المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

عفص البلوط
2024-09-02
Betatron
7-8-2016
سكوليم، البيرتورالف
26-8-2016
A method of semantic description
2024-08-17
ضرورة تواجد المرأة في ساحة المجتمع
2-8-2021
نماذج فريدمان
2023-08-07


الولادة السعيدة لأمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
3226   01:24 مساءً   التاريخ: 20-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص205-207.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-02-2015 2932
التاريخ: 14-2-2019 2562
التاريخ: 9-5-2016 3204
التاريخ: 20-01-2015 4083

ولادته (عليه السلام) في يوم الجمعة ثالث عشر من شهر رجب بعد ثلاثين سنة من عام الفيل في جوف الكعبة المعظّمة، و أبوه أبو طالب بن عبد المطلب أخو عبد اللّه أبو النبي (صلى الله عليه واله)من أمّ واحدة.

و أمه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف، و كان (عليه السلام) و اخوته اوّل من ولدوا من هاشميين.

وقد كثرت الروايات في كيفية ولادته (عليه السلام)‏ ،والذي روي باسانيد كثيرة ما يلي: قال يزيد بن قعنب: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب ما بين فريق بني هاشم الى فريق عبد العزّى بازاء بيت اللّه الحرام، اذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين (عليه السلام) و كانت حاملة بأمير المؤمنين (عليه السلام) تسعة أشهر وكان يوم التمام.

قال : فوقفت بازاء البيت الحرام و قد أخذها الطلق، فرمت بطرفها نحو السماء و قالت : أي ربّ انّي مؤمنة بك و بما جاء به من عندك الرسول و بكلّ نبيّ من انبيائك و بكلّ كتاب أنزلته، وانّي مصدّقة بكلام جدّي ابراهيم الخليل و إنّه بنى بيتك العتيق، فأسألك بحقّ هذا البيت ومن بناه، و بهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلّمني و يؤنسني بحديثه، و أنا موقنة إنّه احدى‏

آياتك ودلائلك لما يسّرت عليّ ولادتي.

قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت قد انفتح من ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا ثم عادت الفتحة و التزقت باذن اللّه، فرمنا  أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نساءنا فلم ينفتح الباب، فعلمنا انّ ذلك أمر من أمر اللّه عز و جل، و أهل مكة يتحدّثون بذلك في أفواه السكك و تتحدّث المخدّرات في خدورهن.

ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم قالت: انّي فضّلت على من تقدمني من النساء لانّ آسية بنت مزاحم عبدت اللّه عز و جل سرّا في موضع لا يحب أن يعبد اللّه فيه الّا اضطرارا، و انّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا و انّي دخلت بيت اللّه الحرام فأكلت من ثمار الجنّة و أوراقها فلمّا أردت أن أخرج هتف بي هاتف:

يا فاطمة سمّيه عليّا فهو عليّ و اللّه العليّ الأعلى يقول: انّي شققت اسمه من اسمي و أدبته بأدبي ووقفته على غامض علمي و هو الذي يكسر الاصنام في بيتي و هو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني و يمجّدني و يهلّلني و هو الامام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي و وصيّه، فطوبى لمن أحبّه و نصره والويل لمن عصاه و خذله و جحد حقّه‏ .

وفي بعض الروايات انّه لمّا ولد عليّ (عليه السلام) أخذ أبو طالب بيد فاطمة وعليّ على صدره وخرج الى الأبطح و نادى:

يا رب يا ذا الغسق الدجيّ‏                  و القمر المبتلج المضيّ‏

بيّن لنا من حكمك المقضيّ‏                 ما ذا ترى في اسم ذا الصبيّ‏

 قال : فجاء شي‏ء يدبّ على الارض كالسحاب حتى حصل في صدر أبي طالب، فضمّه مع عليّ (عليه السلام) الى صدره، فلمّا أصبح اذا هو بلوح أخضر فيه مكتوب:

خصصتما بالولد الزكيّ‏            والطاهر المنتجب الرضيّ‏

فاسمه من شامخ عليّ‏            عليّ اشتق من العليّ‏

قال : فعلّقوا اللوح في الكعبة و ما زال هناك حتى أخذه هشام بن عبد الملك‏ .

قد كثرت الاخبار كما قلنا في باب ولادته (عليه السلام) و كيفيتها و لا يسع المقام ذكرها، و هذه الفضيلة من خصائصه (عليه السلام) لانّ أشرف بقاع الحرم مكة، و أشرف مواضع الحرم المسجد، و أشرف مواضعه الكعبة، و لم يولد أحد فيها الا هو (عليه السلام) و لم يولد مولود أيضا في سيد الايام (يوم الجمعة) و شهر الحرام (رجب) و بيت الحرام الا أمير المؤمنين (عليه السلام) أبو الائمة الكرام عليه و آله آلاف السلام، و في الحقيقة:

هذه من علاه إحدى المعالي‏               و على هذه فقس ما سواها

و لنعم ما قال الحميري:

ولدته في حرم الإله و أمنه‏                و البيت حيث فنائه و المسجد

بيضاء طاهرة الثياب كريمة                طابت و طاب وليدها و المولد

في ليلة غابت نحوس نجومها             و بدت مع القمر المنير الاسعد

ما لف في خرق القوابل مثله‏              الا ابن آمنة النبي محمد .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.