المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



تحقيق في مسألة الإسراء والمعراج  
  
823   11:42 صباحاً   التاريخ: 23-4-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج1 ، 61- 64
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / النبي محمد (صلى الله عليه وآله) /

تعتقد الشيعة الامامية أن النبي (صلى الله عليه واله) عرج بجسمه وروحه إلى السماء والذي ينبغي أن يقال أن أصل الإسراء مما لا سبيل إلى انكاره فقد نص عليه القرآن الكريم بقوله: {بسم الله الرحمن الرحيم سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

وقد افتتحت السورة فيما ترومه من التسبيح إلى معراج النبي (صلى الله عليه واله) فذكرت اسراءه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس‏ والهيكل الذي بناه داود وسليمان وقدسه اللّه لبني اسرائيل.

قال في المناقب : اختلف الناس في المعراج: فالخوارج ينكرونه، وقالت الجهمية عرج بروحه دون جسمه على طريق الرؤيا، وقالت الامامية الاثنا عشرية والزيدية والمعتزلة بل عرج بروحه وبجسمه إلى بيت المقدس لقوله تعالى‏ «إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى» وإلى السماوات لقوله تعالى‏ {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } [النجم: 1 - 11] .

ودلت عليه الروايات المتواترة عن أئمة الهدى وابن عباس وابن مسعود وجابر وحذيفة وانس وعائشة وأمّ هاني، ونحن لا ننكر ذلك إذا قامت الدلالة وقد جعل اللّه معراج موسى الى الطور {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ} [القصص: 46] ولإبراهيم إلى السماء الدنيا {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ} [الأنعام: 75] وعيسى الى السماء الرابعة {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158] ولإدريس إلى الجنة {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57] ولمحمد (صلى الله عليه واله) { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} [النجم: 9] وذلك لعلو في همته.

قال الطبرسي في مجمع البيان: فأما الموضع الذي أسري إليه أين كان، فان الاسراء إلى بيت المقدس وقد نص به القرآن ولا يدفعه مسلم. وما قاله بعضهم إن ذلك كان في النوم فظاهر البطلان، إذ لا معجز يكون فيه ولا برهان.

وقد وردت روايات كثير في قصة المعراج في عروج نبينا (صلى الله عليه واله) إلى السماء ورواها كثير من الصحابة مثل ابن عباس وابن مسعود وانس وجابر بن عبد اللّه وحذيفة وعائشة وأم هاني وغير هم عن النبي (صلى الله عليه واله) وزاد بعضهم ونقص بعض.

وتنقسم جملتها الى ثلاثة أوجه :        

«احدهما» ما يقطع على صحتها لتواتر الأخبار واحاطة العلم بصحته.

«وثانيها» ما ورد في ذلك مما تجوزه العقول ولا تأباه الأصول، فنحن نجوزه ثم نقطع على أن ذلك كان في يقظته دون منامه.

«وثالثها» ما يكون ظاهره مخالفا لبعض الأصول الا أنه يمكن تأويله على وجه يوافق المعقول، فالأولى تأويله على وجه يوافق الحق والدليل.

«ورابعها» ما لا يصح ظاهره ولا يمكن تأويله الاعلى التعسف البعيد، فالأولى ان لا نقبله.

فأما الأول المقطوع به فهو أنه أسرى به على الجملة، واما الثاني فمنه ما روي أنه طاف في السماوات ورأى الأنبياء والعرش والسدرة والجنة والنار ونحو ذلك، وأما الثالث فنحو ما روي أنه رأى قوما في الجنة يتنعمون فيها وقوما في النار يعذبون فيها فيحمل على أنه رأى صفتهم او أسماءهم، وأما الرابع فنحو ما روي أنه (صلى الله عليه واله) كلم اللّه جهرة ورآه وقعد معه على سريره ونحو ذلك مما يوجب ظاهره التشبيه واللّه سبحانه متقدس عن ذلك، وكذلك ما روي أنه شق بطنه وغسله لأنه (صلى الله عليه واله) طاهر مطهر من كل سوء وعيب، وكيف يطهر القلب وما فيه من الاعتقاد.

وخلاصة الكلام : هو من ضروريات الدين ومنكره خارج عن ربقة المسلمين ولذا قال الصادق (عليه السلام): ليس منا من انكر أربعة المعراج وسؤال القبر وخلق الجنة والنار والشفاعة.

وقال الرضا (عليه السلام): من لم يؤمن بالمعراج فقد كذب رسول اللّه (صلى الله عليه واله).

وفي أمالي الصدوق عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): لما أسرى برسول اللّه (صلى الله عليه واله) الى بيت المقدس حمله جبرائيل على البراق فأتيا بيت المقدس وعرض عليه محاريب الأنبياء وصلى بها، ورده فمر رسول اللّه في رجوعه بعير لقريش واذا لهم ماء في آنية وقد اضلوا بعيرا لهم وكانوا يطلبونه، فشرب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) من ذلك‏ الماء واهرق باقيه - الحديث.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.