محاورتان للإمام الصادق (عليه السلام) مع إبن أبي العوجاء حول الباري تعالى وزنديق |
1058
04:18 مساءً
التاريخ: 28-3-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-07-2015
1984
التاريخ: 11-4-2017
992
التاريخ: 21-3-2018
775
التاريخ: 22-3-2018
753
|
[الاولى] : من حوار له عليه السّلام مع ابن أبي العوجاء حين التقيا في المسجد الحرام :
ابن أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر وتلوذون بهذا الحجر وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر، إن من فكر في هذا وقدّر، علم أنه فعل غير حكيم ولا ذي نظر، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسسه ونظامه.
الإمام عليه السّلام : إن من أضله اللّه وأعمى قلبه استوخم الحق ولم يستعذ به وصار الشيطان وليه وربه ويورده موارد الهلكة ولا يصدره، وهذا بيت استعبد اللّه به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثهم على تعظيمه وزيارته وجعله قبلة للمصلين له فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدي إلى غفرانه منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال خلقه اللّه تعالى قبل دحو الأرض بألفي عام فأحق من اطيع فيما أمر وانتهى عما نهى عنه وزجر اللّه المنشئ للأرواح والصور.
ابن أبي العوجاء : ذكرت اللّه فأحلت على غائب.
الإمام عليه السّلام : ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد وإليهم أقرب من حبل الوريد يسمع كلامهم ويعلم أسرارهم، لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان ولا يكون من مكان أقرب منه إلى مكان يشهد له آثاره ويدل عليه أفعاله والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم جاءنا بهذه العبادة فإن تشككت في شيء من أمره فسئل عنه أوضحه لك.
ابن أبي العوجاء : أبلس ولم يدر ما يقول وانصرف من بين يديه عليه السّلام فقال لأصحابه سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فالقيتموني على جمرة.
(البحار ج 10 ص 310).
[الثانية] : من حوار له عليه السّلام مع زنديق :
الزنديق : ما الدليل على حدث العالم؟
قال الإمام جعفر بن محمد عليه السّلام : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها، (حيث الأفاعيل حادثة مختلفة منسجمة منظمة فالفعل يدل على الفاعل واختلافه على نظمه يدل على علمه وحكمته ووحدته وسواء من دلالة الفعل على حدوثه، كان الفاعل نفس المادة أو سواها إذ أن عروض الفعل والتغير للمادة أصدق شاهد على حدوثها لأن التغير صفة الحادث وهي لا تعرض الأزلي إطلاقا فالفعل مهما كان يدل على أنه حادث دون مراء).
ألا ترى إنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبين علمت أن له بانيا، وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده.
الزنديق: ما هو، (سؤال عن ماهيته تعالى والحق ماهية انيته الإلهية).
الإمام عليه السّلام : هو شيء بخلاف الأشياء لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا يغيره الزمان.
الزنديق: فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا.
بيان:
(يريد السائل أنك إذا وجدت ربك فقد توهمته وكل متوهم مخلوق لما أنه صورة ذهنية عن الحقيقة الخارجية والصورة الذهنية مهما كانت، إنما هي مخلوقة فليكن ذو الصورة أيضا محدودا مخلوقا ويجيبه الإمام عليه السّلام بأن الوهم على قسمين:
1- وهم على سبيل الإحاطة بالموهوم فهذا نفي عنه تعالى.
2- ووهم بمعنى مجرد انه تعالى ان هناك موجودا دون أن نتصور منه أمرا إيجابيا حتى يستلزم الإحاطة بل إنما نعلم أنه موجود أي ليس بمعدوم دون أن ندرك من وجوده شيئا إلا نفي العدم).
الإمام عليه السّلام : لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد منا مرتفعا فإنا لم نكلف أن نعتقد غير موهوم (و هما بمعنى العلم أن هناك وجودا أزليا دون إحاطة به لا بمعنى التصور العقلي والإشارة المحيطة به تعالى).
لكنا نقول: كل موهوم بالحواس مدرك بها تحده الحواس ممثلا فهو مخلوق ولا بدّ من إثبات صانع الأشياء خارجا من الجهتين المذمومتين إحداهما النفي إذ كان النفي هو الابطال والعدم والجهة الثانية التشبيه بصفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف فلم يكن بدّ من إثبات الصانع لوجود المصنوعين والاضطرار منهم إليه أمنهم مصنوعون وأن صانعهم غيرهم وليس مثلهم، إذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاهرة التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد ان لم يكونوا وتنقلهم من صغر إلى كبر وسواد إلى بياض وقوة إلى ضعف وأحوال موجوده لا حاجة بنا إلى تفسيرها لثباتها ووجودها.
الزنديق : فأنت قد حددته إذا ثبتت وجوده.
الإمام عليه السّلام : لم أحدده ولكن أثبته إذ لم يكن بين الإثبات والنفي منزلة.
الزنديق : فله انية ومائية.
بيان:
يعني بالإنية أصل الوجود وبالمائية حده وحد الوجود على ضربين:
1- حد بمعنى الكيفية المائزة عما يشاركه في الحقيقة.
2- حد بمعنى مطلق الميز عما لا يشاركه بنفي المشارك عنه.
الإمام عليه السّلام: نعم لا الشيء إلا بانية ومائية.
الإمام عليه السّلام : يثبت للّه تعالى المائية مضافة إلى الوجود لا بالمعنى الاول إذ لا يشاركه شيء حتى يحد بما يميزه عن المشارك وإنما يعنيها بالمعنى الثاني بعدم الكيفية التي هي جهة الصفة والإحاطة لأنه ذات بسيطة غير متناهية الحقيقة وأن حده تعالى ومائيته أنه لا يشبه خلقه إطلاقا ولما كان الخلق محدودا حده ومائيته غير وجوده.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|