افتتحت العتبة المقدّسة سرداب صحن أمّ البنين(عليها السلام) في الجهة الشمالية المطلّة على مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام)، والذي يُعدّ واحدًا من مشاريع التوسعة الرئيسة، وخصّصته لاستقبال زائرات الأربعين في هذا الموسم. وتتوزّع مساحة مشروع صحن أم البنين(عليها السلام) الإجمالية البالغة 20 ألف مترٍ مربّع، لتشمل السرداب الذي يشغل كامل المساحة البالغة 10 آلاف مترٍ مربّع، والطابقين الأوّل والثاني الذين هما عبارة عن أواوين بمساحة 4 آلاف مترٍ مربّع، والساحة الوسطية بمساحة 6 آلاف مترٍ مربّع. الصحن افتُتِح في وقتٍ قياسي بتضافر جهود ملاكات العتبة المقدّسة والخطط المتكاملة لإدخال المشروع في خدمة الزائرات، ليسهم في تحقيق جملةٍ من الأهداف، منها زيادة القدرة الاستيعابية، والمساعدة على تخفيف الزحام خلال أيام الزيارة وتقديم خدماتٍ أفضل.
وأكّد المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية السيد أحمد الصافي خلال جولةٍ في أروقة المشروع (السبت 25 آيار 2024)، أهمّية سرعة إنجاز سرداب صحن أم البنين(عليها السلام)، وتكثيف الجهود لإدخال سرداب الصحن الجديد الخدمة في أسرع وقتٍ ممكن، والاستفادة منه في استيعاب الزائرين وتقديم الخدمات لهم خلال الزيارة المليونية.
واستأنفت ملاكات قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة أعمالها بالمشروع بعد انتهاء زيارة العاشر من شهر محرّم الحرام، وتمّ الانتهاء من أعمال صبّ الهيكل الخرساني للسرداب وسقفه، ورغم التحدّيات التي فرضها حجم المشروع، إلّا أن فرق العمل استطاعت تحقيق تقدّمٍ ملحوظ في وقتٍ قياسيّ، بحسب المهندس المقيم للمشروع السيد حسين محمد باقر. وشاركت في أعمال تجهيز سرداب الصحن، ملاكات قسم الصناعات والحرف الفنية، وقسم الصيانة والإنشاءات الهندسية، وقسم رعاية الصحن الشريف، وقسم الشؤون الخدمية، وبعد إنجازه أُجري تسليمه إلى الشعب النسوية التابعة لمكتب المتولّي الشرعيّ للشؤون النسوية. وبقرب حلول زيارة الأربعين المباركة شرع قسم الصناعات والحرف الفنّية في العتبة العبّاسية المقدّسة، بتهيئة الخدمات والأمور واللوجستية التي يحتاجها السرداب لاستقبال الزائرات. وكان لقسم الصيانة والإنشاءات الهندسية دورًا بارزًا في تهيئة سرداب وصحن أمّ البنين (عليها السلام) لاستقبال زائرات الأربعين، إذ أكّد رئيس القسم المهندس قسيم هادي نوري على أنّ "لملاكات القسم بصمة واضحة في تجهيز سرداب وصحن أمّ البنين (عليها السلام) وتحضيره، عَبرَ مجموعة من الأعمال أهمها: إجراءات السلامة المهنية، والتأسيسات الكهربائية، وتهيئة الأمور اللوجستية، إضافةً إلى دعم أقسام العتبة المقدسة وإسنادها، فضلًا عن تسخير ملاكاته التخصصية كافّة لتنفيذ الأعمال الموكلة إليه".
وصرح معاون رئيس قسم الصناعات المهندس عمار صلاح مهدي، قائلًا إن "ملاكات القسم باشرت بتهيئة صحن أمّ البنين(عليها السلام) لاستقبال زائرات الأربعين، بعدما ارتأت العتبة العبّاسية الى استثمار مساحة سرداب الصحن على الرغم من كونه قيد الإنشاء، وأسهمت ملاكاتها من مختلف الأقسام المعنية بتهيئة الموقع لهذا الغرض". وأضاف أن "من ضمن أعمال القسم كانت تهيئة سرداب الصحن بالمحجّرات و(الرنكات) المحيطة بالأعمدة، لغرض تهيئة الإنارة ومراوح الهواء ومنظومة السحب والدفع؛ لتبريد السرداب إلى جانب توفير طرق رابطة بين طريق محور باب بغداد إلى العتبة المقدّسة؛ لتسهيل مرور الزائرين وتقليل الزحام، وتهيئة أواوين صحن أمّ البنين(عليها السلام) لمبيت الزائرات". وفي مطلع الشهر الحالي، أنهت ملاكات العتبة العبّاسية المقدّسة أعمال تهيئة مشروع صحن أمّ البنين(عليها السلام)، بعد فرش الصحن بالسجّاد وتوزيع المكتبات، وكتب الزيارات، ليكون المكان محطّةً للاستراحة والعبادة للزائرات.
وافتتحت العتبة العبّاسية في الأيام الأولى لزيارة الأربعين سرداب صحن أمّ البنين(عليها السلام) لاستقبال زائرات الأربعين، لتباشر بعد ذلك ملاكات الشعب النسوية في العتبة العبّاسية بتقديم العديد من الخدمات الدينية والثقافية والطبية للزائرات، خلال تواجدهنّ في سرداب صحن أم البنين(عليها السلام). وقالت مديرة مكتب المتولّي الشرعيّ للشؤون النسوية في العتبة العبّاسية السيدة منى وائل عباس، "حسب توجيهات المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة السيد أحمد الصافي، بتخصيص سرداب صحن أم البنين(عليها السلام) للزائرات، شرعت الملاكات النسوية بوضع خطّةٍ تهدف إلى تقديم الخدمات الطبّية والثقافية والدينية التوعوية وغيرها للزائرات؛ ليكون هذا المكان في خدمتهنَّ ولأجل راحتهنّ".
وأضافت أن "الملاكات النسوية في العتبة المقدّسة قدّمت الخدمات للزائرات الوافدات إلى مدينة كربلاء المقدّسة طيلة أيام الزيارة، بمشاركة مجموعةٍ من المتطوّعات، وشملت تنظيم المجالس الثقافية والقرآنية والحلقات الفكرية؛ بهدف تعزيز الوعي الثقافي والفكري للزائرات في أثناء الزيارات المليونية".