قدّم أستاذ الحوزة العلميّة العلّامة السيّد أحمد الصافي المحاضرة العلميّة الرمضانيّة السادسة، في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي، بحضور مسؤولي العتبة العبّاسيّة المقدّسة وخَدَمتها. المحاضرة السادسة تأتي ضمن سلسلة المحاضرات التي قدّمها قبل أكثر من أربع سنوات، في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي للإمام السجاد (عليه السلام)، وانطلقت في هذا الشهر الفضيل مجدّدًا لشرح ما يتعلّق بخصوص هذا الشهر ومضامينه. وتطرّق السيّد الصافي إلى ما جاء في المحاضرة السابقة عن المشاكل التي تسلب الإنسان التوفيق، والذنوب التي يكون لها أثرٌ على حياته في الدنيا والآخرة، ومجموع ما ذكره الإمام (عليه السلام) في الإعراض عن الله أو الاستخفاف بحقّه، أو أُلفة مجالس البطّالين، أو الافتقاد في مجالس العلماء، أو عدم الشكر، أو الغفلة، وتأثيرها على الإنسان. وأشار سماحته إلى حاجة الإنسان عند الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى، إلى الشعور بفقره وحاجته إلى الله، وشبه ذلك بحاجة فقير يطلب من غنيٍّ، لأن العلاقة مع الله علاقة العبد الفقير مع الرب الغني، فهذا الافتقار يحدد مسيره مع الله تعالى، وفي الحياة العامّة، ومن ثمّ يكون لدى الإنسان حذر ممّا يفعل، وتذكيره بأن الظلم سيكتب عليه وسيجازى عليه سواء في الدنيا أم في الآخرة، وذلك سيدفع الإنسان نحو الخوف والسير بسلوك مستقيم. مسألة الرزق والإيمان يذكر بشأنها السيّد الصافي، أن الإيمان بأن الله تعالى هو الرزّاق الحكيم وهو يقدّر مصلحة الإنسان هل في الغنى أو في الفقر، لأنّه أعرف به، هذا يولّد لدى الإنسان حالة من الاستقرار النفسي، فالله تعالى مُطّلع على الغيب، وبيده مصائر الأمور، وبلحظة ما قد يغير كل شيء، هذه الاعتقادات تجعل الإنسان عنده نحو من الاطمئنان. وأشار إلى أنّ عدم الإفادة من رحمة الله تعالى خسارة، والملاحظ في دعاء أبي حمزة الانتقال من فقرةٍ إلى أخرى مع الربط بينهما، واشتراكها بطلب رحمة الله تبارك وتعالى، وإعداد نعمه والتقصير معه، وكلّها من أبواب استمطار رحمة الله تعالى. في الحديث عن بعض آداب الدعاء، يوضّح السيّد الصافي، أنّه في أدب الدعاء، على الإنسان أن يعوّد لسانه دائمًا على ذكر الله تعالى أو بعض صفاته، وفي أدعية الافتتاح وغير الافتتاح، الكلمات تدلّ على استعطاف الله عز وجل.
محاضرة السيّد الصافي دعت إلى الهرب من الشيطان، ومن كثرة التعلّق بالدنيا باللّجوء إلى رحمة الله ورأفته، فيما أشار إلى أنّ إحسان ظنّ العبد بالله نتيجته أنّه سبحانه وتعالى سيكون عند ظنّ عبده المؤمن، وحسن الظنّ مرتبط بالكرم وبالرحمة، والله كريم بيده الخيرات يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ثم يُخلف ظنّه ورجاءه.