المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى (ضَلَّ) و (أَضَلَّ)


  

6506       04:16 مساءاً       التاريخ: 19-11-2015              المصدر: أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب

أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2015 9239
التاريخ: 22-10-2014 9877
التاريخ: 17-12-2015 11599
التاريخ: 11-4-2022 1749
التاريخ: 17-12-2015 12786
قوله تعالى : {أَإِذٰا ضَلَلْنٰا فِي الْأَرْضِ} [السجدة : 10] ، {وأَضَلَّهُ اللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ} [الجاثية : 23] .
اعلم أن (ضَلَّ) لازمٌ . يقالُ : ضلَّ الشي‌ءُ . أي : ضاع ، وهلك ، قوله : {ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا} [الكهف : 104] .
وبمعنى : العذاب . {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلٰالٍ وسُعُرٍ} [القمر : 47] .
وبمعنى : إبطال العمل . {فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمٰالَهُمْ} [محمد : 4] .
ومُتَعدٍّ ، نحو : ضلَّ فلانٌ الطريق . أي : لم يهتد لهُ قوله : {إِنَّ رَبَّكَ هُوأَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} [النحل : 125] .
وقد جاء : (أضلَّ) على وجوهٍ : أضلَّه فلانٌ : أهلكه قوله : {وأَضَلَّ أَعْمٰالَهُمْ} [محمد : 1] .
وبمعنى : أضلَّ الرجل دابتهُ . أي : ضَلَّتْ عنهُ . قال الشاعر‌ (1) :
هُبُوني أمراً منكُم أضلَّ بَعِيرهُ              [لَهُ ذِمَّةٌ إنَّ الذِّمامَ كَبِيرُ]
فالألف ، للفرقِ بين ما لا يفارق مكانه وبين ما يُفارقُ .
وبمعنى : أنه ضَلَّ منه لا من غيره . كما يقولون : أضلَّتْ فُلانةٌ فُلاناً ، وأذهبت عقله . وهي لا تعرفه لكنه فسد وذهب عقله من أجلها وعند رؤيته إياها‌ نسب إليها .
وبمعنى : الحُكْمِ عليه بالضلال والتسمية : أضلهُ فلانٌ . أي : سمَّاهُ ضالَّا .
مثلُ : أكفرهُ . إذا نُسِبَ عليه .
قال الكميت (2) :
فطائفة قد أكفروني بحبكم               [وطائفةٌ قالُوا : مُسيءٌ وَمُذْنِبُ]
وقوله : {فَمٰا لَكُمْ فِي الْمُنٰافِقِينَ فِئَتَيْنِ ...} [النساء : 88] الآية ، وقوله : {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللّٰهُ} [النساء : 88] .
وبمعنى : الوجدان : أضللت فلاناً . قوله : {أَضَلَّهُ اللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ} [الجاثية : 23] .
وبمعنى : أن تفعل ما عنده يضل العبد أو لأجله فينسب ضلاله إلى نفسه ، كقوله : {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النّٰاسِ} [إبراهيم : 36] . ولا فعل للأصنام .
وبمعنى : تشديد الامتحان . مثل أن يسأل الرجل شيئا نفيساً ، فإذا بخل به قيل لهُ : قد بخَّلك فلانٌ . يريدون به : عيب المسئول لا السائل . ويقولون : أفسدت فضتك في النار . أي : فسادُها عند محنته .
وقوله : {ومٰا جَعَلْنٰا أَصْحٰابَ النّٰارِ ...} [المدّثر : 31] إلى قوله  : {كَذٰلِكَ يُضِلُّ اللّٰهُ مَنْ يَشٰاءُ} [المدّثر : 31] ، بين أن إضلاله للعبد يكون على هذا الوجه من إنزاله آية متشابهةً أو تكليفه إياهم أمراً لا يعرفُون الغرض فيه .
وبمعنى : الصَدِّ عن الخير والرشد والدعاء إلى الفساد ، مثلُ قوله : {وأَضَلَّهُمُ السّٰامِرِيُّ} [طه : 85] ، {وأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ} [طه : 79] .
وقوله : {إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ...} [البقرة : 26] إلى قوله : {... يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً} [البقرة : 26] . يعني : بضربِ المثلِ ثم قال : {ومٰا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفٰاسِقِينَ} [البقرة : 26] . ولا خلاف أنه لا يضل بضرب المثل أحداً وإنّما يضلُّ المكلَّف عند ذلك .
وبمعنى : الحِرْمانِ . قولهُ : {فَمَنْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يَهْدِيَهُ ومَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ} [الأنعام : 125] .
ويتعدى لفظة (أضَلَّ) إلى مفعولين ، وهو يأتي مع أداةٍ ، وبغيرها . فيقالُ : أضلهُ الطَّريق ، وعن الطريق . قولُهُ : {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} وقوله : {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} [الزّمر : 8] .
فهذا الإضلال بمعنى الإعراض عن الحقِّ .
وإذا كان الضلال لفظا مشتركا فلا يجوز أن ينسب إليه أقبحها وهوما أضافه إلى الشيطان بل ينبغي أن ينسب أحسنها وأجملها وليس شي‌ء من هذا الجنس مضافا إلى الله تعالى لأنه ليس فيه أنه أضل عن الدين أوعن الحق وإنما يجي‌ء مطلقا غير مقرون بما ضل عنه كقوله : {يُضِلُّ مَنْ يَشٰاءُ} [الرعد : 27] ، {وأَضَلَّهُ اللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ} [الجاثية : 23] .
وقولُهُمْ : {أضَلَّهُ اللهُ} ، جائزٌ ، بمعنى : العذاب والإهلاك والحكم والتسمية والوجدان والمصادفة ، وبمعنى : أن يفعل ما يضل العبد فيضيفهُ إلى نفسه .
ولا يجوز ، بمعنى : خلق الضلال فيه أو خلق ما يوجبه من قدرة وغيره .
كما يقول المجبرة (3) .
وعند بعضهم : يجوز أن يضل ، بمعنى : التلبيس . وعند بعضهم : يجوز أن يضل عن الدنيا ابتداءً . قال بعضُهم : لا يجوزُ ابتداءً . وكلُّها باطل من وُجُوهٍ : وذلك أنه لا يقالُ في اللغة : أضله ، بمعنى : خلق فيه الضلال أو خلق فيه ما يوجب الضلال ولا سائر أقوالهم لأن العرب تقولُ : أضله فلان عن الطريق إذا لَبّس عليه بشُبهٍ .
ولا يقالُ لمن رد غيره عن الطَّريق قهراً : إنه أضلهُ . إنما يُقالُ : ردّهُ وصرفه ونحوهما .
والإضلال في الدين لا يجوز من الله تعالى بحال لأنه لا يصح التكليف إلا مع البيان . والإضلال هو التلبيس‌ والتلبيس والبيان متضادان .
ولو أضلهم الله هكذا لم يكن للاحتجاج عليهم بالرسل والكتب وإقامة الأدلة والترغيب والترهيب والوعد والوعيد معنى ولا فائدة.
_______________________
1- هو قيس بن الملوَّح . أُنظر ديوان مجنون ليلى : 139 . ومنه تمام البيت .
2- شرح شميات الكميت بشرح أبي رياش القيسي : 53 . وفيه (أكفرتني) .
3- الملل والنحل 1 : 133 .


Untitled Document
نجم الحجامي
الاعلام الاموي اليهودي في محاربه الامام علي (ع) ...(1)
حامد محل العطافي
ما القصود برياض الجنة في حديث رسول الله (ص) ؟
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الثانية والعشرون
أحمد الخرسان
في طريق المقبرة
منتظر جعفر الموسوي
السياسة المالية ودورها في التنمية الاقتصادية لدول...
حامد محل العطافي
الفواكه المجففه اكثرفائدة للصحة :
حامد محل العطافي
كيف نمرض
الشيخ أحمد الساعدي
الإصلاح الشخصي لبناء شخصية مهدوية
حامد محل العطافي
العهود الاجنبية في العراق القديم
علي الحسناوي
أثر كتب الشكر على العقوبة الانضباطية قبل تنفيذها
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الإحدى والعشرون
حامد محل العطافي
مفهوم الوطن وما يترتب عليه
حامد محل العطافي
اللغة العربية وعلومها
مجاهد منعثر الخفاجي
نتن ياهو وفشل الاستراتيجية