المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22

حورمس.
2024-08-25
Upper Limit
19-9-2018
طريق تحصيل الشكر.
2024-03-17
آثار النظرة المتفائلة
7-6-2022
مفتاح الخريطة
9-7-2018
الأشعاع الشمسي
2024-01-29


وسائل الاعلام  
  
2465   10:32 صباحاً   التاريخ: 11-2-2018
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص103-106
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

تعتبر وسائل الاعلام كالإذاعة والتلفزيون والسينما، والمسرح، والكتب والمجلات، والصحافة من اخطر المؤسسات الاجتماعية في التنشئة الاجتماعية للطفل بما تتضمنه من معلومات مسموعة او مرئية او مقروءة.

وإذا أحسن توجيه وسائل الإعلام فإنها تعد أداة فعالة قوية في إرساء القواعد الخلقية لمجتمع فاضل، وتستطيع هذه الوسائل أيضاً أن تسمو بالفعل لتخرج أحسن ما به من تفكير وابتكار وخيال خصب منتج، فهي بذلك خيرة إذا أحسن توجيهها وشريرة إذا أسيء استخدامها.

ويقصد من إرساء إذاعتها على الناس إحداث واحد او اكثر من التأثيرات التالية:

1ـ إحاطة الناس علماً بموضوعات ومعلومات متعددة في جميع نواحي الحياة.

2ـ إستمالة الناس وجذب انتباههم لموضوعات وسلوكيات مرغوب فيها.

3ـ إتاحة فرصة للترفيه والترويح وقضاء وقت الفراغ.

هذا ولوسائل الاعلام خصائص عامة فيما يتصل بدورها في التنشئة الاجتماعية من اهمها:

1ـ انها غير شخصية، أي انه لا يحدث تلاق او تعامل او تفاعل بين اصحابها وبين الاطفال كما هو الحال في الأسرة أو المدرسة.

2ـ انها تعكس جوانب من الثقافة العامة للمجتمع على جانب كبير من التفوق والصدق، ولا يستطيع اي وسيط اخر للتنشئة الاجتماعية ان يؤديها فهي تعرض انماطا من العلاقات غير مألوفة للطفل، كأن يعرض التلفزيون نمط العلاقات الريفية على ابناء المدينة.

إن اهميتها وجاذبيتها تتزايد بالنسبة للطفل في المجتمعات الحديثة فقد اصبحت تمثل جانبا كبيرا من وقته واهتمامه.

وبالنسبة لبرامج الاطفال يجب ان تتوفر سياسة ثابتة لها تأخذ في اعتبارها وتنفذ في عملها ما تؤكده الدراسات العلمية المتخصصة في التنشئة الاجتماعية وفي تربية الطفل بشكل متكامل ومن بين المبادئ الواضحة: العمل على رفع المستوى الاخلاقي للأطفال وبث القيم والفضائل في شخصياتهم والابتعاد عن الموضوعات التي تسبب اضرارا نفسية واخلاقية للأطفال.

ويعتبر الكتاب الوسيلة الاولى للثقافة مهما تعددت وتنوعت اجهزتها لان التثقيف الذاتي عملية ارادية جادة تتهيأ لها النفس وبصفة عامة فان قراءة الكتب تعمل على تنمية الوعي الجماعي وروح التعاون عند الاطفال وبالتالي ينمو الطفل من حالة التمركز حول ذاته الى كائن اجتماعي يتمركز حول الاخرين كما تعمل على اسعاد الاطفال وتسليتهم وتطور وعيهم وتزيد من فهمهم للحياة وتنمي ادراكهم الروحي وتسعى الى تنمية الروح الجمالية وروح المرح كما تعمل على توسيع قاموس اللغة للطفل.

وتعد الصحف والمجلات الوسيلة الجماهيرية الثانية في ترتيب ظهورها بعد الكتاب اذ تعتبر الصحيفة المصدر الاول امام الطفل لمتابعة ما يجري حوله في شيء من الافاضة والشرح والتفسير مع احساس حقيقي بالمتعة والتسلية وما مجلة الطفل الحديثة الا كتاب دوري يجمع بين مظهر التقاليد ومظاهر الصحيفة الحديثة والمجلة اقدر على تبسيط المعلومات وتحويلها الى شيء سهل الفهم فهي تستطيع ان تمد الطفل بالكثير من الحقائق دون مجهود كما تمنحه التذوق والتعود على التفكير ومن ثم تهدف الصحف والمجلات الى تنوير الاطفال واصلاح شانهم وتقويم معين سلوكياتهم وبالتالي فهما اداتان قويتان في تشكيل راي الاطفال وتغيير عاداتهم.

ومن هنا تلعب الصحف والمجلات دورا مهما في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال وتؤثر بشكل او باخر في تعديل سلوكياتهم وتفتح عقولهم وتنمية مهاراتهم العملية حتى يصبحوا افرادا مقبولين في المجتمع يسهمون في بنائه وتقدمه.

وهناك مؤسسات اخرى تسهم في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل إلا انها غير متخصصة منها دور العبادة والاندية فهذه المؤسسات تعتبر وسائط تربوية فعالة تؤثر في الافراد والجماعات وتشكل مفاهيمهم واتجاهاتهم وانماط شخصياتهم الاجتماعية وتتميز تلك المؤسسات بانها غير شخصية بمعنى عدم حدوث التلاقي بين اصحابها والاطفال وانها تعكس جوانب من الثقافة العامة للمجتمع على جانب كبير من التنوع وتزداد اهميتها وجاذبيتها بالنسبة لطفل المجتمعات الحديثة وغالبا ما يمضي امامها الكثير من الوقت ومن هنا تأتي خطورة ومسؤولية القائمين على توجيه واعداد كل ما هو موجه للأطفال من كتابات ومشاهد.

هذا ويتوقف مدى تأثير وسائل الاعلام بصفة عامة في التنشئة الاجتماعية للطفل على العوامل الاتية:

1ـ عامل السن: إذ تتوقف ردود فعل الطفل على ما يتعرض له من وسائل الاعلام المختلفة الى سنه.

2ـ خصائص الطفل الشخصية: تؤثر هذه الخصائص بما تحققه من اشباع او عدم اشباع لحاجاته في مدى ودرجة تأثره بما يتعرض له من وسائل الاعلام.

3ـ المستوى الاجتماعي الثقافي للطفل : يتحدد مدى ونوع تأثر الطفل بما يتعرض له من وسائل الاعلام بالمستوى الاجتماعي الثقافي الذي ينتمي اليه فيحدث الادراك الانتقائي وتحدث اثار الافكار المختلفة يحدث هذا كله متأثرا بالظروف الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها الاطفال.

وهكذا نجد ان وسائل الاعلام بجميع فروعها المسموعة والمرئية والمقروءة لها تأثيرات قوية وفعالة في توجيه الاطفال والتأثير فيهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة عن طريق ما يرونه وما يقرؤونه من برامج ومسلسلات وقيم وتوعية دينية ثقافية شاملة كل ذلك له اكبر الأثر في مساعدتهم اجتماعيا وتنشئتهم تنشئة اجتماعية سليمة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.