قال تعالى :  {عَنْ يَدٍ} [التوبة : 29] أي عن مقدرة منكم عليهم وسلطان من قولك : يدك علي مبسوطة ، أي قدرتك وسلطانك ، وقيل : {عَنْ يَدٍ} [التوبة : 29] عن قهر وذل ، وقيل : عن إنعام عليهم بذلك لأن أخذ الجزية منهم وترك أنفسهم عليهم نعمة عليهم وقوله : {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح : 10] أي يد رسول الله صلى الله عليه وآله تعلوا أيديهم إذ هو تعالى منزه عن صفات الأجسام والأيد : القوة ، قال تعالى : {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات : 47] وقرئ : {أُولِي الْأَيْدِي} [ص : 45] بغير ياء أي القوة ، و {أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [إبراهيم : 9] أي عضوا على أطراف أصابعهم وأيديهم ( 1 ) و {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ص : 75] أي توليت خلقه بنفسي من غير واسطة وذلك أن الانسان لما كان يباشر أكثر أعماله بيديه غلب العمل باليدين على سائر الأعمال التي بغيرها حتى قالوا في عمل القلب : هذا بما عملت يداك وقيل : ان العرب تطلق لفظ اليدين على القدرة والقوة كما مر وسيأتي للمعنى المتعلق باليد زيادة تحقيق انشاء الله تعالى في نوع بسط .
_________
1 - كما في قوله : {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} [آل عمران : 119]