لم يقتصر عملُ قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العتبتين المقدّستين على تنظيم عمل المواكب والهيئات الحسينية بل تعدّى ذلك ليشمل أعمالاً ونشاطاتٍ ومساهمات أخرى حسب الرقعة الجغرافية لكلّ ممثّلية، فكانت لهذه الممثّليات مساهمات بإيواء النازحين وتقديم العون لهم كذلك كانت لها وقفة مشرّفة بمدّ وتجهيز المقاتلين والمتطوّعين بما يحتاجونه من مؤنٍ في كافة قواطع العمليات، كذلك قامت بتدريب المواطنين المتطوّعين على السلاح وإرسالهم الى سوح المنازلة ضدّ عصابات داعش الإرهابية، فكان عملها شاملاً وجامعاً ليُكلّل هذه المرّة بمشروعٍ إنسانيّ يمسّ صحّة وسلامة شريحة كبيرة من أهالي مدينة الرفاعي في محافظة الناصرية، فبعد أن تمّ رصد جهاز رنينٍ مغناطيسيّ من قبل وزارة الصحّة العراقية الى مستشفى الرفاعي لم يجد له المكان المناسب والملائم لكونه يحتاج الى قسمٍ متخصّص وبنايةٍ خاصّة به، ولشحّة الموارد المالية بل انعدامها التي كانت عائقاً أمام نصب هذا الجهاز الطبّي شمّر أبناء ممثّلية الشعائر الحسينية عن سواعدهم بالتنسيق مع قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينيّة في العتبتين المقدّستين للتبرّع من أجل إقامة هذا المشروع وإتمامه على أحسن وجه.
هذا وقد شارك وفدٌ رفيعُ المستوى من العتبة العبّاسية المقدّسة أفراح مدينة الرفاعي بهذا المنجز الصغير بحجمه ومساحته الكبير بما يقدّمه من خدمةٍ طبية لهم الى جانب شخصياتٍ دينيّة وثقافيّة وأكاديميّة ووجهاء عشائر من داخل وخارج محافظة الناصرية.
مسؤول وحدة الشعائر الحسينيّة في محافظة ذي قار الشيخ حيدر عبد الصاحب عودة الهادي بيّن في الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح المشروع: "أنّ أسمى الأعمال الإنسانية هي تلك التي لا تنتظر مقابلاً لها بل تنبع من القلب ومن رغبة الإنسان في العطاء والتضحية، وإنّ العمل التطوّعي مثالٌ حيّ على هذه الأعمال فهو ميدان تتعدّد أشكاله ليدخل في جميع ميادين الحياة الاجتماعية والصحّية والبيئيّة والتربوية والعسكرية وغير ذلك، وفي هذا العمل المجّاني ينطلق الإنسان المتطوّع من إحساسه بالمسؤولية تجاه مَنْ حوله وتجاه محيطه الإنسانيّ والمكانيّ، لتتّسع شيئاً فشيئاً وتشمل كلّ ميادين الحياة وتظهر بأبهى وأرقى أشكال التكامل البشريّ".
الدكتور أحمد الحيدري ممثّل مستشفى الرفاعي بدوره أوضح قائلاً: "بعد مراجعاتٍ طويلة من قبل المسؤولين في محافظة ذي قار الى وزارة الصحّة واستحصال موافقة وزيرة الصحّة على تخصيص جهاز رنينٍ مغناطيسيّ لمستشفى الرفاعي العام، للحاجة الماسّة لأهالي الرفاعي لمثل هذا الجهاز لما فيه من خدمةٍ للمواطنين ومراجعي المستشفى لكونه يرفع عنهم مراجعة مركز المحافظة، كما يرفع العبء عن المؤسّسات الصحّية في المحافظة بكثرة المراجعين، فبعد استحصال الموافقات الأصولية وقفت الأزمةُ الماليّة وحالةُ التقشّف التي تمرّ بها البلاد أمام تنفيذ هذا المشروع لعدم وجود المكان المناسب في المستشفى وعدم وجود أموال حكوميّة تُخصّص للبناء، فشمّر أبناء ممثّلية الشعائر الحسينية في قضاء الرفاعي سواعدهم وتكفّلوا بتشييد بناية كاملة للجهاز أُطلق عليها بناية الإمام الحسين(عليه السلام) للرنين المغناطيسيّ في وقتٍ قياسيّ بلغ شهرين فقط لاستكمال البناء وشهر تقريباً لتنصيب الجهاز، فكلّ الشكر والامتنان لممثّلية قسم المواكب والشعائر الحسينيّة في قضاء الرفاعي لما قدّموه للمجتمع من أعمالٍ خيريّة، والحمد لله بعد تظافر الجهود بين المواطنين والحكومة تمّ افتتاح هذه البناية لخدمة المواطنين الكرام".