المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



توبة مالك بن دينار  
  
2600   12:48 مساءً   التاريخ: 4-12-2017
المؤلف : لبيب بيضون
الكتاب أو المصدر : قصص ومواعظ
الجزء والصفحة : 330-333
القسم : الاخلاق و الادعية / قصص أخلاقية / قصص اخلاقية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2017 1718
التاريخ: 25-9-2017 1354
التاريخ: 25-9-2017 1657
التاريخ: 25-9-2017 1400

جاء في كتاب (تفسير روح البيان): عن مالك بن دينار ، أنه سئل عن سبب توبته وتوجهه الى الله عز وجل ، فقال :

كنت في مطلع العمر قاسياً ، شارباً للخمر وكانت لدي زوجة قد تعلقت بها ، ورزقني الله منها ابنه.

وكانت محبتها تزداد في قلبي يوما بعد يوم.

ولما اصبحت قادرة على المشي ، كانت محبتها قد بلغت عندي مبلغاً كبيراً.

وكانت تألفني وتأنس بي كثيراً ، كما كنت أبادلها الإلفة والأنس.

كانت كلما تناولتُ كأس الخمر أخذتها من يدي ، وسكبت ما فيها على ثيابي.

ولما بلغت عامين من عمرها ماتت ، فملأت قلبي الغصص المرة على فقدها ، ولم استقر من يومها على حال.

وفي ليلة جمعة من ليالي شعبان ، تناولت الشراب ونمت دون أن اصلي العشاء ؛ فرأيت فيما يراه النائم ، ان أهل القبور خرجوا من قبورهم ، وحشروا جميعاً وأنا معهم .

وفجأة سمعت من خلفي صوتاً.

وحين التفت رأيت أفعى سوداء كبيرة ، لا يمكن تصور كبرها ، وكانت تتجه نحوي بسرعة وفمها مفتوح .. اصابني الهلع والخوف ، فانطلقت هارباً لكنها اندفعت خلفي بسرعة كبيرة.

وفي اثناء مسيري لقيت في طريقي شيخاً مسناً حسن الوجه والرائحة .

حييته ، فرد تحيتي .

رجوت منه ان يغيثني ويحميني ، فاعتذر بانه لا يقدر على شيء امام هذه الأفعى الخبيثة ، وقال : اذهب من هنا بسرعة لعل الله يهيئ لك اسباب النجاة.

فعدت الى الهرب بسرعة حتى بلغت منزلاً من منازل القيامة ، ورأيت من هناك طبقات جهنم واهلها وكدت من شدة خوفي من الافعى ان القي بنفسي في النار.

ارتفع صوت حاد يقول : هيا ارجع ، فلست من اهل هذا المكان.

سكن قلبي بعد سماعي لهذا الصوت ، وعدت ادراجي ، ورأيت ان الافعى مازالت تلاحقني ، حتى وصلت الى ذلك الشيخ ، فقلت له : ايها الشيخ الطيب ، لقد رجوتك ان تغيثني فلم تابه لي .

بكى الشيخ وقال : لم استطع.

ولكن اذهب نحو هذا الجبل ، ففيه أمانات للمسلمين ، فان كانت لك فيه أمانة فانها ستمد لك يد العون .

تطلعت الى الجبل ، فرأيت فيه غرفاً وحجرات قد اسدلت عليها الستائر ، وأبوابها من الذهب الأحمر المحلى بالدر والياقوت.

فأسرعت نحو ذلك الجبل ، والأفعى في أثري ، وما أن اقتربت منه حتى ارتفع صوت ملائكيٌّ يقول : ارفعوا الستائر وافتحوا الأبواب واخرجوا ، فلعل لهذا المسكين امانة بينكم تغيثه من شر الاعداء.

نظرت فرأيت أطفالاً وجوههم تشع كالبدور ، يخرجون إليَّ والافعى اضحت قريبة مني كذلك ، وانقذني من حيرتي صراخ الاطفال وهم يقولون : عجل فالعدوّ قريب منك!

وبدأوا يتوافدون نحوي فوجاً إثر فوج .. وفجأة رأيت ابنتي التي توفيت وهي بينهم ؛ فما ان رأتني حتى صاحت وهي تبكي : إنه أبي والله!

ثم سارعت فأخذت يدي اليمنى بيسرها ، بينما أشارت بيدها اليمنى الى الأفعى ، فاستدارت الأفعى وانطلقت هاربة.

ثم أجلستني وجلست الى جانبي ، وراحت بيمناها تداعب لحيتي وهي تقول : يا أبتِ { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } [الحديد : 16] ؟

فبكيت وقلت : يا بنية ، وهل تحسنين تلاوة القرآن المجيد؟!

قالت : نحن بالقرآن أكثر معرفة منكم يا أبي.

قلت : أخبريني عن هذه الأفعى وما قصتها؟

قالت : إنها عملك السيئ يا ابي ، وقد كنت تمدها بالقوة بسيئاتك ، وكانت تريد أن توردك الى جهنم.

قلت : وهذا الشيخ المسن ، من هو؟

قالت : إنه عملك الصالح ، وقد كنت تعمل على إضعافه ، فلم يستطع أن يمد يد العون إليك أمام عملك السيئ.

قلت : وماذا تعلمين يا ابنتي في هذا الجبل؟

قالت : نحن اطفال المسلمين ، الذين قدموا من الدنيا في طور الطفولة الى هذا المكان ، وقد جعلها الله فيه الى يوم القيامة ، ونحن ننتظر آباءنا وأمهاتنا أن يأتوا إلينا ، فنشفع لهم.

يقول مالك بن دينار:

وهنا استيقظت من نومي فزعاً، وعاهدت الله على ترك شرب الخمر ، وصمت على ترك الذنوب كلياً ، وتوجهت الى الله تعالى نادماً تائباً(1).

________________ 

(1) القلب السليم : للسيد عبد الحسين دستغيب ، ترجمة الأستاذ نار التقي ، ج2، ص18.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.