المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كملة نشر‌


  

2504       06:29 مساءاً       التاريخ: 10-1-2016              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-11-2015 2561
التاريخ: 11/12/2022 1420
التاريخ: 27-8-2022 1327
التاريخ: 22-11-2015 22417
التاريخ: 2024-09-08 124
مصبا- نشر الموتى نشورا من باب قعد : حيّوا. ونشرهم اللّه ، يتعدّى ولا يتعدّى ، ويتعدّى بالهمزة أيضا فيقال : أنشرهم اللّه. ونشرت الأرض نشورا أيضا : حييت وأنبتت. ويتعدّى بالهمزة فيقال : أنشرتها ، إذا أحييتها بالماء. ومنه قيل : أنشر الرضاع العظم وأنبت اللحم ، كأنّه أحياه. وأنشزه بالزاي بمعناه ، وفي التنزيل - وانظر الى العظام كيف ننشزها- في السبعة بالراء والزأي ، ونشر الراعي غنمه نشرا من باب قتل : بثّها بعد أن آواها ، فانتشرت ، واسم المنشور نشر بفتحتين ، ومنه يقال للقوم المتفرّقين الّذين لا يجمعهم رئيس ، نشر بمعنى مفعول مثل الولد والحفر بمعنى المولود والمحفور. ونشرت الثوب نشرا فانتشر. وانتشر القوم : تفرّقوا.
ونشرت الخشبة نشرا فهي منشورة. واسم الآلة منشار.
مقا- نشر : أصل صحيح يدلّ على فتح شي‌ء وتشعّبه. ونشرت الخشبة بالمنشار نشرا. والنشر : الريح الطيّبة. واكتسى البازي ريشا نشرا ، أي منتشرا واسعا طويلا. ومنه نشرت الكتاب : خلاف طويته. ونشرت الأرض : أصابها الربيع فأنبتت ، وهي ناشرة ، وذلك النبات النشر. ويقال : بل النشر : الكلأ ييبس ثمّ يصيبه المطر فيخرج منه شي‌ء. وعروق باطن الذراع : النواشر ، سمّيت لانتشارها.
والنشر : أن تنتشر الغنم بالليل فترعى ، ولذلك يقال لمن جمع أمره : قد ضمَّ نشره.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو بسط بعد قبض.
وسبق في فرش ونسف : الفرق بينها وبين الموادّ المترادفة.
ومن مصاديقه : نشر الموتى وإعادتهم ، نشر الأرض واحياؤها. نشر الرضاع وإنبات اللحم ، ونشر الراعي وتفريق الأغنام ، وتفرّق القوم عن اجتماعهم ، والريح الطيّبة المنتشرة ، ونشر الكتاب ، والعروق المنبسطة المنتشرة في سطح البدن.
والنشر أعمّ من أن يكون في مادىّ أو معنويّ :
ففي المادّيّ كما في :
{وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} [الأحزاب : 53]. {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة : 10] الانتشار افتعال ويدلّ على اختيار النشر ، أي اختاروا النشر. وفي ما وراء المادّيّ كما في :
{وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} [التكوير: 10، 11]. {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا } [الإسراء : 13]
النشر في الكتاب يقابل الطىّ : والصحف جمع الصحيفة ، بمعنى ما ينبسط ويتسطّح في قطعة مادّيّا أو معنويّا. وليس المراد من الصحيفة والكتاب المنشور في الآخرة هو الشي‌ء المنبسط المادّي ، فانّه لا يناسب عالم ما وراء المادّة.
بل يراد ألواح النفوس الّتي فيها ضبطت وطويت جميع ما صدر من الأعمال والأفكار والحركات ، فتنبسط يوم القيامة وتظهر ما فيها من المنطويات.
وهذا الكتاب والصحف المنبسطة أقوى وأبين وأتمّ من الكتب والصحف الخارجيّة عن النفس ، وإن كانت لطيفة جامعة.
والنشر الروحانيّ كما في :
{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ } [الكهف : 16]. {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} [الشورى : 28] سبق في الرحمة : إنّها عبارة عن تجلّى الرأفة وظهور الحنّة والشفقّة. وهذا المعنى يتحصّل في المادّيّات والروحانيّات ، ففي المادّي بالإنعام عليه في محيط حياته المادّيّة. وفي الروحانيّ بالتوجّه واللطف والإفاضات المعنويّة الغيبيّة ، وإن كان الظهور في الخارج بالإنعام المادّي.
{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ } [عبس : 20 - 22]. {فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر: 9]. {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } [القمر: 7] الجدث بفتحتين بمعنى القبر. والقبر مصدر واسم بمعنى التغطية والمواراة. وسبق في القبر : إنّ البدن بعد انقضاء حياته المادّيّة يوارى في التراب وهو القبر المحسوس المادّي. والروح بالمفارقة عن البدن يوارى في القبر البرزخي وقالب على تناسب خصوصيّات الروح ، وهذا القبر البرزخي يتكوّن من نفس الروح ، وهو تشكّل صفاته وأخلاقه.
ولمّا كان البدن المحسوس فانيا تامّا في الروح يتراءى في البدن جميع ما في حقيقة الروح ، بحيث لو شاهده شخص بصير روحاني منوّر : ليتوجّه الى‌ جميع خصوصيّات الروح وتمايلاته وأفكاره. والفناء في البدن البرزخي أتمّ وأدقّ وألطف ، فيكون تجلّى الصفات والحقائق الباطنيّة فيه أكمل وأظهر. ولمّا كان كلّ من البدن المحسوس والبرزخي كالمرآة لشي‌ء واحد : فلا يوجد اختلاف في تشكّلهما ، وإنّما الاختلاف من جهة المادّيّة ولطافة الجسم والبدن.
وعلى أي حال فالروح مغطّى بالقبر : البدن المادّي ، والبدن البرزخي ، وأمّا الجدث الظاهري : فهو قبر للبدن المادّي لا للروح.
ولمّا كان التكليف والخطاب والثواب والعقاب للروح ، فيكون البعث والنشر أيضا للروح ، على اقتضاء عالم البرزخ ، فانّ عالم المادّة وخصوصيّاته قد انتفى وانقضى أجله ، ولا بدّ أن يكون جميع الجريانات والوقائع والأحكام على مقتضى ذلك العالم وبتناسبه.
وأمّا مسألة المعاد الجسماني : قلنا في القبر إنّه مسألة خارجة عن محيط إدراكنا ، ولا امتناع فيه بوجه من الوجوه ، وبحثنا عنه هناك فراجع.
فالنشر عبارة عن بسط بعد انقباض ، وبالنشر ينبسط ما انطوى في الروح من آثار الأعمال والأخلاق والصفات النفسانيّة والأفكار والاعتقادات ، وينشرح حتّى يجازى كلّ بحسب ما في النفس. ولم يكن ذلك الانبساط والانشراح في العالمين السابقين.
وهذا كحصول الانبساط في الموادّ الأرضيّة بنزول الماء.
وأمّا كون نشر الناس كالجراد : فانّ النفس إذا ظهرت منطوياته وانبسطت مكنوناته المنقبضة : توجب اضطرابا ووحشة واختلالا في نظم الأمور والحركات ، لا يدرى ما يفعل به وكيف تكون عاقبة أمره.
{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا} [المرسلات : 1 - 3] سبق في العذر وغيره : إنّ هذه الآيات الكريمة إشارة الى مراتب السلوك الخمس ، والنشر مرحلة ثالثة منها ، وهي مرحلة تهذيب النفس وتزكيته عن الصفات الرذيلة والأخلاق الظلمانية الحيوانيّة.
ففي تلك المرتبة بسط ما في القلب من أمر منقبض حتّى يصلحه ، فيزكّى ما فسد ويثبت ما صلح ، ولازم أن يكون هذه التزكية والتحلية بالدقّة والتحقيق والتفصيل ، حتّى لا يبقى شي‌ء مختفى عليه.
وهذا لطف التعبير بالنشر. وامّا المفعول المطلق : فللإشارة الى التحقيق والتدقيق والاستدامة في المقام.
فظهر أنّ النشر واجب إمّا في الدنيا في مرحلة الثالث من السلوك الى اللّه ، وإمّا في الآخرة ، فالنشر مقام تفصيل وشرح وفعليّة ، وما دام لم تتحصّل هذه المرحلة : يبقى النفس على انقباضه وكمونه ، ولا يتجلّى ما في باطنه من الحقيقة الخالصة الزاكية.
. {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ } [الدخان : 34، 35].
__________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ .


Untitled Document
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة السابعة عشرة
د. فاضل حسن شريف
مصطلحات رياضة المعوقين في القرآن الكريم (ح 5) (أبكم،...
حسن السعدي
الحالة الرابعة للمادة: حالة البلازمة
حامد محل العطافي
التربة والاستشعار عن بعد
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة السّادسة عشرة
الدكتورة مواهب الخطيب
أثر الحجاب على الأسرة والمجتمع
.مرتضى صادق
البيت موس واستخدامه في الزراعة العضوية Peat Moss
د . حميد ابولول جبجاب
دور المخابرات الامريكية والموقف الدولي من حرب الخليج...
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الخامسة عشرة
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الرابعة عشرة
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... فلسفة تحريم اللواط (19)
محمدعلي حسن
مراتب المعرفة
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الثالثة عشرة
حامد محل العطافي
الدعاء