المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

عدالة جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله
19-3-2018
المحاصيل الليفية Fiber Crops
2024-04-12
Atomic Radiation
22-5-2016
مفهوم المنهج التجريبي
9-3-2022
الفضولي
28-8-2020
امراض الرز (اللفحة في الرز)
6-4-2016


الأمويون وايذائهم للرسول  
  
2263   02:36 مساءً   التاريخ: 5-11-2017
المؤلف : الدكتور نوري جعفر
الكتاب أو المصدر : الصّراع بين الأمويين ومبادئ الإسلام
الجزء والصفحة : ص38- 45
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة الاموية / الدولة الاموية * /

الامويون : ضروب إيذائهم للرسول

عندما انبثق نور الاسلام ـ في مكة وبدأ يغمر سائر مدن الحجاز ـ سعى الأمويون لإطفائه بكل ما لديهم من سطوة وحول . فبدؤا يؤذون الرسول الكريم بمختلف الأساليب ـ بشكل فردي متفرق أحياناً ، وجماعي منظم أحياناً أخرى . وتفنن الأمويون ـ ومن هم على شاكلتهم من المشركين ـ في ابتداع الوسائل الدنيئة لإيذاء رسول الله .

 فبعثوا النظر بن الحرث ، وعقبة بن ابي معيط إلى أحبار اليهود لتأليبهم على النبي وتسفيه رسالته .

 وأرسلوا عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص إلى الحبشة لإقناع النجاشي بطرد المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة تخلصاً من إيذاء المشركين .

 وعذبوا المستضعفين من المسلمين ـ كبلال بن رباح الحبشي مؤذن الرسول ، وعمار بن ياسر وأمه وأبيه ، وخباب بن الأرت ، وصهيب بن سنان الرومي ، وعامر بن فهير ، وابي فكيهة ، ولبيبة ( 1 ) ـ جارية بني مؤمل بن حبيب بن عدي ابن كعب، وزنيرة ، والنهدية « وأم عبيس ـ وآخرين » .

ذلك ما يتصل بإيذاء الأمويين للرسول عن طريق إيذائهم لأتباعه .

 ولما رأى الأمويون أن تعذيب أولئك الاتباع لم يزدهم إلا تعلقاً بالإسلام ونبيه وأن رسول الله سائر في نهجه ـ على الرغم من مقاومتهم له واعتدائهم على اتباعه فكر رؤساؤهم بأسلوب جديد للحد من نشاطه . فقابل وفد منهم مكون من :

 عتبة ـ أبي هند أم معاوية ـ وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس ، وأبي سفيان ابن حرب بن أمية أبا طالب ـ عم النبي ـ ورجوه أن يطلب إلى ابن أخيه أن يكف عن عيب آلهتهم .

 غير أن أبا طالب لم يصغ إلى شكواهم فسند ابن أخيه وشجعه على المضي في رسالته . فلجأ الامويون إلى أسلوب جديد في إيذاء الرسول فوصفوه بالسحر ، والجنون عند من يقدم إلى مكة لصدهم عن الإيمان برسالته . فلم يجدهم ذلك نفعاً . فانتدبوا جماعة منهم لمجاهرته بالعداوة والإيذاء ـ وفي مقدمتهم :

 عتبة وشيبة إبناً ربيعة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأبو سفيان ، والحكم بن أبي العاص ، والعاص بن وائل السهمي ـ أبو عمرو ـ وإبنا عمه نبيه ومنبه . فاستهزأ هؤلاء بالرسول وازدروا به واسمعوه الكلام القارص ، وأروه المعاملة الخشنة .

 وكان الحكم بن أبي العاص ـ أبو مروان ـ من أكثرهم إيذاء للرسول واستهزاء به واعتداء عليه الأمر الذي اضطر النبي ـ بعد ذلك ـ إلى نفيه وأولاده إلى الطائف .

 ولم يقتصر إيذاء الامويين للرسول على الرجال بل تعداه للنساء وفي مقدمتهن أم جميل حمالة الحطب (2) . غير أن ذلك كل لم يجدهم نفعاً . فعمدوا إلى مقاطعة الهاشمين . فصمد الهاشميون بوجههم ثلاث سنين عجاف (3) .

 وأخيراً دبر الامويين ـ واتباعهم ـ مؤامرتهم الكبرى لاغتيال النبي . فأحبطها بهجرته إلى المدينة وتركه علياً في فراشه إيهاماً للمشركين .

 ولما انتقل النبي الى المدينة استجمع الامويون قواهم ـ وألبوا مشركي قريش وحلفاءهم : اليهود ـ على مقاومة الدين الجديد في شخص رسوله الكريم .

 وكان قائدهم عتبة بن ربيعة (4) أبو هند أم معاوية ـ وصهره أبو سفيان وابن عمه الحكم بن ابي العاص ، فنشبت بدر وقتل من الامويين عتبة وابنه شيبة وعقبة بن ابي معيط واسر منهم أبو العاص بن الربيع ، وعمرو بن أبي سفيان . ونجا معاوية من القتل والأسر فهرب من المعركة .

 وقد بلغ حقد أبي سفيان على النبي حدا يفوق الوصف لإنكسار بعض أوتاد خيمة الشرك التي يحتمي بظلها، فزرع حقده هذا في نفوس المشركين بمختلف الوسائل المتيسرة لديه .

 ومنعهم من البكاء على قتلاهم كما منع الشعراء عن التحدث عنهم أو رثائهم. وطلب من شركائه في المصيبة أن يتذرعوا بالصبر والجلد .

 وقد برهن أبو سفيان ـ بذلك ـ على براعته في النفاذ إلى مكامن نفوس المشركين . فاستثار نوازعهم النفسية حين خاطبهم بقوله (5) « فأنتم إذا نحتم عليهم وبكيتموهم بالشعر أذهب ذلك غيظكم فأقعدكم عن عداوة محمد وأصحابه ، مع أنه إن بلغ محمداً وأصحابه شمتوا بكم . فيكون أعظم المصيبتين شماتتهم . ولعلكم تدركون ثأركم . فالدهن والنساء عليّ حرام حتى أغزوا محمداً » .

 ومن الطريف أن نذكر هنا أن الأسود بن المطلب أصيب له ثلاثة من ولده في بدر . وكان يحب أن يبكيهم ولكنه توقف عن ذلك خوفاً من أبي سفيان . فبينما هو كذلك إذ سمع إمرأة تجهش بالبكاء . فأراد أن يستحلي الأمر ليبكي هو على قتلاه . فأرسل غلامه وقال له : أذهب فاستفسر هل بكت قريش على قتلاها « لعلي أبكي فإن جوفي قد احترق » فذهب الغلام وعلم : أن الباكية إمرأة ضل بعيرها فهز الأسود رأسه وقال :

أتبكـي أن يضل لها بعيـر *** ويمنعهـا من النوم السهود

ولا نبكي على بدر ولكـن *** على بدر تصاغرت الخدود

فكان ابو سفيان إذن شيخ المؤلبين على حرب رسول الله بعد بدر . فعل ذلك أثناء جمعه جموعهم ، وأثناء تأليبه أياهم ، وفي إخراجه النساء معهم إلى أحد (6) .

وقد مروا الابواء في طريقهم إلى أحد ـ فاقترح عليهم أبو سفيان أن ينبشوا قبر آمنة بنت وهب أم الرسول « وكانت قد توفيت هناك وهي راجعة بالرسول ـ وعمره سنتان ـ إلى مكة بعد زيارتها لإخواتها من بني عدي بن النجار » وقال لهم :

 فإن يصب محمد من نسائكم أحداً قلتم : هذه رمة أمك .

 فإن كان باراً ـ كما يزعم ـ فلعمري ليفادينكم برمة أمه .

 وإن لم يظفر بإحدى نسائكم فلعمري فليفدين أمه بمال كثير . فاستشار أبو سفيان أهل الرأي من قريش في ذلك .

 فقالوا : لا تذكر من هذا شيئاً » (7) .

 وقد ظهر أثر أبي سفيان في تأليب المشركين على حرب النبي ـ بالإضافة إلى تهيأته الجو لمعركة أحد ، وفي حرصه الشديد على وضع الجيش بشكل يساعده على دحر المسلمين ، وفي موقفه من بني عبد الدار في مسألة المحافظة على اللواء أثناء القتال .

 فوضع على ميمنة المشركين خالد بن الوليد ، وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل . وجعل على الخيل عمرو بن العاص . وخاطب بني عبد الدار في مسألة حمل اللواء فقال « (8) :

 « يا بني عبد الدار نحن نعرف أنكم أحق باللواء منا . إنما أؤتينا ـ يوم بدر ـ من اللواء . وإنما يؤتى القوم من قبل لوائها . فالزموا لواءكم وحافظوا عليه . أو خلوا بيننا وبينه .

 فغضب بنو عبد الدار وقالوا : نحن نسلم لواءنا ؟ لا كان هذا أبداً .

 ثم أسندوا اللواء بالرماح واحدقوا به » .

 وكانت هند زوج أبي سفيان لا تقل تحمساً عن زوجها في تأليب المشركين . وهي التي أغرت وحشياً على قتل عم النبي (9) .

 ذلك جانب من جوانب تعبير الأمويين عن مقتتهم للدين الحنيف . فقد شنوها ـ كما رأينا ـ حرباً شعواء لا هوادة فيها على النبي . ولم يثنهم اندحارهم في بدر عن مواصلة الكفاح المرير ضد الإسلام ومعتنقيه . فوقعت أحد.

 وكان الامويون وحلفاؤهم من المشركين أن يناولوا من الرسول فيها بعد أن قتلوا عمه الحمزة ومثلوا به على شكل من الوضاعة قل أن يحدث في التاريخ .

ولولا أنه خيل إليهم أن الرسول قد قتل لما رجعوا من ساحات القتال .

 فلما بلغهم أن الرسول ما زال على قيد الحياة اجمعوا أمرهم على الرجوع إليه فصدهم عن ذلك معبد الخزاعي كما هو معروف (10) . غير أن إخفاق أبي سفيان في مؤامرته المسلحة لوأد الإسلام ونبيه ـ في بدر وأحد ـ لم يثنه عن مواصلة الكفاح المرير لإثارة وقائع أخرى ضد المسلمين .

 فألب الأحزاب في حرب الخندق وما بعدها . ولم يعلن إسلامه ـ في الظاهر ـ كما سنرى إلا حين رأى أن ذلك أجدى من السيف في تحطيم الإسلام .

 ويصدق الشيء نفسه على قادة الأمويين آنذاك من النساء والرجال .

 ولما رأى الأمويون فشلهم المتواصل في مقاومة النبي والأسلام لجأوا إلى اتباع أسلوب جديد للإيقاع بالاسلام . وكان هذا الأسلوب ـ في واقعه ـ أكثر الأساليب إيجاعا للعقيدة الاسلامية . فتقمص قادتهم الاسلام والتزموا ببعض مظاهره ليتمكنوا من إعلانها حرباً شعواء على الدين من داخله ـ بعد أن أعياهم أمره في حربهم أياه من الخارج .

 فأسلم ـ في الظاهر ـ قائدهم أبو سفيان يوم فتح مكة بعد أن لجأ إلى العباس عم النبي مضطراً ، والتمسه ان يأخذه إلى الرسول . فلما أتى به العباس .

 قال له رسول الله « ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟

 فقال : بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك !!

 والله لقد علمت لو كان معه إله غيره أغنى عنا . فقال : ويحك :

 ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ قال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك !! أما هذه ففي النفس منها شيء، فقال له العباس ويحك !! أسلم قبل أن يضرب عنقك »(11) .

 وقد حاول أبو سفيان أن يضبط أعصابه التي نشأت على الكفر وتشربت ببغض الاسلام فتظاهر بنبذ عبادة الاوثان والاعتراف بالدين الجديد . ولكن ذلك ـ مع هذا ـ لم يعصمه ـ في مناسبات كثيرة ـ من غمر الدين الحنيف . من ذلك مثلا ما ذكره ابن هشام (12) حينما خاطب الحرث بن هشام أبا سفيان بعد فتح مكة ـ على أثر سماعهما المؤذن يؤذن : « أما والله لو أعلم أن محمداً نبي لا تبعته !! فقال أبو سفيان لا أقول شيئاً . لو تكلمت لأخبرت عني الحصا » .

 فلو كان أبو سفيان مسلماً لا نبرى لتنفيذ زعم ذلك المشرك البغيض .

 أما إقراره لرأي الحث ـ ضمناً ـ كما يبدو من عبارته فدليل عن وثنيته .

 اما السيدة هند ـ زوجة أبي سفيان ـ فقد بايعت الرسول مضطرة ـ بعد فتح مكة ـ فتقمصت رداء الاسلام . فلما تقدمت هند لمبايعة النبي « اشترط شروط الاسلام عليها . فأجابته بأجوبة قوية . فما قاله لها : تبايعنني على ان لا تقتلي اولادك !! فقالت هند :

 أما نحن فقد ربيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً يوم بدر . فقال لها : وعلى أن لا تزنين !! فقالت هند وهل تزني الحرة ؟ فالتفت رسول الله إلى العباس وتبسم (13) .

 وكان المسلمون في عهد الرسول يسمعون أبا سفيان ومن هم على شاكلته بالطلقاء .

____________

(1) وقد أسرف عمر بن الخطاب ـ أثناء شركة ـ في تعذيبها وتعذيب زنيرة ، وتعذيب أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد بن نفيل بن عبد العزى ـ ابن عمه ـ وخباب بن الارت . وكان شديداً على الرسول كذلك .

 « خرج عمر يوما متوشحا بسيفه يريد رسول الله ... فلقيه نعيم بن عبد الله فقال أين تريد يا عمر ؟ فقال : أريد محمداً هذا الصابي الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها فاقتله . فقال له نعيم : والله لقد غرتك نفسك يا عمر . اترى بني عبد مناف غير تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت !! ... فجاء إلى رسول الله ... فقال حمزة : ائذن له . فإن جاء يريد خيراً بذلناه له ، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه » ابن هشام : « سيرة النبي محمد » 1 | 365 | 368 .

(2) التي نزلت في ذمها سورة من القرآن الكريم أنظر : سورة المسد : آية 4 .

(3) وقد بلغ وفاء أبي طالب حد الإعجاز في الدفاع عن الرسول وتحمل ثقل المقاطعة من الناحيتين المادية والمعنوية . فقد عز عليه أن يخذل ابن أخيه ، وهو سيد البطحاء ، كما عز عليه أن يعيش في الشعب منعزلا عمن حوله من الناس . ولكنه تحمل القطيعة في سبيل حماية الرسول وصيانة الدعوة الإسلامية . وله قصائد مشهورة في هذا الصدد ـ نذكر منها على سبيل المثال قوله له « ابن هشام ، سيرة النبي محمد 1 | 286 ـ 290 » .

ولمــا رأيت القـوم لا ود فيهــم * وقد قطعوا كل العرى والوسائــل

وقد صارحونــا بالعـداوة والأذى * وقد طاوعوا أمر العدو المزايــل

صبرت لهم نفسي بسمـراء سمحـة * وأبيض عضب من تراث المقـاول

واحضرت عند البيت رهطي وأخوتي * وأمسكــت من أثوابـه بالوسائل

كذبتــم وبيت الله نبــري محمـداً * ولمــا نطاعن دونــه ونناضل

ونسلمــه حتــى نصـرع حولـه * ونذهــل عن أبنائنــا والحلائل

(4) وكان يطلق على أبي سفيان ـ كما ذكرنا ـ « صاحب العير » ويمسى عتبة « صاحب النفير » وفيهما يضرب المثل فيقال للخامل لا في العير ولا في النفير . وسبب تلك التسمية أن أبا سفيان قدم بالعير المحملة بالبضائع من الشام إلى مكة ـ فحماها من المسلمين .

 أما عتبة فقد استنهض قريش لحرب النبي فوقعت بدر وكان هو أحد ضحاياها .

(5) الواقدي : مغازي رسول الله ص 90 ـ 93 .

(6)  خرج أبو سفيان بهند وزوجة أخرى وصفوان بن أمية بامرأتين وطلحة بامرأته والحارث بن هشام بأمرأته . وخرجت خناس بنت مالك مع ابنها والحارث بن سفيان بأمرأته وكنانة بأمرأته وسفيان بن عويف بأمرأته والنعمان وجابر إبنا مسك بأمهما .

(7) الواقدي : مغازي رسول الله ص 158 ـ 160 . ولابي سفيان ـ وحلفائه المشركين ـ مواقف أخرى كثيرة من هذا النوع البشع . من ذلك مثلاً : التحدث مع المشركين حول أبنتي النبي زينب وأم كلثوم ـ وكان النبي قد زوج أولاهما من أبي العاص ابن الربيع بن عبد العزي والثانية من عتبة بن أبي لهب وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي . فلما نزل عليه الوحي آمنت بناته به وبقي أزاوجهن . فمشى نفر من قريش « إلى أبي العاص بن الربيع فقالوا : فارق صاحبتك بنت محمد ونحن نزوجك أي أمرأة شئت من قريش . فقال لاها الله !! لا أفارق صاحبتي ... ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا له طلق بنت محمد ونحن ننكحك اي أمرأة شئت من قريش . فقال إن انتم زوجتموني ابنه أبان بن سعيد بن العاص فارقتها . فزوجوه ابنة سعيد بن العاص ففارقا » . راجع ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة 3 | 350 الطبعة الأولى بمصر .

(8) الواقدي : مغازي رسول الله ص 172 .

(9) وكان وحشي عبدا لابنة الحارث بن عامر بن نوفل . وقد قتل أبوها يوم بدر فقالت لوحشي إنك حر إن قتلت محمداً او حمزة أو عليا لانها لم تر في المسلمين كفوءا لأبيها غيرهم .

 ومن الانصاف للتاريخ أن نشير هناك إلى أن الحمزة لم يقتل نتيجة لشجاعة وحشي بل لظروف استثائية غير متوقعة . فقد كان صائماً ، وكمن له وحشي فقصده الحمزة فاعترض سبيله سباع ابن أم نمار فصرعه حمزة وأقبل إلى وحشي فزلت قدمه فضربه وحشي فأرداه قتيلاً . فأقبلت هند فرحة فخلعت حليها وقدمتها لوحشي .

 ثم بقرت بطن حمزة وأخرجت كبده فمضغتها وقطعت مذاكيره وأذنيه وجدعت أنفه . وكان ألم النبي على حمزة ممضا فوقف على جثته وقال : « ما وقفت موقفاً قط أغيظ إلى من هذا ... أنني لن أصاب بمثلك أبداً » الواقدي : « مغازي رسول الله » ص 221 | 222 .

(10) فقد لقي معبد ابا سفيان واتباعه بالروحاء يريدون الرجوع إلى أحد الاجهاز على النبي والمسلمين . فأخبرهم بأن النبي كان قد تهيأ برهط كثيف من اتباعه للخروج في تعقيب المشركين وأشار عليهم بضرورة تفادي ملاقاة المسلمين خشية من الهزيمة . فثناهم عن رأيهم القديم .

(11) ابن خلدون : « كتاب العبر » الخ .. 2 | 234 .

(12) سيرة النبي محمد 4 | 23 .

(13) ابن الطقطقي : « الفخري في الآداب السلطانية » ص 76 ـ 77 . لعل ابتسامة الرسول تشير إلى العهر الذي عرفت فيه هند واتهام العباس بن عبد المطلب بالاجتماع معها على زنى .

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).