الخدمة في المرقد المقدس هو البرنامج الذي يتهافت عليه المتطوعون من مختلف المحافظات ويتنافسون عليه  إيهم يقدم أكثر ليفوز بمرضاة الله سبحانه وتعالى ، ونيل شفاعة الائمة الاطهار (عليهم السلام) فحواها تلك الأية المباركة ((رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)) (19 النمل) يأتون لتقديم خدمتهم المباركة من الرجال والنساء ، أعمارهم متفاوتة ولكن خدمتهم متساوية في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها أسمه.
إعلام العتبة العسكرية المقدسة كانت له عدة وقفات مع بعضهم خصوصا الطلبة ، والذي ما ان تبدأ العطلة الصيفية حتى نرى البرامج المنوعة التي تستقطبهم كلا حسب منطقته بغية الاستفادة منها والتي تكون اما دينية او ثقافية او رياضية ، ولكن هنا في مرقد الامامين العسكريين (عليهما السلام) تجد نوعا مختلفا عن بقية البرامج فهو بحق  برنامج مميز من جميع الجهات  فالنفس مطمئنة ، والشعور لا يوصف والراحة يعجز اللسان عن بيانها ، برنامج الخدمة في المرقد والذي يعمد فيه المتطوعون لتقديم الخدمة المباركة ترقبنا عملهم عن كثب ، ومن بعيد لئلأ تجذبهم عدسة الكاميرا فنكون جزء من خسارتهم للوقت والثواب ،  فكانوا مصداق قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) الى أمير المؤمنين (عليه السلام) ( وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه ، وصفوة من عباده تحن إليكم وتحتمل المذلة والأذى فيعمرون قبوركم ، ويكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله ومودة منهم لرسوله، أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي ، الواردون حوضي وهم زواري غدا في الجنة)).
ابتدأوا خدمتهم بزيارة الامامين العسكريين (عليهما السلام) بعد ان تم ترتيبهم وتوزيعهم حسب الزمان والمكان المخصص لهم من قبل شعبة المتطوعين في ارجاء المرقد الطاهر، ما بين منظف للسجاد وملمع للأبواب ومنضد لكتب الادعية والمصاحف الشريفة ثم الخروج الى الصحن الشريف لجمع اقداح الماء، وحمل أكياس النفايات ثم التمتع بقسط من الراحة ليعاودوا الخدمة في مضيف الامامين العسكريين (عليهما السلام) بتقديم وجبات الطعام للزائرين الكرام، ليختموا يومهم بزيارة الامامين العسكريين (عليهما السلام) والعودة لمكان استراحتهم.
بادرنا بالسؤال لبعض الطلبة عن الشعور الذي يعتريهم خلال تقديمهم لتلك الخدمات وما الذي تضيفه لهم ، فكان الجواب من الطالب احمد  من محافظة كركوك ، انه يشعر بالفخر والسعادة عند تقديمه لتلك الخدمة في هذا المكان المقدس فهي تنمي الشعور بالانتماء للائمة الاطهار (عليهم السلام) ، وان البرامج في العطلة الصيفية كثيرة ولكن هنا مختلف جدا حيث انفاس الائمة ونفحاتهم وشعور القرب من سفن النجاة ، وعن رأي الوالدين بخدمتهم أوضح الطلبة جميعا ان أهليهم فرحون ويفتخرون بتلك الخدمة في المرقد الطاهر ،  و انه وسام وقدر عالي ، يحتاج للشكر ويحتاج الى المواظبة للحفاظ عليه.
وختم الطلبة كلمتهم جميعا بعد ان أتموا يومهم المميز، بالتعاهد على الحضور كلما سنحت لهم الفرصة لتقديم الخدمة للزائرين الكرام.