منذ أن وقف أبو الفضل العبّاس(عليه السلام) وقفته البطوليّة الشجاعة وهو يُدافع عن حمى الإسلام ودستوره ورسالته ضدّ الطغاة والمستكبرين حتى وقف التاريخُ منحنياً بإجلال وإكبار لهذه الشخصية الفذّة ووقفت معه كلّ الأشياء الثمينة المهداة إلى قداسة هذا المكان وشذاه الزكيّ الطاهر لتتشرّف بتزيين المرقد الشريف..
ومنها المرمرُ الطبيعيّ الثمين جداً الذي يُغطّي أرضيّة الحرم الطاهر ويُحيط بالشبّاك الجديد الذي صنع بأيادٍ عراقية مخلصة من خَدَمَة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في معمل صناعة شبابيك الأضرحة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة.
حيث تمّ الانتهاء من إكساء أرضيّة الحرم الطاهر لضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في وقتٍ قياسيّ بنوعيّاتٍ نادرة جدّاً من المرمر الطبيعيّ، ليتشرف بهذا المكان الطاهر وبوطء أقدام زائري مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، على مساحةٍ تُقدّر بـ"120" متراً مربّعاً من محيط الشبّاك الشريف لغاية حدود أبواب الحرم الداخليّة.
المرمر الجديد الذي تمّ إكساء وتغليف أرضيّة الحرم به هو من نوع (ملتي الاونكس) إيطاليّ المنشأ بقياس (40سم×60سم) وبسُمْك (3سم)، ووزّعت هذه القطع المرمرية ذات الألوان الزاهية بطريقة فنيّة غاية في الجمال والروعة فتناغمت فنّياً مع الشبّاك الجديد لضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وقد سبقت هذه الأعمال تنظيف أرضيّة الحرم تنظيفاً جيّداً لجعلها في مستوى واحد بعد أخذ أوزانها ومستواها مع الصحن المطهّر.
يُذكر أنّه قد تمّ اختيار المرمر من نوع (ملتي الاونكس) إيطاليّ المنشأ بقياس (40سم×60سم) وبسُمْك (3سم) بثلاثة ألوان ووزّع بطريقةٍ فنّية، حيث تمّ إكساء الأرضيّة بوضع شريطين من هذا المرمر الأوّل يكون باللون الأصفر المعرّق بالأحمر ويبلغ عرضه (20سم) يوضع عليه الشذر، وهو شكل أيضاً من المرمر ومن نفس نوعية المرمر، يتّخذ شكله مجموعة أقواس بطول (29سم) وعرض (18سم) وداخلها يكون على شكل زاوية قائمة، ليكون هذا الشكل ملاصقاً للشبّاك من الداخل ويرتبط به، أمّا الثاني فيبلغ عرضه (40سم) وهو ذو لون أحمر معرّق بالأبيض، ويُحيط هذان الشريطان بالشبّاك من جهاته الأربع وكُسيت باقي أرضيّة الحرم من نفس نوعيّة المرمر لكن باللون الأصفر المعرّق بالبنّي (الجوزي)، وخلال أعمال الإكساء أُضيفت موادّ كيميائية من أجل مكافحة الرطوبة والحشرات وبعض الموادّ الإنشائية التي تسهّل وتقوّي عمليّة التصاق هذه القطع المرمرية بأرضيّة الحرم الطاهر.