انطلقت صباح اليوم الخميس (27 ذي الحجّة 1440هـ) الموافق لـ(29 آب 2019م) فعّاليات النسخة الأولى من مؤتمر الناصر للسلم الأمنيّ والمجتمعيّ، الذي يُقيمه قسمُ حفظ النظام في العتبة العبّاسية المقدّسة تحت شعار: (السلامُ تحيّةٌ لملّتنا وأمانٌ لذمّتنا)، ويهدف الى المساهمة في زيادة وعي وثقافة وتجذير الحسّ الأمنيّ لدى المواطن، باعتباره مسؤوليّةً وواجباً على الجميع وبالأخصّ في المدن المقدّسة التي تشهد حركةً للزائرين على مدار السنة.
المؤتمرُ الذي احتضنت فعّالياته قاعةُ الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة، شهد حضوراً لوفودٍ وشخصيّات دينيّة وأمنيّة وممثّلين لجهاتٍ ذات علاقة بهذا الموضوع، وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار والاستماع للنشيد الوطنيّ ونشيد العتبة المطهّرة، كانت هناك كلمةٌ للأمانة العامّة للعتبة المقدّسة ألقاها بالنيابة عضو مجلس إدارتها الأستاذ الدكتور عبّاس رشيد الموسويّ، وأكّد من خلالها على أنّ الأمن الفكريّ يشكّل أمناً وقائيّاً في طريق تحصين الفرد من الوقوع في شَرَك مهدّدات السلم المجتمعيّ، لمتابعة باقي الكلمة
ews/index?id=9105 target=_blank>اضغط هنا.
أعقبت ذلك كلمةٌ للّجنة التحضيريّة للمؤتمر ألقاها رئيسُ قسم حفظ النظام في العتبة العبّاسية المقدّسة الأستاذ حسين رضا، وممّا جاء فيها: "يمرّ بلدُنا العزيز بأيّامٍ صعبة من وراء مخطّطاتٍ خارجيّة تستهدف هذا البلد العزيز، بالأمس القريب داعش وكلّكم شهدتم أحداث داعش، حيث كانت الحرب علنيّةً على هذا البلد، لكن الشعب سطّر أروع مواقف وصور البطولة بتلاحمه وبفتوى المرجعيّة المباركة، التي آلت بالنتيجة الى هزيمة هذا المخطّط الكبير الذي كان يستهدف عقائدنا وتاريخ هذا البلد".
وأضاف: "اليوم ارتأينا إقامة هذا المؤتمر لما توفّر لدينا من معلوماتٍ خطيرة جدّاً بتواجد مؤامرة ضدّ هذا الشعب، حربٌ ليست علنيّة بل حربٌ مخفيّة تستهدف الأسرة والمجتمع وتستهدف عقيدتنا وتاريخنا، وهي تعاطي المخدّرات، لذلك أقمنا هذا المؤتمر من أجل تكاتف جميع الجهود من قِبل الشعب والمؤسّسات الأمنيّة والقضائية ومن كافّة مؤسّسات الدولة، في أن نركّز على طرق وقاية ومكافحة هذه الآفة".
مؤكّداً: "يجب علينا أن نتكاتف على إنجاح هذه التوصيات في المستقبل، ونأمل في الندوات القادمة في السنين القادمة -إن شاء الله- أن نعرض نتائج ومراحل العمل والمقترحات والتوصيات، ونأمل أيضاً تشكيل لجانٍ لأجل محاربة هذه الآفة التي تستهدف شبابنا في الدرجة الأولى".
بعد ذلك افتُتِحت جلساتُ المؤتمر البحثيّة التي ترأّسها الدكتور حسنين عدنان الموسوي، والأستاذ رضوان السلامي مقرّراً، وكانت على ثلاثة محاور:
المحور الأوّل: الدينيّ، وشهد مشاركة كلٍّ من الشيخ على موحان من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة والشيخ محمود الصافي من مكتبة ودار مخطوطات العتبة المطهّرة.
المحور الثاني: الأمنيّ، وشهد إلقاء بحثٍ للعقيد لقمان عبد الحسين مدير قسم المخدّرات والمؤثّرات العقليّة في قيادة شرطة كربلاء.
المحور الثالث: القانونيّ، وشهد إلقاء بحثٍ للأستاذ الحقوقيّ عمر عبّاس خضير من قسم الشؤون القانونيّة في العتبة العسكريّة المقدّسة.
هذا وقد خرج المؤتمرون بجملةٍ من التوصيات أجملها الشيخ صلاح الخفاجي رئيسُ قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة بما يلي:
- ضرورة جعل المؤتمر دوريّاً وسنويّاً، ويناقش إحدى الظواهر الطارئة على المجتمع.
- على الدولة أن تحكم سيطرتها وقبضتها على المنافذ الحدوديّة لمنع انتقال هذه الموادّ الضارّة والهادمة للمجتمع.
- توفير طاقات بشريّة قادرة على إيجاد الحلول وتفكيك المشاكل الحاصلة في المجتمع، وتثقيفهم من خلال نشر برامج توعويّة في كلّ المنتديات الاجتماعيّة.
- عرض كافّة المخاطر التي يسبّبها الإدمان على المخدّرات والتوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة التي يكون لها الدور الأساسيّ.
- إعطاء دورٍ للجامعات العراقيّة في تنمية وتطوير الأفكار عند الشباب من خلال إقامة ورش عملٍ أو عقد الندوات أو حلقات نقاشيّة.
- دعم مديريّة مكافحة المخدّرات ورفع كلّ المؤثّرات عليها، في أن تشعر مديريّة مكافحة المخدّرات أنّها حرّة ونشطة ولا تخضع لأيّ مؤثّرات فهذا يفتخر به المجتمع كلّه.
- فتح مراكز لعلاج المدمنين المساكين، لكون أنّ هناك مركزاً واحداً في محافظة البصرة يحتوي على (40) سريراً فقط لعلاج حالات الإدمان.
- محاربة المقاهي العشوائيّة ومتابعة المقاهي الأخرى داخل المناطق السكنيّة حفاظاً على الشباب.
- ربط الشباب بالعتبات المقدّسة روحيّاً وهذا حقيقةً عنوانٌ نفتخر به.
ليكون مسكُ ختام هذا المؤتمر بتكريم الباحثين والمساهمين في إقامة هذا المؤتمر، وسط دعواتٍ لتكرار إقامته في قادم الأيّام لدورةٍ أخرى في حلّ مثل هكذا إشكاليّات أو أزمات تعصف بالمجتمع العراقيّ.