المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الانتحار  
  
2461   09:08 صباحاً   التاريخ: 26-10-2017
المؤلف : د. اكرم احمد ادريس
الكتاب أو المصدر : الاكتئاب؛ قصة الصراع بين اليأس والأمل
الجزء والصفحة : ص75ـ78
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2022 1985
التاريخ: 2023-08-20 1149
التاريخ: 2023-02-15 1026
التاريخ: 13-8-2022 1276

هـ. ص. فتاة في العشرين من العمر طالبة في احد المعاهد، تعرفت الى شاب ثري يكبرها بعشر سنوات، واصبحت بينهما علاقة غرامية قوية ادت في النهاية الى الزواج بالرغم من معارضة الأهل الشديدة، بل هددها اهلها؛ ان تزوجت فلانا فلن تعود الى المنزل بعدها ابداً. سارت الأمور بين العروسين عدة شهور على ما يرام وانقطعت الفتاة عن الدراسة نزولا عند رغبة الزوج الثري، ولكنها اكتشفت بعد سنتين ان زوجها قد تزوج سراً باخرى، واشترى لها منزلاً خاص. ولم يعد يهتم بها وبابنتها الصغيرة، واصبح لا يزور المنزل الا نادرا ولا يعطيها من المال ما يسد الرمق.. بعد فترة اصيبت هـ. ص بنوبة اكتئاب شديدة وحادة حقرت نفسها، وانها لا تصلح لشيء، وانها اضاعت دراستها ومستقبلها هباءً منثوراً، بكت كثيرا، بل لم تعد تنقطع عن البكاء، فقدت ثقتها باهلها وزوجها، بل وبالمستقبل ايضاً، ووقعت بين مطرقة الزوج واستهتاره وسندان الاكتئاب ومقاطعة الأهل، ورغم ان اهلها علموا بحالها فلم ينجدوها، بل اعتبروا ذلك عقابا إلهياً لغضبهم عليها، ورغم ان زوجها عاد اليها، واصبح ياخذها من طبيب الى طبيب، وراح يصرف عليها المال اكثر من السابق، فان يأسها وتشاؤمها تطور بشكل مريع حين اخذت تفكر في الانتحار، اخيرا اخبرت اهلها بعزمها على الانتحار ان لم ينجدوها، فلم يفعلوا، بل ظنوا انها تضغط عليهم لتحسين العلاقة معها، والواقع فان المكتئبين اليائسين عندما يتكلمون عن الانتحار امام احد فانهم يلطبون العون بشكل غير مباشر، ولكن هناك طفلتها التي لم تبلغ عشرة شهور، فماذا تفعل؟ هي مندفعة بقوة الى الانتحار وتحب ابنتها الصغيرة كثيراً، لمن تتركها للاب!!! للخالة... لمن؟!. وسط هذا الارتباك وقعت الفاجعة، عندما عاد الزوج الى المنزل مساءً ووجد زوجته وابنته قد توفيتاً، نعم خوفها على ابنتها من عيشة مذلة وخائبة كما اصابها هي وحبها لها دفعها الى خنقها، بعدها اخذت علبة دواء شديد التهدئة وابتلعت ثلاثين حبة دفعة واحدة وماتت بصمت.

انها حالة تقرح القلوب، وتؤلم النفوس، وان الاهل لو سارعوا الى نجدتها حين بلغهم جرس الانذار لكان الوضع مختلفاً، لكن ماذا يفيد الاسف، ولكن عليكم ان تتخيلوا ماذا سيشعر به الاهل والزوج بقية حياتهم من ندم.

وقصة تلك الام الألمانية التي تناقلتها وسائل الاعلام منذ عدة سنوات التي ادى بها يأسها الى ان قتلت اولادها الثلاثة ثم انتحرت، والاف والاف من القصص.

فالانتحار ليس من السهولة التكلم عليه، ويجب على الأهل، والطبيب المحيطين بمريض الاكتئاب ألا يغفلوا عن هذا الاحتمال لما يشكله من فقد لحياة المريض وخسارة للأهل وعذاب نفسي للمحيطين به. والانتحار يحدث بمعدل 2-3 بالألف من سكان العالم كل سنة ( أي ما يعادل 6-7 ملايين شخص سنوياً)...

اما الذين يحاولون الانتحار ويفشلون فهم حوالي 30-50 مليون شخص (أي أكبر من عدد سكان أكبر مدينة في العالم).. وهو السبب العاشر للموت في الولايات المتحدة الامريكية حيث هناك 50-70 ألف شخص منتحر سنوياً.. وعلى الرغم من ان محاولات الانتحار تنتشر بين النساء أكثر من الرجل بمرتين فإن الرجل ينجحون في الانتحار ايضاً أكثر بمرتين من النساء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.