المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كلمة فرح‌


  

10886       08:55 صباحاً       التاريخ: 10-12-2015              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-1-2016 3294
التاريخ: 28-12-2015 4623
التاريخ: 3-1-2016 6265
التاريخ: 10-1-2016 12753
التاريخ: 22-10-2014 2965
مصبا - فرح فرحا ، فهو فرح وفرحان ، ويستعمل في معان : أحدها- الأشر والبطر - إنّ اللّٰه لا يحبّ الفرحين. والثاني- الرضا - كلّ حزب بما لديهم فرحون. والثالث - السرور- فرحين بما آتاهم اللّٰه. ويقال فرح بشجاعته ونعمة اللّٰه عليه وبمصيبة عدوّه ، فهذا الفرح لذّة القلب بنيل ما يشتهى. ويتعدّى بالهمزة والتضعيف.
مقا - فرح : أصلان : يدلّ أحدهما على خلاف الحزن ، والآخر- الإثقال. فالأوّل - يقال فرح يفرح فرحا. والمفراح : نقيض المحزان. وأمّا الأصل الآخر- فالإفراح : الإثقال.
التهذيب 5/ 20- قال الليث : رجل مفرح : قد أثقله الدين- قال  النبي صلى الله عليه واله  : ولا يترك في الإسلام مفرح. قال أبو عبيد : المفرح : الّذى قد أثقله وأفرحه الدين ولا يجد قضاءه. ورجل فرح وفرحان ، وامرأة فرحة وفرحى.
لسا- الفرح : نقيض الحزن ، وقال ثعلب : هو أن يجد في قلبه خفّة. والفرح أيضا : البطر. والفرحة والفرحة : المسرّة. والفرحة أيضا : ما تعطيه المفرّح لك أو تثيبه به مكافأة له. ورجل مفرح : محتاج مغلوب ، وقيل فقير لا مال له. وقوله ص : لا يُترك : أي يقضى عنه دينه ولا يترك مدينا.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل الغمّ ، وقلنا إنّ الغمّ هو التغطية ، فيكون الفرح عبارة عن انبساط مطلق في الباطن يوجب رفع التغطّى والانكدار.
والفرق بينها وبين السرور والبطر والأشر والطرب.
أنّ السرور : يقابل الحزن ، أي انبساط يوجب رفع الحزن والتألّم.
والطرب : خروج عن الاعتدال وعن الحدّ الممدوح في السرور.
والبطر : تجاوز عن حدّ الطرب.
والأشر : تجاوز عن حدّ البطر.
فالفرح مطلق السرور ، ويصدق في أيّ مرتبة من مراتبه.
وأمّا الإفراح بمعنى الإثقال : فمرجعه الى جعل شخص في معرض الفرح وفي مورده ، بأن يرى مثقلا بالغموم حتّى يستوجب الفرح ، وهذا المعنى يوجب تحقّق الانكدار والاغتمام والتغطّي بالغموم أوّلا ، ثمّ جعله مفرّحا برفع أسباب الاغتمام ، ولعلّ هذا معنى ما قالوا من أنّ الإفراح بمعنى الإثقال بدين أو غيره.
فيكون معنى - لا يترك في الإسلام مفرح : إنّ من صار برفع الدين أو بغيره فرحا في رفع ابتلائه موقّتا ، لا يترك أن يبقى على تلك الحالة ، بل يلزم العمل في رفع ابتلائه رأساً بأداء دينه.
ثمّ انّ الفرح يكون في حقّ أو باطل ، مادّيّا أو معنويّا.
ففي الحقّ : كما في -. {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا} [الروم : 36] وفي الباطل : كما في -. {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [غافر: 75]. {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ} [التوبة : 81] وفي الأمور الدنيويّة المادّيّة : كما في -. {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا } [آل عمران : 120]. {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد : 23] ولا يخفى أنّ مفهوم الفرح إنّما يتحقّق بعد الاغتمام وبرفع تغطية وانكدار ، فهو أمر عرضيّ ويزول بزوال علّته :
{فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } [الروم : 36] وعلى هذا يستعمل في الأمور الدنيويّة غالبا ، فانّ الانبساط في الآخرة يتعلّق بمقامات روحانيّة وينبعث من سلامة النفس ويدوم بدوام عالم الآخرة.
__________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .


لطفاً انتظر ... جاري التحميل