أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-04-2015
3281
التاريخ: 7-5-2019
2986
التاريخ: 7-04-2015
3710
التاريخ: 19-3-2016
3419
|
وصف ابن طاووس ( ت 664 هـ ) وضع المدينة بعد مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) فقال : ان زين العابدين (عليه السلام) رحل إلى المدينة بأهله وعياله ونظر إلى منازل قومه ورجاله فوجد تلك المنازل تنوح بلسان أحوالها وتبوح بأعلال الدموع وإرسالها لفقد حماتها وتندب عليهم ندب الثواكل وتسأل عنهم أهل المناهل وتهيج أحزانه على مصارع قتلاه وتنادي لأجلهم وا ثكلاه وتقول يا قوم أعذروني على النياحة والوليل وساعدوني على المصاب الجليل فإن القوم الذين أندب لفراقهم وأحن إلى كرم أخلاقهم كانوا سمار ليلي ونهاري وأنوار ظلمي وأسحاري وأطناب شرفي وإفتخاري وأسباب قوتي وإنتصاري والخلف من شموسي وأقماري ؛ كم ليلة شردوا باكرامهم وحشتي وشيدوا بأنعامهم حرمتي وأسمعوني مناجات أسحارهم وأمتعوني بإبداع أسرارهم وكم يوم عمروا آمالي بمحافلهم وعروا طبعي بفضائلهم وأورقوا عودي بماء عهودهم وأذهبوا نحوسي بماء سعودهم ؛ وكم غرسوالي من المناقب وحرسوا محلي من النوائب وكم أصبحت بها أشرف على المنازل والقصور وأميس في ثوب الجذل والسرور وكم اعتاشوا في شعابي من أموات الدهور وكم إنتاشوا على أعتابي من رفات المحذور , فأقصدني فيهم منهم الحمام وحسدني عليهم حكم الأيام فأصبحوا غرباء بين الأعداء وغرضاً لسهام الاعتداء وأصبحت المكارم تقطع بقطع أناملهم والمناقب تشكو لفقد شمائلهم والمحاسن تزول بزوال أعضائهم والأحكام تنوح لوحشة أرجائهم , فيا لله من ورع أريق دمه في تلك الحروب وكمال نكس علمه بتلك الخطوب ولئن عدمت مساعدة أهل العقول وخذلني عند المصائب جهل العقول فإن لي مسعداً من السنن الدارسة والأعلام الطامسة فإنها تندب كندبي وتجد مثل وجدي وكربي.
فلو سمعتم كيف ينوح عليهم لسان حال الصوات ويحن إليهم إنسان الخلوات وتشتاقهم طوية المكارم وترتاح إليهم أندية الأكارم وتبكيهم محاريب المساجد وتناديهم مآريب الفوائد لشجاكم سماع تلك الواعية النازلة وعرفتم تقصيركم في هذه المصيبة الشاملة بل لو رأيتم وحدتي وانكساري وخلو مجالسي وآثاري لرأيتم ما يوجع قلب الصبور ويهيج أحزان الصدور لقد شمت بي من كان يحسدني من الديار وظفرت بي أكف الأخطار فيا شوقاه إلى منزل سكنوه ومنهل أقاموا عنده واستوطنوه ليتني كنت إنساناً أفديهم حز السيوف وأدفع عنهم حر الحتوف وأشفي غيظي من السنان وأرد عنهم سهام العدوان ...
ولقد أحسن ابن قتيبة وقد بكى على المنازل المشار إليها فقال (1) :
مررت على أبيات آل محمد فلم أر أمثالها يوم حلت
لا يبعد الله الديار وأهلها وإن أصبحت منهم بزعمي تخلت
ألا إن قتلى الطف من آل هاشم أذلت رقاب المسلمين فذلت
وكانوا غياثاً ثم أضحوا رزية لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
ألأم تر أن الشمس أضحت مريضة لفقد حسين والبلاد إقشعرت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اللهوف ص 118 ـ 121 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|