المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

عمودي Normal
20-11-2015
التمسك بعلي (عليه السلام) نجاة من المهالك
25-01-2015
العوامـل المـحددة للطلـب عـلى عـوامـل الانـتـاج
2023-05-16
هيئة البلورة habit, crystal
12-11-2019
أوضاعُ المسلمين بعد بيعة العقبة
4-5-2017
عيب مخالفة القانون
24-9-2018


ما أدخره نوح النبي لعلي (عليهما السلام)  
  
7261   01:33 مساءً   التاريخ: 19-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص22-29.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-01-2015 3390
التاريخ: 27-10-2015 3713
التاريخ: 9-5-2016 3743
التاريخ: 19-01-2015 3702

 ما رواه عباد بن يعقوب الرواجني قال: حدثنا حبان بن علي العنزي قال: حدثني مولى لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما حضرت أمير المؤمنين (عليه السلام) الوفاة قال للحسن والحسين (عليهما السلام): إذا أنا مت فاحملاني على سريري، ثم أخرجاني واحملا مؤخر السرير فإنكما ستريان صخرة بيضاء تلمع نورا، فاحتفرا فيها فإنكما تجدان فيها ساجة، فادفناني فيها.

قال: فلما مات أخرجناه وجعلنا نحمل مؤخر السرير ونكفى مقدمه، وجلعنا نسمع دويا وحفيفا حتى أتينا الغرييين، فإذا صخرة بيضاء تلمع نورا فاحتفرنا فاذا ساجة مكتوب عليها: هذا مما أدخر نوح لعلي بن أبي طالب  فدفناه فيها، وانصرفنا ونحن مسرورون بإكرام الله لأمير المؤمنين (عليه السلام) فلحقنا قوم من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه، فأخبرهم بما جرى وبإكرام الله أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالوا: نحب أن نعاين من أمره ما عاينتم، فقلنا لهم: إن الموضع قد عفى أثره بوصية منه (عليه السلام)، فمضوا وعادوا إلينا فقالوا أنهم احتفروا فلم يجدوا شيئا.

وروى محمد بن عمارة قال: حدثني أبي، عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): أين دفن أمير المؤمنين (عليه السلام)؟.

قال: دفن بناحية الغريين ودفن قبل طلوع الفجر ودخل قبره الحسن والحسين ومحمد بنو علي (عليه السلام) وعبدالله بن جعفر (رضي الله عنه).

وروى يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن رجاله، قال: قيل للحسين بن علي (عليهما السلام): أين دفنتم أمير المؤمنين (عليه السلام)؟.

فقال: خرجنا به ليلا على مسجد الاشعث، حتى خرجنا به إلى الظهر بجنب الغري، فدفناه هناك.

وروى محمد بن زكريا قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن عائشة قال: حدثني عبدالله بن خازم قال: خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة نتصيد، فصرنا إلى ناحية الغريين والثوية فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور والكلاب، فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمة فسقطت عليها فسقطت الصقورة ناحية ورجعت الكلاب، فعجب الرشيد من ذلك، ثم إن الظباء هبطت من الاكمة فهبطت الصقورة والكلاب، فرجعت الظباء إلى الاكمة فتراجعت عنها الكلاب والصقور ففعلت ذلك ثلاثة .

فقال الرشيد: أركضوا، فمن لقيتموه فأتوني به.

فأتيناه بشيخ من بني أسد، فقال له هارون: أخبرني ما هذه الاكمة؟.

قال: إن جعلت لي الامان أخبرتك، قال: لك عهد الله وميثاقه ألا اهيجك ولا أؤذيك.

قال: حدثني أبي عن آبائي أنهم كانوا يقولون أن في هذه الاكمة قبر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، جعله الله حرما لا يأوي إليه شيء إلا أمن.

 

فنزل هارون فدعا بماء وتوضأ وصلى عند الاكمة وتمرغ عليها وجعل يبكي، ثم انصرفنا.
قال محمد بن عائشة: فكأن قلبي لم يقبل ذلك، فلما كان بعد ذلك حججت إلى مكة، فرأيت بها ياسرا رحال الرشيد، فكان يجلس معنا إذا طفنا، فجرى الحديث إلى ان قال: قال لي الرشيد ليلة من الليالي، وقد قدمنا من مكة فنزلنا الكوفة: يا ياسر، قل لعيسى بن جعفر فليركب، فركبا جميعا وركبت معهما، حتى إذا صرنا إلى الغريين، فأما عيسى فطرح نفسه فنام، وأما الرشيد فجاء إلى أكمة فصلى عندها، فكلما صلى ركعتين دعا وبكى وتمرغ على الاكمة، ثم يقول: يا عم أنا والله أعرف فضللت وسابقتك، وبك والله جلست مجلسي الذي أنا فيه وأنت أنت، ولكن ولدك يؤذونني ويخرجون علي.

 

ثم يقوم فيصلي ثم يعيد هذا الكلام ويدعو ويبكي.

حتى إذا كان في وقت السحر قال لي: يا ياسر، أقم عيسى، فأقمته فقال له: يا عيسى، قم صل عند قبر ابن عمك، قال له: وأي عمومتي هذا؟.

قال: هذا قبر علي بن أبي طالب، فتوضأ عيسى وقام يصلي، فلم يزالا كذلك حتى طلع الفجر، فقلت: يا أمير المؤمنين أدركك الصبح، فركبنا ورجعنا إلى الكوفة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.