أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-17
1252
التاريخ: 1-12-2020
2424
التاريخ: 9-10-2014
1510
التاريخ: 9-10-2014
3815
|
قال تعالى : { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات : 102] .
إختلف المفسّرون بشأن الولد الذي اُمر إبراهيم بذبحه ، هل كان (إسماعيل أم إسحاق) الذي لقّب بذبيح الله ؟ إذ أنّ هناك نقاشاً بين المفسّرين ، فمجموعة تقول : إنّ (إسحاق) هو (ذبيح الله) فيما تعتبر مجموعة اُخرى (إسماعيل) هو الذبيح ، التّفسير الأوّل أكّد عليه الكثير من مفسّري أهل السنّة ، فيما أكّد مفسّرو الشيعة على أنّ إسماعيل هو الذبيح.
وظاهر آيات القرآن الكريم المختلفة تؤكّد على أنّ إسماعيل هو ذبيح الله ، وذلك للأسباب التالية :
أوّلا : في إحدى آيات القرآن الكريم نقرأ {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات : 112] هذه العبارة توضح بصورة جيّدة ، أنّ الله سبحانه وتعالى بشّر إبراهيم بولادة إسحاق بعد قضيّة الذبح ، نتيجة تضحياته ، ولهذا فإنّ قضيّة الذبح لا تخصّه أبداً ، إضافةً إلى أنّ الباري عزّوجلّ عندما يبشّر أحداً بالنبوّة ، فذلك يعني بقاء ذلك الشخص حيّاً ، وهذا لا يتناسب مع قضيّة الذبح التي خصّت غلاماً.
ثانياً : نقرأ في الآية 71 من سورة هود ، قوله تعالى : {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود : 71] هذه الآية توضّح أنّ إبراهيم كان مطمئناً على بقاء ولده إسحاق ، وأنّ الله سيرزق إسحاق ولداً إسمه يعقوب ، وهذا يعني أنّ الذبح لا يشمله أبداً. فالذين اعتبروا إسحاق هو الذبيح ، يبدو أنّهم لم يأخذوا بنظر الإعتبار حقيقة هذه الآيات.
ونقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث موثوق ، جاء فيه : «أنا ابن الذبيحين» والمقصود من الذبيحين ، الأوّل هو والده (عبدالله) الذي كان أبوه عبدالمطلّب قد نذر بذبحه تقرّباً إلى الله تعالى والذي (فداه) بأمر من الله بـ (100) بعير ، وقصّته معروفة ، والثاني هو (إسماعيل) لأنّ من الاُمور الثابتة كون نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من أبناء إسماعيل وليس من أبناء إسحاق (1)
وورد في الدعاء الذي رواه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، (يا من فدا إسماعيل من الذبح) (2)
وجاء في روايات اُخرى عن الإمامين المعصومين الباقر والصادق (عليهما السلام) ، أنّهما أجابا على أسئلة تستفسر عن الذبيح ، فأجابا أنّه إسماعيل.
وجاء في حديث نقل عن الإمام الرضا (عليه السلام) «لو علم الله عزّوجلّ شيئاً أكرم من الضأن لفدى به إسماعيل» (3)
خلاصة الأمر ، هو أنّ الروايات والأحاديث التي وردت بهذا الشأن كثيرة ، وإذا أردنا إستعراضها جميعاً ، فإنّ البحث يتّسع كثيراً (4).
وفي مقابل هذه الروايات الكثيرة المتناسبة مع ظاهر الآيات القرآنية ، هناك روايات شاذّة تدلّ على أنّ إسحاق هو المقصود (بذبيح الله) ولا تتطابق مع روايات المجموعة الاُولى ولا مع ظاهر الآيات القرآنية.
وبغضّ النظر عمّا قيل ، فهناك قضيّة مسلّم بها ، وهي أنّ الطفل الذي جاء به إبراهيم مع اُمّه إلى مكّة المكرّمة بأمر من الله ثمّ تركهما هناك ، وساعده من بعد في بناء الكعبة المشرفة ، وأدّى مراسم الطواف والسعي هو إسماعيل ، وهذا يدلّ على أنّ الذبيح هو إسماعيل ، لأنّ عملية الذبح تكمل الأعمال المذكورة أعلاه.
ممّا يذكر أنّ كتاب (التوراة) الحالي والمعروف بالعهد القديم يؤكّد على أنّ الذبيح كان إسحاق. هنا يستشف أنّ بعض الروايات الإسلامية غير المعروفة والتي تؤكّد على أنّ إسحاق هو (ذبيح الله) متأثّرة ببعض الروايات الإسرائيلية ، ويحتمل أنّ اليهود وضعوها ، وذلك لأنّهم من ذريّة (إسحاق) ، وقد حاولوا نسب هذا الفخر لهم ، حتّى ولو كان عن طريق تزييف الوقائع والحقائق ، وسلبه من المسلمين الذين كان نبيّهم نبي الرحمة أحد أحفاد إسماعيل.
على أيّة حال ، فإنّ ظواهر آيات القرآن الكريم هي أقوى دليل لنا ، إذ توضّح بصورة كافية ، أنّ الذبيح هو إسماعيل ، رغم أنّه لا فرق بالنسبة لنا إن كان الذبيح إسماعيل أو إسحاق ، فالإثنان هما أبناء إبراهيم (عليه السلام) ، وكلاهما من أنبياء الله العظام ، ولكن الهدف هو توضيح هذه الحادثة التاريخية.
______________________
1. تفسير مجمع البيان ، ذيل الاية مورد البحث .
2. تفسير نور الثقلين ، ج4 ، ص421.
3. المصدر السابق . ص422.
4. لمزيد الاطلاع راجع تفسير البرهان ، ج4 ، ص28 ، وتفسير نور الثقلين ، ج4 ، ص420.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|