المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

الاثار البيئية للتلوث الإشعاعي
3/9/2022
حماد بن المغيرة
24-7-2017
حاجة النباتات للفيتامينات
27-6-2016
دور المهدي [عجل الله تعالى فرجه] مع وجود الخضر [عليه السلام]
16-11-2016
اغتيالُ الشخصيات الإسلاميّة
7-4-2016
Hall-Littlewood Polynomial
18-9-2019


أهمية التقدم الاقتصادي  
  
2233   10:20 صباحاً   التاريخ: 22-2-2018
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص49-55
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017 2961
التاريخ: 2024-03-29 855
التاريخ: 20-4-2016 3043
التاريخ: 21-1-2016 1901

سَعادَة الدنيا وَالآخرَة

ما جاء في الكتاب الكريم

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:134].

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ}[المائدة: 65، 66].

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف: 96].

{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف: 128].

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [يونس: 26].

{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}[هود: 52].

{وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}[النحل: 30].

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[النحل: 97].

{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[القصص: 77].

الحديث

1ـ عن رسول الله (صلى الله عليه واله) : أصلحوا دنياكم، وَاعمَلوا لآخرَتكم؛ فَإنكم تَموتونَ غَدا(1).

2ـ عنه (صلى الله عليه واله): لا تَسبوا الدنيا؛ فَنِعمَت مَطية المؤمن؛ فَعَلَيها يَبلغ الخَيرَ، وبها يَنجو منَ الشر. إنه إذا قالَ العَبد: لَعَنَ الله الدنيا، قالَت الدنيا: لَعَنَ الله أعصانا لرَبه (2).

3ـ عنه (صلى الله عليه واله): نعمَت الدار الدنيا لمَن تَزَودَ منها لآخرَته حَتى‏ يرضيَ رَبه، وبئسَت الدار لمَن صَدته عَن آخرَته، وقَصرَت به عَن رضاء رَبه. وإذا قالَ العَبد: قَبحَ الله الدنيا، قالَت الدنيا: قَبحَ الله أعصانا لرَبه (3).

4ـ أبو بردة الأسلمي عن أبيه: كانَ رَسول الله (صلى الله عليه واله) إذا صَلى الصبحَ رَفَعَ صَوتَه ‏حَتى‏ يَسمَعَ أصحابه يَقول: (اللهم أصلح لي دينيَ الذي جَعَلتَه لي عصمَةً) ثَلاثَ مَرات؛ (اللهم أصلح لي دنيايَ التي جَعَلتَ فيها مَعاشي) ثَلاثَ مَرات؛ (اللهم أصلح لي آخرَتيَ التي جَعَلتَ إلَيها مَرجعي) ثَلاثَ مَرات؛ (اللهم إني أعوذ برضاكَ من سَخَطكَ، وأعوذ بعَفوكَ من نقمَتكَ) ثَلاثَ مَرات؛ (اللهم إني أعوذ بكَ منكَ، لا مانعَ لما أعطَيتَ، ولا معطيَ لما مَنَعتَ، ولا يَنفَع ذَا الجَدِّ منكَ الجَدُّ) (4).

5ـ الإمام علي (عليه السلام) - في كتابه إلى‏ محَمد بن أبي بَكر وأهل مصرَ : عَلَيكم‏ بتَقوَى الله؛ فَإنها تَجمَع منَ الخَير ما لا يَجمَع غَيرها، ويدرَك بها منَ الخَير ما لا يدرَك بغَيرها؛ من خَير الدنيا وخَير الآخرَة، قالَ الله: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}[النحل:30].

اعلَموا يا عبادَ الله، أن المؤمنَ يَعمَل لثَلاث منَ الثواب: إما لخَير (الدنيا) فَإن اللهَ يثيبه بعَمَله في دنياه؛ قالَ الله سبحانَه لإبراهيمَ: {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [العنكبوت:27]. فَمَن عَملَ لله‏ تَعالى‏ أعطاه أجرَه في الدنيا وَالآخرَة، وكَفاه المهم فيهما. وقَد قالَ الله:{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }[الزمر: 10]. فَما أعطاهم الله في الدنيا لَم يحاسبهم به في الآخرَة. قالَ الله:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس:26]. فَالحسنى‏ هيَ الجَنة، وَالزيادَة هيَ الدنيا.

(وإما لخَير الآخرَة) فَإن اللهَ يكَفر بكل حَسَنَة سَيئَة؛ قالَ الله:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}[هود:114]. حَتى‏ إذا كانَ يَوم القيامَة حسبَت لَهم حَسَناتهم، ثم أعطاهم بكل واحدَة عَشرَ أمثالها إلى‏ سَبعمائَة ضعف؛ قالَ الله: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}[النبأ: 36]. وقالَ: {فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}[سبأ:37] .فَارغَبوا في هذا - رَحمَكم الله - وَاعمَلوا لَه، وتَحاضوا (5) عَلَيه.

وَاعلَموا يا عبادَ الله، أن المتقينَ حازوا عاجلَ الخَير وآجلَه؛ شارَكوا أهلَ الدنيا في دنياهم، ولَم يشاركهم أهل الدنيا في آخرَتهم؛ أباحَهم الله منَ الدنيا ما كَفاهم وبه أغناهم؛ قالَ الله عَز اسمه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }[الأعراف: 32]

سَكَنوا الدنيا بأَفضَل ما سكنَت، وأكَلوها بأَفضَل ما اكلَت؛ شارَكوا أهلَ الدنيا في دنياهم، فَأَكَلوا مَعَهم من طَيبات ما يَأكلونَ، وشَربوا من طَيبات ما يَشرَبونَ، ولَبسوا من أفضَل ما يَلبَسونَ، وسَكَنوا من أفضَل ما يَسكنونَ، وتَزَوجوا من أفضَل ما يَتَزَوجونَ، ورَكبوا من أفضَل ما يَركَبونَ؛ أصابوا لَذةَ الدنيا مَعَ أهل الدنيا، وهم غَدا جيران الله، يَتَمَنونَ عَلَيه فَيعطيهم ما تَمَنوه، ولا يَرد لَهم دَعوَة، ولا يَنقص لَهم نَصيبا منَ اللذة. فَإلى‏ هذا - يا عبادَ الله - يَشتاق إلَيه مَن كانَ لَه عَقل، ويَعمَل لَه بتَقوَى الله، ولا حَولَ ولا قوةَ إلا بالله (6).

6ـ عن الإمام الباقر (عليه السلام)- في قَوله تَعالى‏:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:26]: فَأَما الحسنى‏ فَالجَنة،(7) وأما الزيادَة فَالدنيا، ما أعطاهم الله في الدنيا لَم يحاسبهم به في الآخرَة، ويَجمَع ثَوابَ الدنيا وَالآخرَة، ويثيبهم بأَحسَن أعمالهم في الدنيا وَالآخرَة (8).

7ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام)- في قَول الله:{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة:201] : رضوان الله وَالجَنة في الآخرَة، وَالسعَة في الرزق وَالمَعايش‏ وحسن الخلق في الدنيا (9).

8ـ عن أنس: كانَ أكثَر دعاء النبي (صلى الله عليه واله): اللهم رَبنا! آتنا في الدنيا حَسَنَة، وفي الآخرَة حَسَنَة، وقنا عَذابَ النار (10).

9ـ عن رسول الله (صلى الله عليه واله): بَشر هذه الامةَ بالسناء، وَالرفعَة، وَالدين، وَالنصر،

وَالتمكين في الأَرض (11).

10ـ عن الإمام علي (عليه السلام): اعلَموا عبادَ الله، أن المتقينَ ذَهَبوا بعاجل الدنيا وآجل‏ الآخرَة، فَشارَكوا أهلَ الدنيا في دنياهم، ولَم يشاركوا أهلَ الدنيا في آخرَتهم؛ سَكَنوا الدنيا بأَفضَل ما سكنَت، وأكَلوها بأَفضَل ما اكلَت، فَحَظوا منَ الدنيا بما حَظيَ به المترَفونَ، وأخَذوا منها ما أخَذَه الجَبابرَة المتَكَبرونَ، ثم انقَلَبوا عَنها بالزاد المبَلغ وَالمَتجَر الرابح؛ أصابوا لَذةَ - زهد(12) - الدنيا في دنياهم، وتَيَقنوا أنهم جيران الله غَدا في آخرَتهم؛ لا ترَد لَهم دَعوَة ولا يَنقص لَهم نَصيب من لَذة (13).

11ـ عنه (عليه السلام): اوصيكم عبادَ الله بتَقوَى الله؛ فَإنهَا الزمام وَالقوام، فَتَمَسكوا بوَثائقها، وَاعتَصموا بحَقائقها؛ تَؤل بكم إلى‏ أكنان الدعَة، وأوطان السعَة (14).

12ـ عنه (صلوات الله عليه)- في الحكَم المَنسوبَة إلَيه -: الدنيا مَطية(15) المؤمن، عَلَيها يَرتَحل إلى‏ رَبه، فَأَصلحوا مَطاياكم؛ تبَلغكم إلى‏ رَبكم (16).

13ـ عن الإمام الحسن (صلوات الله عليه): لَو أن الناسَ سَمعوا قَولَ الله ورَسوله؛ لَأَعطَتهم السماء قَطرَها، وَالأَرض بَرَكَتَها، ولَمَا اختَلَفَ في هذه الامة سَيفان، ولَأَكَلوها خَضراءَ خَضرَة إلى‏ يَوم القيامَة (17)

______________

1ـ الفردوس: 1/101/334 عن أبي هريرة.

2ـ أعلام الدين: 335 عن أبي موسى الأشعري، إرشاد القلوب: 176 عن الإمام علي (عليه السلام)نحوه، بحارالأنوار: 77/178/10 وراجع ربيع الأبرار: 1/66 و 67.

3ـ المستدرك على الصحيحين: 4/348/7870، الفردوس: 4/269/6794 وليس فيه ذيله وكلاهما عن طارق، كنز العمال: 3/239/6341.

4ـ الأمالي للطوسي: 158/265 وراجع سنن النسائي: 3/73.

5ـ الحَض على الشي‏ء: الحث على الشي‏ء (النهاية: 1 / 400).

6ـ الأمالي للمفيد: 261/3، الأمالي للطوسي: 25/31 كلاهما عن أبي إسحاق الهمداني، بحارالأنوار: 33/543/720 وج 77/386/11 وراجع الغارات: 1/234.

7ـ في المصدر: «فأما الحسنى الجنة» وما أثبتناه من بحار الأنوار نقلا عن المصدر.

8ـ تفسير القمي: 1/311 عن أبي الجارود، بحار الأنوار: 7/260/6 و ج 70/66/10.

9ـ من لا يحضره الفقيه: 3/156/3566، معاني الأخبار: 174/1، الكافي: 5/71/2، تهذيب الأحكام: 6/327/900 وليس فيهما «والسعة في الرزق» وكلها عن جميل بن صالح، تفسير العياشي: 1/98/274 عن عبد الأعلى وفيه «والسعة في المعيشة»، بحار الأنوار: 71/383/18 نقلا عن الأمالي للصدوق وج 95/348/2.

10ـ صحيح البخاري: 5/2347/6026، صحيح مسلم: 4/2070/26، سنن أبي داود: 2/85/1519، مسند ابن حنبل: 4/203/11981 كلها نحوه.

11ـ مسند ابن حنبل: 8/44/21278، المستدرك على الصحيحين: 4/346/7862 وفيه « والرفقة والنصرة والتمكين...»، شعب الإيمان: 7/287/10335 وليس فيه «والدين» وج 5/334/6833 وفيه «والرفعة والنصرة والتمكين ...»، صحيح ابن حبان: 2/132/405 وليس فيه «والرفعة والدين» وكلها عن ابي بن كعب، كنز العمال: 12/157/34465؛ إعلام الورى: 1 / 89 عن ابي بن كعب وفيه «والرفعة والنصرة والتمكين...»، بحار الأنوار: 18/121/36.

12ـ لا وجود لكلمة «الزهد» في الرواية - رقم 5 - التي تعد في حقيقتها أصل هذه الرواية، التي لا تزيد فبدورها على أن تكون جزءا منها وحسب. مضافا إلى أن وجود هذه الكلمة لا يتسق مع معنى الرواية، الأمر الذي يؤيد أن تكون الكلمة قد اضيفت إلى النص بحكم عدم رعاية الدقة في معنى‏ الرواية.

13ـ نهج البلاغة: الكتاب 27، بحار الأنوار: 33/581/726.

14ـ نهج البلاغة: الخطبة 195، بحار الأنوار: 7/115/50.

15ـ المَطية: الناقة التي يركَب مَطاها؛ أي ظهرها (النهاية: 4/340).

16ـ شرح نهج البلاغة: 20/317/640.

17ـ الأمالي للطوسي: 566/1174 عن عبد الرحمان بن كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده(ع)، بحارالأنوار: 10/142/5 وراجع العدد القوية: 51/62 و الاحتجاج: 2/66/156.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.