استهل ممثل المرجعية الدينية العليا خطبة صلاة الجمعة بالدعاء للمقاتلين في سوح القتال قائلا " اسال الله سبحانه وتعالى بمن نحن بجواره الامام الحسين عليه السلام ان يشد على ايادي اخوتنا المقاتلين وهم يخوضون حربا ضروسا ضد هذه الطغمة الداعشية المنحرفة، سائلين الله ان يمدهم بنصره وان يعجل لهم هذا النصر وان يحفظهم من كل سوء، وان يسدد رميتهم ويزيدهم اصرارا وقوة كما هم اهل لذلك، وان يلقي في قلوب عدوهم الرعب والخوف وان يزلزل الارض من تحت اقدامهم، وان يولوا مدبرين الى غير رجعة، وان يعجل لنا بالنصر المؤزر ويحفظ بلادنا من كل سوء، وان يبارك بكل جهد يبذل منهم، وان يتغمد الشهداء برحمة واسعة، وان يعجل بالشفاء العاجل للجرحى، ويبارك بالاخوة الاعزاء الذي بذلوا اموالهم وابدانهم وانفسهم في سبيل حفظ العراق وارضه ومقدساته".
وقال السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم (7/7/2017) ان المجتمع يضم مجموعة كبيرة من خريجي المعاهد والكليات الذين يقومون بين الفينة والاخرى بالمطالبة بايجاد فرص عمل لهم لاشغال مواقع مهمة لادارة بلدهم، مبينا ان حديثه عن منظومة متكاملة تستوجب وجود مخرجات للخريجين الذين اكملوا دراستهم ولابد من وجود متلقي لهم يوفر لهم الفرص المناسبة للتعيين.
واضاف ان الفراغ والبطالة من الامور الخطيرة جدا، وان الانسان يشعر بانتكاسة نفسية وتعب شديد نتيجة عدم وجود عمل، وانه كلما توفرت فرص العمل كلما خفت المعاناة.
وتابع ان الدولة بالنتيجة ستقول ان هناك ازمة في التعينات، موضحا انه ليس بالضرورة ان يكون التعيين بالدولة بل بالامكان توفير فرص العمل من خلال القطاع الخاص وان كان على الدولة السعي الحثيث لايجاد حل لهذه المشكلة، مؤكدا ان الحل لمشكلة توفير فرص العمل موجود الا انه يحتاج الى خطوات ودراسة ومعالجة جدية.
واوضح ممثل المرجعية العليا ان لدى الشاب الخريج امل كما ان لوالديه الذين اوصلوه الى هذه المراحل المتقدمة بحصوله على الشهادة الجامعية امل كذلك في ايجاد فرصة مناسبة لابراز الطاقة والعلم الذي استفاده لخدمة بلده.
وتساءل السيد الصافي "من المسؤول" عن ذلك، مشددا على ضرورة توفير فرص العمل ليتشجع من هم بمقاعد الدراسة على اكمال دراستهم للانخراط في المؤسسات وان كانت غير حكومية.
واكد ان على الدولة ايجاد حل لكثرة الخريجين في البلد لان الفراغ والمعاناة من عدم توفر فرص العمل له مخاطر وسلبيات كثيرة.
واستدرك السيد الصافي ان طلبة السادس الاعدادي الذين يؤدون الان الامتحانات لهم الحق بان يؤدوها في ظرف مناسب، لا ان يشتكي الطالب من ان قاعة الامتحان حارة جدا ولاتتوفر فيها وسائل الراحة خلال الساعتين او الثلاث.
وتساءل السيد الصافي نيابة عن الطلبة "لمن يشكو الطالب" ومن سيجيبه ومن سيقول له انت ولدي لابد ان اهتم بك.
كما تساءل ممثل المرجعية الدينية العليا "هل تكاتف المسؤولون لتوفير جو خاص للطالب خلال فترة الامتحانات التي لاتتجاوز ثلاثة اسابيع لاشعاره بانه مهم عندهم، ام تركوه ليقاوم الظروف حتى وان اصيب بغيبوبة او الم او اذى، فضلا عن الوضع النفسي والحر الشديد.
وانتقد السيد الصافي عدم الجدية بالتفكير بالطلبة وعدم ايجاد الحلول لمثل تلك المشاكل، مستدركا انه لو كان هنالك تفكير لماذا لاتحل المشكلة.
وقال ان الطالب يسأل وانا أسال ولا اعلم من سيجيب؟.
واوضح السيد الصافي ان الدولة تعلم ان في هذا الشهر وففي كل سنة تكون مواعيد الامتحانات ثابتة في فصل الصيف، متسائلا هل ان الدولة عاجزة في هذه السنين ان توفر مكانا جيدا يساعد الطالب على الفهم والاجابة، فضلا عن توفير امكنة مناسبة لتأدية الامتحانات.
واشار ان هناك مصطلح "الوزن العلمي" للطالب، مبينا ان بعض الطلبات ترد اليه من اشخاص اغلبهم من خرجي الكليات يجد في كتاباتهم اخطاء املائية ونحوية فضلا عن صعوبة قراءة الطلب، كما ان البعض حينما يسأل في اختصاصه يكون ضعيف.
واكد ان الجميع مسؤول عن الوزن العلمي الذي سيتم الاعتماد عليه ببناء البلد، موضحا ان العلم ليس فيه مجاملة وان له قواعده وحساباته الخاصة، مشيرا ان القفز على العلم يعني القفز على حقوق الاخرين، وان القفز على العلم والحصول على طريقة غير مقننة يعني ضرب المهمة التعليمية بمسمار نعشها.
واردف ان الوزن العلمي مسؤولية الجميع وانه الان يستصرخ ويقول ارجعوا لي الوزن العلمي، مؤكدا ان جميع الجهات التربوية مسؤولة عن ذلك، الطالب والمدرس والوزارات المعنية..
وتابع ان هناك عنوان تبادلي، فالاخوة الذين الآن في جبهات القتال بعضهم ترك الدراسة والتحق وبعضهم ترك عمله والتحق، موضحا ان هذا الشخص عندما يستشهد واستشهد الكثير فان عينه تبقى على البلد، اذ انه اذا ترك الدراسة يعتقد ان غيره سيكمل المشوار.
واشار في ختام خطبته ان هؤلاء لهم حق علينا بكل فضيلة، وان العلم النافع فضيلة والاخلاق فضيلة والاهتمام بهم فضيلة، وان من الجميل جداً ان المدرس والوزارة والطالب عندما يبدأ العملية التربوية يفكّر بهؤلاء الاخوة ويقول هؤلاء لابد ان اهتم بهم، جزاءً ووفاءً لدماء هؤلاء حتى وان انتهى الامر فان هذه المسألة تبقى مسألة وفاء.