الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
المجرى النهري المثالى وأهم الظاهرات الجيومورفولوجية في واديه خلال مرحلة الشباب
المؤلف:
د. احمد العينين
المصدر:
أصول الجيومورفولوجيا دراسة الاشكال التضاريسية لسطح الأرض
الجزء والصفحة:
ص 388 ـ 395
2025-07-20
75
يتميز النهر المثالي الدافيزي فى مرحلة الشباب باعتدال كل من انحداره وسرعة جريانه ونقل نسبيا درجة النحت الرأسي ، ذلك لأن منسوب النهر عادة لا يكون على ارتفاع كبير بالنسبة لمستوى القاعدة العام كما هو الحال في أعالي النهر أو في حالة كون الروافد النهرية فى مرحلة الطفولة ، حيث يفتح النهر المجال لبداية فعل الارساب وتكوين الجسور والمصاطب أو المدرجات على جانبيه وتعديل وتسوية مجراه وتنظيم انحداره ، ويقصد بتعبير القاعدة العام منسوب سطح البحر الذي يقدر بمنسوب صفر ، وامتداده الوهمي تحت سطح الأرض. وتعمل كل الأنهار التي تصب في ذلك مستوى البحر جاهدة للوصول إلى هذا المنسوب حتى تصل إلى مرحلة التعادل State of Equilibrium . وعلى ذلك أصبح معروفا بين الباحثين أن مستوى القاعدة العام Base-level هو منسوب سطح البحر العام Sea-level الذي تصب فيه معظم أنهار العامل الكبرى مثل المسيسبي والذيل والامزون ، والراين والكانج والسند وإيراوادي، وغيرها كثير.
ومن المعروف أن كل أنهار العالم لا تصب في البحار والمحيطات ، بل قد يصب بعضها كذلك في بحار داخلية صغيرة أو في بحيرات أو في جوف الأرض ومن ثم نجد أن الأنهار في هذه الحالة تنحت مجراها وتعمل للوصول إلى مستوى القاعدة المحل Local Level اصابتها والذي قد يكون أعلى أو أقل من منسوب سطح البحر، ففي القارة الأوربية تصب بعض الأنهار أو أجزاء من أنهار مختلفة في بحيرات يكون منسوب هذه الأخيرة بمثابة مستوى القاعدة المحلى لعمليات التحت الرأسي لهذه الأنهار ، وترتفع منسوب معظم بحيرات قارة أوربا ارتفاعا ملحوظا فوق مستوى سطح البحر ومن أمثلة ذلك بحيرات لادوجا Ladoga وارتفاعها 16 قدما وجينيف Geneva وارتفاعها 1230 قدم وكونستانس Constance وارتفاعها 1305 قدم فوق مستوى سطح البحر . ويتمثل في القارة الآسيوية بحار صغيرة مقفلة وبحيرات داخلية قد يرتفع منسوبها أو ينخفض عن مستوى القاعدة العام . وتؤثر هذه بدورها في عمليات النحت الرأسي ومدى فعل التعرية النهرية بوجه عام . ومن البحيرات التي يرتفع منسوبها فوق مستوى سطح البحر في القارة الآسيوية بحر آرال Aral وارتفاعه 157 قدم وبحيرة وبيكال Biaikal وارتفاعها 1706 قدم وأرميا Urmia وارتفاعها 4000 قدم وأعلى بحيرة في آسيا هي كوكونور Ka Nor وارتفاعها 10000 قدم فوق سطح البحر . ومن بحارها الصغيرة المغلقة التي تنخفض عن منسوب سطح البحر العام ، بحر قزوين وينخفض نحو 84 قدما تحت سطح البحر والبحر الميت وينخفض نحو 1291 قدم تحت سطح البحر.
ويرتفع منسوب معظم بحيرات القارتين الأمريكتين عن مستوى سطح البحر العام وأهم هذه البحيرات متشجن Michigan وترتفع نحو 582 قدم وسوبيريور Supereon وترتفع نحو 602 قدم وينيبيج Winnipeg نحو 722 قدم ، وجريت سولت ليك Great at Lake وارتفاعها 15,540 قدم . ويرتفع منسوب بحيرات القارة الأفريقية كذلك فوق مستوى سطح البحر . ومن أهم هذه البحيرات فكتوريا Victoria وترتفع نحو 3900 قدم وتنجانيقا Tanganyika وترتفع نحو 3680 قدم ، ونياسا وترتفع . 1700 قدم وردولف Rudolf وترتفع نحو 1200 قدم ، وبحيرة ألبرت Albert نحو 2165 قدم . أما بحيرة اير Eyre في استراليا فهذه تنخفض بنحو 26 قدما تحت مستوى سطح البحر.
وهناك كذلك عديد من الأنهار ذات تصريف داخلي بمعنى أنها لا تتجه صوب البحر أو بحيرة ما ، بل تنتهي مصباتها فى منخفضات قارية أو مناطق صحراوية ومن بين أمثلة ذلك بعض الأودية النهرية والأودية الجافة في الصحراء الشرقية المصرية وفى الصحراء الكبرى جنوب مرتفعات نبستی والحجار وفي المناطق التي كانت واقعة بجوارها نهايات النطاقات الجليدية والبلايستوسينية في أوربا وآسيا وأمريكا الشمالية والتي يطلق عليها تعبير مع الأراضي شبه الجليدية Periglacial Regions ، تعرضت لسقوط الثلج الغزير أثناء فصل الشتاء وتجمعه في المقمرات الجبلية . ويتعرض هذا الثلج أثناء الصيف القصير للانصهار السريع وبالتالي نجمت عنه كميات هائلة من المياه شقت لنفسها مجارى نهرية على طول مناطق الضعف الجيولوجية وفوق الصخور اللينة مثل طبقات الطين ، وتتجه هذه المجاري الأخيرة عادة الانحدار العام لسطح الأرض صوب الأجزاء الدنيا وتصب في الأنهار المجاورة إلا أن بعضها كذلك لا يصب في أنهار بل ينتهي ويتلاشى بالتدريج فوق مصاطب صخرية مستوية السطح وبدراسة هذه الأودية الجافة حاليا حيث أن الظروف المناخية التي كونتها في الماضي ليست مماثلة للظروف المناخية الحالية على السفوح الجنوبية الشرقية لجبال البنين البريطانية ، تبين أن درجة نحتها الرأسي تتشكل تبعا لاختلاف التكوين الصخرى الذى تتكون فوقه وبالتالي فهى تعمل للوصول إلى مستوى القاعدة المحلي أو الصخري Local or Structural Base level . واذا ما ظهر ما يشبه نقط التجديد على طول القطاعات الطولية لهذه المجاري فتعرف هذه بدورها باسم نقط التجديد المحلية الصخرية Structural Knickpoints . ولا تعتبر الظروف المناخية العامل الوحيد الذي ينجم عنها تشكيل المجاري النهرية ، بل للتكوين الصخري واختلاف صلابته أثره البالغ في هذا المجال . فمعظم المجاري النهرية التي تتكون فوق طبقات الكارست الجيرية لا تتأثر في نحتها الرأسي بمستوى القاعدة العام وذلك لارتفاع مسامية الصخور وانفاذها المياه وسرعة تحللها الكيميائي من ناحية وأن مصبات بعض هذه المجاري توجد في جوف الصخر والكهوف من ناحية أخرى . ولا تختلف سرعة النحت الرأسي للمجارى النهرية من نهر إلى آخر في النهر الواحد خلال أزمنة مختلفة فقط ، بل تختلف كذلك على طول أجزاء النهر الواحد في زمن واحد معين حيث يختلف أثر فعل النحت الرأسي تبعا لبعد مجرى النهر من المصب ، ولهذا تشتد عمليات النحت الرأسى ويزداد أثرها في الأجزاء العليا من الأنهار ويقل هذا الأثر كلما اتجهنا نحو المصب.
وتجدر الاشارة إلى أن جميع الروافد الشهرية للنهر الرئيسي لا تنحت مجراها رأسيا متتبعة مستوى القاعدة العام . بل في الحقيقة إذا ما بعدنا منسوب النظر عن تفاصيل المجرى النهري الرئيسي من تكوين جنادل وشلالات وبحيرات فإن النهر الرئيسي هو الذي ينحت رأسيا متتبعا مستوى القاعدة العام وهو منسوب سطح البحر الذي يصب فيه ، ولكن تتوقف درجة التحت الرأسي في الروافد الأخرى وفقا للمنسوب الذى تتصل عنده مصبات هذه الروافد مع نقطة اتصالها بالنهر الرئيسي أو بروافد أخرى . فكما يتضح في شكل 71 أن الروافد الرئيسية للنهر الأصلى وهى أنهار المجموعة الأولى (ذات الخطوط السميكة المتقطعة) تلحت رأسيا متتبعة مستوى القاعدة المحلي ، وهو منطقة اتصال مصبات هذه الروافد مع نقطة اتصالها بالنهر الرئيسي ، أما أنهار المجموعة الثانية ذات النقط السميكة فهي تنحت رأسيا كذلك حسب مستوى القاعدة المحلي وهو منسوب نقطة اتصال مصباتها عند التقائها بالروافد المختلفة وهلم جرا يتضح من هذا العرض أن جميع أنهار العالم لا تعمق مجاريها وفقا المنسوب واحد معين ، بل يعمل معظمها وخاصة الأنهار الرئيسة التي تصب في البحار الواسعة حسب مستوى القاعدة العام ، ولكن ينحت بعضها الآخر مجراه رأسيا تبعا لمستوى القاعدة المحلى الذى قد يكون أكثر ارتفاعا أو انخفاضا عن مستوى القاعدة العام ، كما أن مجرى النهر نفسه دائم التغير والتطور، فهو يعمل جاهدا للوصول إلى مستوى القاعدة العام ، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدى إلى تغيير مراحل تطور النهر وتجديد أو تعطيل مراحل نموه ، ويمكن حصر أهم هذه العوامل في النقاط الآتية:
1- زيادة حجم المياه في المجرى النهري لسبب ما قد يكون تذبذب المناخ أمطار اعصارية فجائية أو سيول تعمل بدورها على زيادة سرعة النهر ، وقد تتجدد قوة النهر في النحت والتعرية بمساعدة ما يحمله من رواسب ومن ثم يعمل على تعميق مجراه من جديد بعد أن كان قد وصل إلى مرحلة هادئة من مراحل نموه.
2- حدوث الصدوع التي تتعامد أسطحها على امتداد مجرى النهر ، وقد تؤدى إلى تكوين الجنادل أو المسقاط المائية ، وتساعد بدورها على تكوين مستويات قاعدة محلية فيعمل النهر ثانية للوصول إلى هذه المناسيب الجديدة.
3- حدوث عمليات الاسر النهرى تجمل بدورها الروافد التي كانت منتبعة في نحتها الرأسى مستوى قاعدة الأنهار التي أسرت تغير من مظهرها ودرجة نحتها الرأسي تبعا لاختلاف مستوى القاعدة المحلى الجديد للأنهار الآسرة.
4- تعرض مجرى النهر لحركات ارتفاع تكتونية أو انخفاض منسوب سطح البحر الذي يصب فيه النهر ، وينجم عن ذلك تجديد فعل النحت الرأسي النهري ، وتعميق روافد النهر للوصول إلى المستوى الجديد الذي هبط إليه البحر.
وإذا ما تعرض المجرى النهري لحركات ارتفاع تدريجية دائمة أو متقطعة أو انخفض منسوب سطح البحر الذى يصب فيه انخفاضا متقطعا على مر الأزمنة كما حدث ذلك في معظم أنهار المناطق المعتدلة الباردة تبعا لانخفاض منسوب سطح البحر التدريجي المنقطع منذ أواخر عصر البلايستوسين حتى العصر الحديث ، تجمع الجليد في الفترات الباردة وانصهاره في الفترات الدفيئة ، فتؤدى هذه العملية إلى تجديد نشاط النهر في مرحلة هبوط منسوب سطح البحر حتى يصل إلى مرحلة هادئة نقل فيه قوة النحت ثم يتعرض النهر من جديد لمرحلة يجدد فيها نشاطه ويعمق مجراه تبعا لانخفاض منسوب سطح البحر ثانية . وعلى ذلك تتميز معظم أنهار المناطق المعتدلة والمعتدلة الباردة بأن أشكال القطاعات الطولية لمجاريها تظهر على شكل مصاطب متعاقبة ذات شكل سلمى تبعا لتوالى تجديد نشاط الأنهار ولتعاقب عمليات نحتها الرأسي الشديد وتظهر مناطق تجديد نشاط النهر واضحة في الحقل ، وكذلك على الرسوم البيانية حيث تتخذ شكل محدبات ظاهرة Convexities في مجرى النهر ويطلق عليها تعبير نقط التجديد، Points of rejuvenation or Knickpoints. ويجب أن يميز الباحث أصل هذه التحديات التي تظهر على طول المجرى الطولى للنهر بعد رفعه أو مسحه . فهل هذه التحديات هي حقا نقط تجديد ترجع نشأتها إلى توالي انخفاض منسوب سطح البحر المتقطع أم ترجع إلى عوامل أخرى مثل حدوث حركات تصدع أو اختلاف في التركيب الصخرى . ويمكن الاجابة على هذه الاستفسارات بعد عمل دراسة تفصيلية لمورفولوجية المجارى النهرية في الحقل . كما يمكن كذلك تصنيف بعض نقط التجديد فى مجموعات تمثل كل مجموعة منها مرحلة من مراحل تطور النهر والعلاقة بينه وبين ذبذبات مستوى سطح البحر وتكوين السهول التحانية والمدرجات النهرية في الأودية.
وتجدر الاشارة إلى أنه من المستحيل أن يصل أى نهر فوق سطح الأرض على امتداد كل مجراه إلى منسوب سطح البحر الذي يصب فيه وإلا يصبح النهر جزءا أو لسانا من هذا البحر. ولكن عند وصول بعض الأنهار إلى مرحلة الشيخوخة تتميز مجاريها ببطء جريانها وضعف انحدارها ، وعند وصول النهر إلى هذه الحالة والتى يطلق عليها اسم مرحلة التعادل أو التوازن State of Equilibrium فإن النهر قد وصل إلى مرحلة توازن فيها منحلى مجراه بالنسبة للتكوين الصخري Reached Grade . وعلى ذلك يطلق الباحثون على النهر نفسه في هذه الحالة بأنه منحوت بتوازن Grated Stream وهناك علاقة قوية بين النحت الرأسي للنهر تبعا لوصوله إلى مستوى القاعدة العام وبين كميات الرواسب التي يحملها الشهر نفسه ومدى استطاعته حملها وارسابها . فإذا ازدادت قدرة النهر على الحمل أو بمعنى آخر أصبح في امكان النهر أن يحمل من الرواسب اضعاف ما يحمله عادة فإن النهر يعمل على زيادة قوة نحته الرأسى ويكون لنفسه مجرى ثابتا يطلق عليه اسم النهر المنحوت Degraded Stream ، وتعرف العملية نفسها باسم التحت أو التفسخ Degradation. أما اذا ازدادت كمية الرواسب التي يحملها الدهر عن طاقة النقل النهري ، فقد ينجم عن ذلك ارساب بعض من هذه الرواسب على شكل رواسب فيضية أو غطاءات وفرشات للمدرجات النهرية ، ويبني النهر لنفسه قاعا نهريا متسعا ، مغطى بالرواسب ويطلق على النهر في هذه الحالة تعبير النهر البناء أو المرسب Aggraded Stream وتعرف العملية نفسها باسم البناء الإرسابي Aggradation.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
