كعادته في التواصل مع نظرائه في بلدان العالم المختلفة وداخل العراق، ولنشر الفكر المحمدي الأصيل الذي حمله العراقيون جيلاً بعد جيل إلى بلدان المعمورة، فقد شارك قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة بدءاً من يوم 5/5/2010م في معرض الكتاب الدولي الثالث والعشرين في طهران، والذي يستمر لعشرة أيام.
وقد صرح عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة السيد عدنان الموسوي لموقع الكفيل حول مشاركة العتبة، قائلاً:
تعد هذه المشاركة الرابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة في هذا المعرض، منذ دورته العشرين، وهي هذا العام 2010م كانت بمشاركة أكثر من 850 دار نشر أجنبية بينها عشرات دور النشر العراقية والعربية، ومنها منشورات العتبات المقدسة في العراق، والأمانة العامة للمزارات الشيعية فيه. مبيناً وقد شارك القسم المذكور مع نظرائه في العتبة الحسينية المقدسة وقسم الإعلام فيها وقسم الثقافة والإعلام في العتبة الكاظمية المقدسة، وقسم العلاقات والإعلام في الأمانة العامة للمزارات الشيعية في العراق لتمثل مجتمعة اجنحة العتبات والمزارات المقدسة في العراق ، حيث كان من المقرر مشاركة العتبة العلوية المقدسة بجناح أيضاً لكنها انسحبت قبل الافتتاح بسبب عدم تخصيص مكان لها من قبل إدارة المعرض، بعد أن وُعدت بذلك.
مضيفاً وبهذا تكون مشاركة أجنحة العتبات والمزارات في العراق كجزء من الأجنحة العراقية والعربية الأخرى المشاركة في المعرض المذكور، غير أن أجنحة العتبات والمزارات المقدسة امتازت عنها بأنها اجتمعت في مكان واحد بعيد نسبياً عن الأجنحة العراقية والعربية الأخرى ليكون متاحاً لزيارة الأجانب أيضاً. وأضاف الموسوي وقد شارك قسم الشوؤن الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة مع نظرائه المذكورين بأجنحة يضم كلاً منها إصداراته على انفراد، ضم كلاً منها جزءً من نتاجات كل قسم، والتي أبدعتها عقول المفكرين العراقيين فيه، لتكون في متناول رواد المعرض الذين جاءوا من بلدان مختلفة، والذين أثنوا على تلك الإصدارات، وكتب البعض منهم خواطرهم في سجل زيارات الجناح في المعرض. موضحاً أقامت العتبة المقدسة في جناحها معرضاً للصور حمل عنوان (بين الأمس واليوم) وقد جاء لبيان وإظهار جهاد الشعب العراقي عبر تأريخه التليد، ومقاومته المستمرة للطغاة خلال آلاف السنين، وخاصة مقاومة النظام الطاغوتي البائد في الانتفاضة الشعبانية 1411هـ الموافق لآذار 1991م، فقد قامت شعبة الإعلام من خلال مصوريها المبدعين بأخذ لقطات لأماكن مختلفة في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وهي تناظر لقطات نادرة حصلت عليها العتبة العباسية المقدسة من أحد المؤمنين في بغداد، لتبين العدوان البعثي البغيض على العتبات المقدسة في كربلاء، ولتمثل وثيقة تأريخية مهمة، كما تم وضع تعليقات على الصور بثلاث لغات، عربية وإنكليزية وفارسية، تُظهر ما تمثله كل لقطة من عدوان همجي بعثي، مع ملصق يبين بشرح مختصر تأريخ العراقيين في مقاومة الطغاة، وتعريفاً بالإنتفاضة الشعبانية المباركة.
مبيناً كما احتوى جناح العتبة العباسية على المؤلفات الدينية والثقافية العامة الصادرة من وحدة الدراسات ووحدة الجريدة في شعبة الإعلام في القسم، ومنها العديد من السلاسل الثقافية المتنوعة، كسلسلة المشتركات الفقهية بين السنة والشيعة، وسلسلة دليل المحاور، وسلسلة سبل الرشاد، وتم توزيع بعض المطويات التعريفية، كما ضم الجناح ألبومات وملصقات من تصاميم مبدعي القسم المذكور، وبالنسبة لنشاطات العتبة المقدسة، كان الحضور للمجلة المتألقة (صدى الروضتين)، وكان للطفل حصة ببعض الإصدارات القصصية، ومجلة (الرياحيين) الخاصة بهم، فيما كان للمرأة والأسرة مشاركة من خلال مجلة (رياض الزهراء)، وفيما يخص الشباب كان الحضور لمجلة (عطاء الشباب) الخاصة بالثقافة العامة، والشبابية خصوصاً .
وحول مشاركة مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة قال الموسوي ضم الجناح فهارس لمحتويات المكتبة الأليكترونية التابعة لشعبة المكتبة ودار المخطوطات في العتبة المقدسة حيث ضمت أكثر من (2000) قرصٍ احتوت أكثر من (50000)عنوان لكتاب في مختلف العلوم مع (3000) آلاف أطروحة. مضيفاً وشاركت وحدة التصوير والانتاج المرئي في شعبة الإعلام في القسم المذكور ببعض صورها المطبوعة على أوراق التصوير الفني، وبأحجام كبيرة والتي عرضت للجمهور وقد اُتيح لهم اقتناؤها بأسعار مخفضة جداً، مع ملصقات صغيرة وكبيرة لمشاريع العتبة التي أبدعتها أيدي العراقيين من أبناء العتبات المقدسة، وهذه الملصقات من انتاج وحدة التصميم في شعبة الإعلام التابعة للقسم، وصممت وحدة المرسم بالتعاون مع محرر موقع الكفيل ملصقاً بعرض 3،20 متراً وارتفاع 5 أمتار، وتمت طباعته بأربع نسخ ليُعرف بمواقع العتبات المقدسة وبعض المزارات الشريفة في العراق، وذلك من خلال رسم خريطة له، وتعليقها في أماكن مختلفة من المعرض ليتمكن زائروا المعرض من الاهتداء لموقع أجنحة العتبات المقدسة في العراق، مع بيان مواقعها الأليكترونية على الخارطة، وطباعة (4) نسخ صغيرة للخارطة بأبعاد متر في 75سنتيمتر.
وبيّن الموسوي أيضاً مشاركة شعبة الانترنت في الجناح فقال: شاركت الشعبة من خلال عرض الموقع الرسمي للعتبة العباسية المقدسة (www.alkafeel.net) (الكفيل) أمام الزوار ليتاح لهم تصفحه مباشرة (On line)، أو بطريقة التصفح بشكل مغلق (Off line) في أوقات عدم تواجد خدمة الإنترنت في الجناح، وتوزيع أقراص من انتاج الشعبة لشهر آذار 2010م احتوت على نسخة الموقع الرسمي للعتبة، كما ضم عدداً من البرامج الخدمية والمئات من الصور للعتبة المقدسة، وقد تم تغليفها بفولدر.
مضيفاً وعرض الجناح إصداري شعبة الإنترنت السنويين، وهما التقويم المصور الجداري وهو الآن لعام 2010م، ومفكرة الكفيل السنوية الثقافية المتنوعة لعام 2010م، وتوزيع كارتٍ يُعرّفُ بالموقع الرسمي، كما وزعت لزائري الجناح هدية، هي عبارة عن صورة للعتبة العباسية المقدسة مع عبارات إعلانية عن إنجازات العراقيين في بناء وتطوير العتبة المقدسة، وتعريف بالموقع .
 وأضاف وأبدى الكثير من الزائرين إعجابهم الشديد بنتاجات القسم التي تضمنت أيضاً عرضاً لجزء من الفلم الإسلامي التأريخي المتحرك المصنع بطريقة الرسم الثلاثي الأبعاد باستخدام برنامج (3DMAX) والذي أنتجته شعبة الانترنت، بكوادرها العراقية المؤمنة، والذي يعتبر الأول من نوعه داخل العراق، بعد نتاجات عراقية خارج العراق من هذه التقنية.
يذكر أن للعتبة العباسية المقدسة مشاركات متعددة في معارض ومهرجانات داخل وخارج العراق حيث يشهد جناحها إقبالاً متزايداً من الجمهور، وزيادة في عدد الإصدارات في كل معرض عن سابقه، وهذه هي المشاركة الرابعة لها على التوالي في معرض طهران الدولي، علماً أن مشاركة العتبة العباسية المقدسة ممثلة بمؤسستها الفكرية والثقافية، إنما تأتي لبيان الحركة العمرانية والنهضة العلمية لهذه البقعة المقدسة، حيث أسست إدارة العتبة المقدسة - بعد عودة الشرعية لها - بنية تحتية وهيكلية فنية وإدارية وثقافية لم تكن موجودة قبل التاسع من نيسان 2003م.