المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22



قصيدة للشاعر الأديب السيد محمد رضا القزويني  
  
4776   03:59 مساءً   التاريخ: 2-12-2017
المؤلف : السيد محمّد كاظم القزويني .
الكتاب أو المصدر : زينب الكبرى (عليها السلام) من المهد الى اللحد
الجزء والصفحة : ص621-626.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / وفاة السيدة زينب ومدفنها /

هناك أسباب وعوامل متعدّدة كان لها الدور الكبير في إثارة مشاعر وعواطف الشعراء ، وتَفَتُّح قرائحهم ، لكي ينظموا القصائد الرائعة في مدح ورثاء السيدة زينب (عليها السلام). 
فمِن جملة تلك الأسباب : 
1 ـ الشعور بالمسؤولية تجاه نصرة آل الرسول الكريم. 
2 ـ إزدحام الفضائل ، وتجمّع موجبات العظمة والجلالة في شخصيّة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام). 
3 ـ الشعور الإنساني بالإندفاع لنصرة المظلوم. 
إنّ هذه الأسباب ـ وغيرها ـ جعلت الشعراء يحومون حول هذه الشخصية العظيمة ، لكي تجول أفكارهم على مسرح الخيال والتصوّر ، تمهيداً للوصف ولصياغة المعاني في قوالب الكلمات ، وصَبغها بطابع الشعر والأدب. 
إنّ العواصف والأعاصر العاتية التي عصفت بحياة السيدة زينب (عليها السلام) حفّزت في الشعراء شعور القيام بنصرة المظلوم ، ليقوموا بواجبهم الإنساني والإسلامي تجاه ثاني أعظم سيدة من سيدات نساء التاريخ ، وليُلَبّوا نداء ضمائرهم في نصرة أخيها سيد المظلومين الإمام الحسين (عليه السلام). 
إنّ هؤلاء الشعراء الشرفاء سجّلوا أسماءهم في قائمة الذين نصروا أهل البيت النبوي ، ونالوا شرف خدمة آل الرسول الطاهرين ، فمدحوا مَن مدحهم الله تعالى في قرآنه المجيد ، ورَثَوا مَن بكت عليه الأرض والسماء ، والملائكة والأنبياء ، وحيتان البحار وطيور الفضاء! 
[ ومن القصائد التي قيلت فيها (عليها السلام) ] قصيدة في ذكرى ميلاد السيدة زينب الكبرى ( سلام الله عليها ) للشاعر الأديب السيد محمد رضا القزويني : 
وُلدتِ كما يُشرقُ الكوكب ... فأُمٌّ تُبـاهـي ويَزهـو أبُ
علـيٌ وفاطمـةٌ انجَبـاكِ ... عَيناً من الخيـر لا يَنضبُ
وجاءا بكِ جَدّكِ المصطفى ... ليختـار لاسمكِ ما يُعجِبُ
فقال : ولَستُ ـ كما تَعلَمـا ... نِ ـ أسبـقُ ربّي بما يَنسِبُ
وهـذا أخي جبرئيـل أتـى ... بـأمـرٍ مـن الله يُستَعـذبُ
يقـول إلهك ربّ الجـلال : ... تـقبّلتهـا و اسمهـا زينـب
وكفّـلتهـا بأخيها الحسيـن ... ويـومٍ يَعُـزّ بـه المَشـرَبُ
لِتَحمـلَ أعبـاءَه كالليـوث ... فيَسـري بأطفاله المَـركَـبُ ءَ
أُسارى إلى الشام من كربلا ... وسوطٌ على ظهرهم يلهَبُ
 
* * * *
أقائـدةَ الركـب يـا زينب ... تَغَنّى بكِ الشـرق والمغربُ
خَطبـتِ فدوّى بسمع الزما ... ن صوتٌ إلى الآن يُسترهَبُ
أخاف الطغاة على عرشهم ... فظنّوا عليّـاً بـدا يخطـبُ
وأسقطتِ قبل فناه يزيد ... وضـاق على رأيه المَذهبُ
ووَلّـت أميّـة مدحـورة ... ومـا ظل ذكـر لهم طيّبُ
وأنـتِ التي كُنتِ مأسورةً ... وما لكِ في الشام مَن يُنسَبُ
لكِ اليوم هذا الندى والجلا ... ل مثالاً لأهل النُهى يُضرَبُ
وقبـرٌ يطـوف به اللائذو ... نَ رَمـزاً و ما عنده يُطلَبُ
منـاراً يَشِـعُّ بأفق السماء ... فيُعـلِنُهـا : هـذه زينـب

وللسيد محمد رضا القزويني قصيدة أخرى يقول فيها : 
تتـراءى لـه الأُسـارى فتَبـدو ... زينـب أمسَكـت بطفـلٍ يتيـم
وهي تَرعى الرؤوس فوق رماحٍ ... طابَ منها النجوى لأختٍ رَؤومِ 
حَمَلَتهـا مـن كربلاء و قالت : ... يـا سماء اهتدي بهذي النجـومِ
إنّـهـا مـن محمـدِ وعـلـيّ ... قَدّمتهـا البتـول فـي تكـريـمِ
وسياطُ الأعداء لم تَمنَـعِ الأختَ ... وداع الـحسيـن بيـنَ الجسـومِ
هُرعَـت و الخيـام مُشتعـلاتٌ ... تتحَـرّى الأطفـال بين الرميـم
رَفَعـت رأسهـا إلـى الله تشكو ... فأتـاها الجـواب عبـر النسيـم
جـدّكـم أسَّسَ القواعـد للبيـتِ ... وإسمـاعيـل ذبـحُ الحُـلـومِ
وانتَهـت فيكم النبـوّة والبيتُ ... ومـا في السِتـار والمعلومِ
ورأى الله في الحسينِ عظيماً ... فـافتدى دينَه بذبـحٍ عظيم




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.