أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015
2256
التاريخ: 13-2-2016
2282
التاريخ: 24-3-2016
5292
التاريخ: 30-9-2019
2243
|
هو أبو الحسن جعفر بن عثمان بن نصر بن فوز بن عبد اللّه بن كسيلة من بربر بلنسية، بدأ حياته العامّة بأن كان مؤدّبا للحكم بن عبد الرحمن الناصر. ثمّ إنّ الناصر ولاّه على جزيرة ميورقة. و لمّا جاء الحكم إلى الخلافة (350 ه) استوزره.
لم يكن جعفر المصحفيّ حذرا من دهره فاستنام إلى الأيام و نثر أهله في مرافق الدولة. و دخل محمّد بن أبي عامر (ت ٣٩٢) في خدمة الدولة فأدرك أنّه لا يستطيع الوصول إلى هدفه من الاستبداد بالدولة إلاّ إذا أزاح المصحفيّ من طريقه. فلمّا توفّي الحكم المستنصر و خلفه ابنه هشام كان هشام وفيّا لذكرى أبيه فرفع المصحفيّ إلى رتبة الحجابة (رئاسة الوزارة) ، في عاشر صفر من سنة 366(٧/٩/976 م) ، بعد مجيئه إلى الخلافة ببضعة أيام.
غير أنّ محمّد بن أبي عامر-و كان قد نال حظوة عند صبح أمّ هشام و أصبح له سلطة على هشام نفسه-ما زال بهشام القاصر حتّى أمر هشام بصرف المصحفيّ من الحجابة، في ثالث عشر صفر من سنة 367(25/٣/٩٧٨ م) و بنكبة المصحفيّ و أهله. و بدأ محمّد بن أبي عامر-و كان قد استولى على الدولة و تسمّى المنصور-يصادر أموال المصحفيّ و أموال أهله و يقتل نفرا منهم. ثمّ إنه ألقى جعفرا المصحفيّ نفسه في السجن و أمر أخيرا بقتله سنة ٣٧٢(٩٨٢-٩٨٣ م) .
كان جعفر المصحفيّ أحد شعراء الأندلس المحسنين المتصرفين في أنواع الشعر من المديح و الخمر و الأوصاف و الغزل غاية في كلّ ذلك في الرقّة و الإبداع و الحسن، و كان يقول مرتجلا (البيان المغرب 2:254) و هو شاغر مكثر.
مختارات من شعره:
- قال المصحفي في نكبته:
تأمّلت صرف الحادثات فلم أزل... أراها توافي عند مقصدها الحرّا (1)
فلله أيام مضت لسبيلها... فإنّي لا أنسى لها أبدا ذكرا
تجافت بها عنّا الحوادث برهة... و أبدت لنا منها الطلاقة و البشرا (2)
ليالي لم يدر الزمان مكاننا... و لا نظرت منّا حوادثه شزرا
و ما هذه الأيام إلاّ سحائب... على كلّ حال تمطر الخير و الشرّا
*أجاري الزمان على حاله... مجاراة نفسي لأنفاسها (3)
إذا نفسٌ صاعدٌ شفّها... توارت به بين جلاّسها (4)
و إن عكفت نكبة للزمان... عكفت بصدري على رأسها (5)
*لا تأمننّ من الزمان تقلّبا... إنّ الزمان بأهله يتقلّبُ
و لقد أراني و الليوث تخافني... فأخافني من بعد ذاك الثعلب (6)
حسب الكريم مذلّة و نقيصةً... ألاّ يزال إلى لئيم يطلب
و إذا أتت أعجوبة فاصبر لها... فالدهر يأتي-بعد-ما هو أعجب
*لي مدّة لا بدّ أبلغها... فإذا انقضت أيامها متُّ
لو قابلتني الأسد ضارية ... و الموت لم يقدر لما خفت (7)
فانظر إليّ و كن على حذرٍ... فبمثل حالك أمس قد كنت
*صبرت على الأيّام حتّى تولّت... و ألزمت نفسي صبرها فاستمرّتِ
فوا عجبا للقلب، كيف اعترافه... و للنفس بعد العزّ كيف استذلّت
و ما النفس إلاّ حيث يجعلها الفتى... فإن طمعت تاقت و إلاّ تسلّت (8)
و كانت على الأيّام نفسي عزيزة... فلمّا رأت صبري على الذلّ ذلّت
فقلت لها: يا نفس، موتي كريمة... فقد كانت الدنيا لنا ثمّ ولّت
- و قال المصحفيّ يعرّض بالمنصور ابن أبي عامر (لأنّه هو الذي كان قد ساعد على تقديم ابن أبي عامر في مراتب الدولة) :
غرست قضيبا خلته عود كرمةٍ... و كنت عليه في الحوادث قيّما (9)
و أكرمه دهري فيزداد خبثه... و لو كان من أصل كريم تكرّما
- و قال في كتمان السرّ:
يا ذا الذي أودعني سرّه... لا ترج أن تسمعه منّي
لم أجره بعدك في خاطري... كأنّه ما مرّ في أذني
- و لجعفر بن عثمان المصحفيّ في الغزل و النسيب:
أما، و الهوى، ما كنت أعرف ما الهوى... و لا ما دواعي الشوق حتّى تكلّما
دعاني بلفظ لو دعا يذبلا بهِ... للبّاه مشتاقا و وافاه مغرما (10)
*إن فاه أشربت الضلوع هوى... حتّى كأنّ جميعها أذنُ
لا تنكروا كلف الضلوع به... فحديثه لوجيبها سكن (11)
*لعينيك في قلبي عليّ عيون... و بين ضلوعي للشجون فنونُ (12)
لئن كان جسمي مخلقا في يد الهوى... فحبّك غضّ في الفؤاد مصون (13)
نصيبي من الدنيا هواك، و إنّه... عذابي؛ و لكنّي عليه ضنين
- و له في وصف الخمر:
صفراء تطرق في الزجاج، فإنّ سرت... في الجسم دبّت مثل صلّ لادغِ (14)
عبث الزمان بجسمها فتستّرت... عن عينه برداء نور سابغ
خفيت على شرّابها فكأنّما... يجدون ريّاني إناء فارغ
_______________________
١) صرف الحادثات: المصائب.
٢) تجافى: ابتعد، تجنب.
٣) أسلك مع الزمان كما ينبغي، مجاراة نفسي لأنفاسها (تماما) .
4) شفّها: أصابها فأنحلها أو أضعفها. توارت به بين جلاّسها (كتمته عمّن حولها، عن الناس) .
5) إذا نزلت بي مصيبة قضيت على تلك المصيبة (صبرت عليها؟) .
6) لعلّه يشير إلى المنصور بن أبي عامر.
7) الأسد الضاري (الجائع) لأنّه يكون أكثر شراسة و أكثر جرأة.
8) تاقت: اشتاقت، رغبت.
9) عود كرمة (عنب) ، أي ظننته غرسة كريمة نبيلة.
10) يذبل اسم جبل.
11) الكلف: شدّة التعلّق بالمحبوب. الوجيب: الخفقان.
12) الشجن (بفتح ففتح) : الحزن.
13) مخلق: متهرّئ. غضّ: طريّ، جديد.
14) صفراء (خمر) تطرق (؟) و الملموح أن معناها: تهدأ. الصلّ: الحيّة الخبيثة، الشديدة السمّ. لادغ (و هو يلدغ) : يضرب بنابه.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|