أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2060
التاريخ: 10-04-2015
2327
التاريخ: 29-12-2015
5601
التاريخ: 26-06-2015
2187
|
هو عريب بن سعد من موالي الأندلس و من أهل قرطبة يتّصل نسبه ببني التركي (الذيل و التكملة 5:١:١4١-142) لا نعرف من أحداث حياته إلاّ نتفا: استعمله عبد الرحمن الناصر على كورة أشونة، سنة ٣٣١ ثمّ استكتبه الحكم المستنصر (350-366 ه) بن الناصر. و قد كانت له مكانة أثيرة عند الحاجب جعفر المصحفيّ (قتل ٣٧٢ ه) و مكانة رفيعة عند المنصور بن أبي عامر (٣٩٢ ه) . و لعلّ وفاته كانت نحو سنة ٣٧٠ ه (٩٨٠ م) .
كان في عريب القرطبيّ بأو (فخر أو تعاظم) شديد أدّى إلى انخفاض منزلته عند جعفر المصحفيّ و عند المنصور بن أبي عامر في حديثين طويلين. و لكنّه كان أديبا بارعا و شاعرا مطبوعا و مؤرّخا واسع المعرفة بالتاريخ جامعا للأخبار. ثمّ إنّه كان أيضا ذا حظّ من اللّغة و من النحو، كما كان طبيبا ماهرا و ذا عناية بكتب الأطبّاء القدماء و المحدثين. غير أن شهرته كانت في التاريخ خاصّة، فلقد أشار إليه، في هذا الباب، عليّ بن موسى بن سعيد العنسيّ في قصيدة له مدح بها ابن عمّه أبا عبد اللّه بن الحسين (بن سعيد) فقال (نفح الطيب 2:275) : «و إن سرد التاريخ قلت: عريب» .
و كان عريب القرطبيّ مصنّفا اشتهر له كتاب عنوانه «صلة تاريخ الطبريّ» ١بدأه سنة ٢٩١(و هي السنة التي وقف الطبريّ عندها في تاريخه) . ثم استمرّ عريب في السرد إلى سنة ٣٢٠. و في كتاب «الذيل و التكملة» : لعريب هذا «تاريخه الذي اختصره من تاريخ أبي جعفر الطبريّ و أضاف إليه أخبار إفريقية و الأندلس، و هو كتاب ممتع» . و يبدو أن هذا الكتاب (المختصر من تاريخ الطبري) غير كتاب «صلة تاريخ الطبريّ» الذي طبعه دي خويه و الذي ألحق أيضا بالجزء الثاني عشر من «تاريخ الرسل و الملوك» للطبريّ في طبعة القاهرة (1). و قد أصاب إحسان عبّاس لمّا قال (2): «و أحسب أنّ هذا المنشور لا يمثّل ما يقوله ابن عبد الملك (المراكشي) في هذه الترجمة» .
و لعريب أيضا من الكتب: كتاب خلق الجنين و تدبير الحبالى و المولودين (كتاب خلق الإنسان و تدبير الأطفال) -كتاب عيون الأدوية-كتاب الأنواء (3)، و هو مفيد و مستعمل و معتمد (الذيل و التكملة) -تقويم قرطبة (4).
مختارات من آثاره:
- اتّفق أن جاء عريب مرّة إلى مجلس الحاجب جعفر المصحفيّ، و كان المجلس مكتظّا، فأجلسه المصحفيّ في مكان قريب منه و لكن كان بينهما رجل آخر، فكتب عريب في رقعة بيتين ثمّ ناول الرقعة للمصحفي. و البيتان هما:
حال بيني و بين وجهك في المجـ...ـلس شخص على القلوب ثقيلُ
ما توهّمت قبلها أنّ شخصاً... بين قلبي و ناظري سيحول (5)
- بدأ عريب صلة تاريخ الطبريّ كما يلي:
(ثمّ دخلت سنة ٢٩١) : ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بني العبّاس: فيها كتب الوزير القاسم بن عبد اللّه إلى محمّد بن سليمان الكاتب (6) ، و كان المكتفي (7) قد ولاّه حرب القرمطيّ صاحب الشامة (8) و صيّر إليه أمر القوّاد و الجيوش، فأمره بمناهضة (9) صاحب الشامة و الجدّ في أمره و جمع القوّاد و الرجال على محاربته. فسار إليه محمّد بن سليمان بجميع من كان معه و أهل النواحي التي تليه من الأعراب و غيرهم حتّى قربوا من حماة (10) و صار بينهم و بينه نحو اثني عشر ميلا، فلقوا أصحاب القرمطيّ هنالك يوم الثلاثاء لستّ خلون من المحرّم (11) . و كان القرمطيّ قد قدّم بعض أصحابه في ثلاثة آلاف فارس و كثير من الرجّالة في مقدّمته، و تخلّف هو في جماعة منهم ردءا لهم، و جعل السواد (12) وراءه. و كان معه مثال جمعه. فالتقى رجال السلطان بمن تقدّم من القرامطة لحربهم. و التحم القتال بينهم، و صبر الفريقان. ثمّ انهزم أصحاب القرمطيّ و أسر من رجاله بشر كثير و قتل منهم عدد عظيم و تفرّق الباقون في البوادي. و تبعهم أصحاب السلطان ليلة الأربعاء (13) يقتلونهم و يأسرونهم. . .
- و قال عريب في ترجمة أبي اليسر (14) إبراهيم بن أحمد الشيبانيّ (نفح الطيب ٣: 134-135) :
. . . كان شاعرا مرسّلا حسن التأليف. و قدم الأندلس على الإمام محمّد بن عبد الرحمن (15)، و ذكر له معه قصة ذكرها ابن الأبّار في كتابه «إفادة الوفادة (16) » و حكى أن له مسندا في الحديث و كتابا في القرآن سمّاه «سراج الهدى» و الرسالة الوحيدة و المؤنسة و قطب الأدب و غير ذلك من الأوضاع (17). قال و كتب لبني الأغلب حتّى انصرمت أيامهم، ثمّ كتب لعبيد اللّه حتّى مات (18). و من الرواة عنه أبو سعيد عثمان ابن سعيد بن الصيقل مولى زيادة اللّه بن الأغلب (19). و أسند إليه الحافظ بن الأبّار جملة منه على غيره (20). و ناولني جميعه و حدّثني به عن أبي عبد اللّه بن زرقون عن (21) الخولانيّ (22) عن أبي القاسم حاتم بن محمّد (23) عن أبي غالب تمّام بن غالب (24) بن عمر اللّغويّ عن أبيه أبي تمّام عن أبي سعيد المذكور-يعني ابن الصيقل-عن أبي اليسر عن حبيب (25). و هو إسناد غريب (26). انتهى (27).
- من مطلع «كتاب عريب في تفصيل الأزمان و مصالح الأبدان» (أو تقويم قرطبة) :
هذا كتاب جعل مذكّرا بأوقات السنة و فصولها و عدد الشهور و أيّامها و مجاري الشمس في بروجها و منازلها (28) و حدود مطالعها و قدر ميلها و ارتفاعها (29) و اختلافها في الظلّ عند استوائها، و (في) تصرّف الأزمان و تعاقب الأيام بالزيادة و النقصان (30) و (في) فصل البرد و الحرّ و ما بينهما من التوسّط و الاعتدال (31) و (في) ميقات كلّ فصل و عدد أيامه على مذهب أهل التعديل و الحساب و مذهب الأوائل (32) من الأطبّاء الذين حدّوا الأزمنة و الطبائع (33) ، إذ كان بينهم في فصل السنة اختلاف سيأتي عليه الاستجلاب (34) و يقع في موضعه من هذا الكتاب، إنّ شاء اللّه؛ و ذكر ما لا غنى عنه للناس من معرفة الزراعة و حين الغراسة (35) و تعاهد كثير من أسباب الفلاحة و إمكان جني الثمارات و ضمّ الذخر و الأقوات (36) و ابتداء نضج الفواكه و مواقيت النتاج (37) و غير ذلك من مرافق الناس و مصالحهم، و الأزمنة التي توافق تنقية أجسامهم بالدواء و الفصد (38) و أوقات جمع العقاقير و الأشربة و المربّبات في أوانها و حين إمكانها (39) و (في) علم تصارف الرياح و مذاهب العرب في الأنواء و الأمطار (40) إذ كانت (العرب) تعنى بها و تحتاج إلى تحديد مطالع النجوم و مساقطها (41) و الممطر و المخوي (42) منها لتقلّبهم في الطلب للمعاش و الانتقال إلى مواضع المياه (43). . .
______________________
١) المطبعة الحسينية 1336 ه.
2) الذيل و التكملة 5:١:١4٢(الحاشية الثانية) .
3) الأنواء (أحوال الجوّ) .
4) راجع نصّا من مطلعه في المختارات من هذه الترجمة.
5) بين قلبي (المقصود: الممدوح جعفر المصحفي) و ناظري (عيني، بصري) . حال: اعترض.
6) محمّد بن سليمان الكاتب الحنيفي قائد قدير تولّى قتال القرامطة في الشام (توفّي بعد ٣٩٧ ه) .
7) المكتفي: الخليفة العبّاسي علي بن أحمد (المعتضد) بن الموفّق بن المتوكّل تولّى الخلافة نحو ستّ سنوات (٣٨٩-395 ه) و مات شابّا (ولد 363 ه) .
8) هو أحمد بن زكرويه القرمطي صاحب الشامة قاتل العبّاسيّين في العراق و الشام ثمّ انهزم و أخذ أسيرا فجيء به إلى المكتفي باللّه العبّاسي فأمر بقتله.
9) مناهضة: مقاومة.
10) حماة بلدة في الشام بين حمص و حلب.
11) 6/١٢/١٠٠٠ م.
12) الردء: المعين، الناصر (قوّة احتياطية) . جعل السواد (سواد العراق، القسم الجنوبيّ منه) وراءه (كي يستطيع الهرب إليه إذا انهزم في الشام) .
13) في يوم الثلاثاء نفسه (ليلة الأربعاء هي مساء يوم الثلاثاء) .
14) هو أبو اليسر ابراهيم بن أحمد الشيباني المعروف بالرياضي (٢٢٣-٢٩٨ ه) من الأدباء و الكتّاب. أصله من بغداد جال في البلاد و دخل الأندلس ثمّ انتقل إلى القيروان و تولى فيها بيت الحكمة في أيام آخر الأمراء الأغالبة زيادة اللّه بن عبد اللّه الأغلبي. و كانت وفاته في القيروان.
15) جاء إلى إمارة الأندلس ٢٣٨ ه و توفّي سنة ٢٧٣ ه.
16) الملموح أن ابن الأبار هذا هو محمّد بن عبد اللّه القضاعي (5٩5-65٨ ه) . و لم أعثر في مصدر آخر على اسم كتابه «افادة الوفادة» . و ليست التكملة لابن الأبار بين يدي الآن.
17) راجع في أبي اليسر الشيباني ترجمة له في نفح الطيب (٣:١٣4-١٣5) .
18) هو المهدي الفاطمي عبيد اللّه بن محمّد مؤسّس الدولة الفاطمية في المغرب بويع له سنة ٢٩٧ و توفّي سنة ٣٢٢ ه.
19) زيادة اللّه بن الأغلب هذا هو آخر أمراء الأغالبة (ت ٣٠4 ه) .
20) هو أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الحميري الكلاعي-راجع ترجمته تحت (ت 6٣4 ه) .
21) هو أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد بن زرقون (ت 5٨6 ه) فقيه مالكي، محدّث، و كان مسند الأندلس (في علم الحديث و روايته) .
22) الخولاني-لعلّه أبو جعفر أحمد بن محمّد بن الأبار الخولاني (ت 4٣٣ ه) -راجع ترجمته تحت.
23) حاتم بن محمّد؟
24) تمّام بن غالب التيّاني (ت 4٣6 ه) أديب لغوي أندلسي.
25) هو أبو تمّام حبيب بن أوس الشاعر العباسيّ المشهور.
26) أسناد غريب (فيه رجال مجهولون؟) .
27) «انتهى» موجودة في الأصل، و لعلّ في هذا النصّ في نفح الطيب شيئا من التصرّف.
28) البرج مجموعة من النجوم تمرّ بها الشمس في أثناء السنة. المنازل (جمع منزلة) المدد التي تقضيها الشمس في كلّ برج من البروج الاثني عشر.
29) يختلف مطلع الشمس على الأفق الشرقي بين فصل و فصل (في الصيف يكون أبعد إلى الشمال) . قدر ميل الشمس (بين فصل و فصل عن كبد السماء) . استواء الشمس (أعلى نقطة ترتفع إليها الشمس في السماء-في نصف الصيف) . كلّما ارتفعت الشمس كان ظلّ الأشياء أقصر.
30) تزايد طول النهار في الصيف (مع قصر الليل) و تزايد طول الليل في الشتاء (مع قصر النهار) .
31) من التوسّط و الاعتدال (حينما يتقارب الليل و النهار في الطول (في الربيع و الخريف) يكون الجو معتدلا (بين الحر و البرد) .
32) أهل التعديل و الحساب (علماء الفلك) . القدماء (من اليونانيّين خاصة) .
33) حدّ (الأطباء) صلة طبيعة البشر (بالقوة أو بالمرض) بحسب فصول السنة (؟) .
34) الاستجلاب (سيأتي ذكره في هذا الكتاب) .
35) الزرع للحبوب و النبات السنوي. و الغرس للأشجار.
36) ضمّ الذخر و الأقوات (اتّخاذ الحبوب و غيرها للمئونة) .
37) النتاج: ولادة الأنعام (الغنم و الإبل الخ) .
38) استعمال الأدوية بحسب الفصول (كالمسهل) أو الفصد أي استخراج الدم (في أول الربيع) .
39) تحضير الأدوية (من النباتات التي تنضج في الفصول المختلفة) و الأشربة (من منقوع النبات) و المربّبات تكثيف عصير الفواكه، كلّ بحسب أوانه (زمانه) .
40) النوء: الزمن الذي يكون فيه سقوط الممطر (و صلة ذلك بظهور عدد من النجوم في السماء) .
41) مطالع النجوم (الزمن الذي تبدو النجوم فيه ظاهرة في السماء مدّة طويلة أو قصيرة. المساقط: غياب النجوم من السماء.
42) المخوي: الزمن أو الشهر لا يكون فيه مطر.
43) بسبب رحلة البدو (تنقّلهم في البادية وراء الماء و العشب) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|