بسرعة إذا تكونت الدلتاوات في بحار مغلقة تتميز بضعف قوة التيارات والأمواج وتأثير المد والجزر ، وكذلك اذا تكونت في بحيرات ضحلة ، وخاصة إذا كانت مياهها أكثر ملوحة من مياه الأنهار التي تصب فيها ومن أمثلة ذلك دلتا نهر تيرك Terek التي تتقدم في بحر قزوين بمعدل 1000 قدم سنويا.
يتضح مما سبق أن هناك بعض العوامل والظاهرات الجيومورفولوجية الخاصة التي تشكل كلا من مجرى النهر وواديه في أجزائه المختلفة خلال مراحل نموه المتعددة . ولكن ليس معنى هذا أن هذه العوامل وتلك الظاهرات التي سبق ذكرها يتوقف مجالها وتكوينها على جزء محدد معين من مجرى النهر وواديه ، بل يمكن القول بأنه قد يشتد أثرها في جزء من مجرى النهر وواديه عن جزء آخر . فلا تعتبر عمليات الأسر النهري مثلا قاصرة على مجاري الأنهار ابان تطور نموها في مرحلة الشباب . إلا أنها فعلا أكثر حدوثا خلال هذه المرحلة عن احتمال حدوثها في المراحل الأخرى من تطور حياة النهر . وكذلك يلاحظ أن أهم العوامل التي تقوم بتشكيل خصائص المجرى النهري وواديه في الجزء الأعلى هي تلك التى تختص أساسا بعمليات الهدم بينما تلك التي تقوم بتشكيل المظهر الجيومورفولوجي العام في الجزء الأدنى من النهر هي تلك التي تختص عامة بعمليات الارساب أو البناء.
وقد واجهت نظرية الدورة التحانية كما سبقت الإشارة من قبل نقداً شديداً من قبل أصحاب المدرسة الجيومورفولوجية الكمية المعاصرة التي قد لا تعترف بحدوث مثل هذه الدورة أصلا، وتنادى بدراسة العوامل التي تشكل الظاهرات وتقييم فعلها تقييماً كمياً، ومن ثم اعتمدت دراستهم لظاهرات سطح الأرض عامة وللتصريف المائي خاصة بإتباع الأساليب الكمية بغية الحصول على نتائج علمية سليمة ولتجنب الوصف الكيفى الذاتي الذي تميزت به اتجاهات الجيومورفولوجيا الدافيزية.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
