ناقش الباحث الدكتور صباح عيدان العبادي من كلّية التربية في جامعة ميسان، بحثاً بعنوان صورة الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله) في كتب التفسير. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدوليّ الثالث لدار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، الذي يُعقد تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير). وشهدت فعّاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور مدير مكتب المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسية الدكتور أفضل الشامي، وعددٍ من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدّسة ورؤساء أقسامها وشخصيات دينية ورسمية وأكاديمية. وقال العبادي إن "بحثنا في هذا المجال يتناول (صورة الرسول -صلى الله عليه وآله- في كتب التفسير بين سلطة الفهم وسطوة العقيدة)، وإن الصورة التي رسمها المفسّرون عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله) تأثّرت بقضيّتين، الأولى الفهم الذي يعتمد على كثير من الآليات، منها اللغوية وأسباب النزول وسيرة النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، والقضايا السياقية التي تتعلّق بمقام النبيّ(صلّى الله عليه وآله) والرسالة". وأضاف أن "ما يتعلّق بسطوة الفهم تعني أن المفسّر له اتّجاه عقديّ يتأثّر به، وجدنا من خلال البحث أن كثيراً من المفسرين تأثّروا بمنهجهم، وخالفوا الفهم الذي توصّلوا إليه عن طريق الآليات الأُخَر، وهذا أدّى إلى رسم صورة عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله) ربّما تكون مشوّهة، والتي استغلّها المغرِضون لإيصال رسالةٍ خاطئة عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله)".
وبين أن "النتائج التي توصل إليها في البحث تحاول أن تعرض هذه الآراء عرضًا موضوعيًا وتناقشها، لنصل بها إلى ما يتلاءم مع شخصية النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، ومقامه الذي دأبت دار الرسول الأعظم على إيضاحه للآخرين، وهذا دليل على الجهود المتواصلة من العتبة العباسية المقدسة لإيصال الفكرة الناضجة عن شخصية الرسول(صلّى الله عليه وآله)، ومقامه ودوره في إحياء الأمّة باعتباره هو منقذ البشرية".