أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-17
188
التاريخ: 28-12-2019
2620
التاريخ: 29-3-2022
1601
التاريخ: 18-9-2019
1932
|
كلنا نعلم بأن للإنسان، دون سائر المخلوقات الحية، وضعاً استثنائياً خاصاً؛ لأن وجوده مركب من قوى متناقضة .
فمن ناحية نجد أن سلسلة الأهواء النفسية الجامحة والغرائز والميول الحيوانية تدعوه إلى الأخلاق الذميمة والتعدي على حقوق الآخرين، والعبث وإطاعة الشهوات والخيانة والكذب.
ومن ناحية أخرى نجد أن قوى العقل والإدراك والعواطف الإنسانية والضمير تدعوه إلى الأخلاق الفاضلة والإيثار والحب والأخلاق والتقوى وغيرها.
والتنازع بين هذه القوى موجود في جميع الشر، والتغلب النسبي لأحدها يؤذي إلى اختلاف مستويات الناس من حيث القيم الإنسانية بصورة تامة، ومن ثم إلى ازدياد المسافة بين أعلى وأسفل نقطة في المنحنى الصعودي والنزولي للإنسان، فأحياناً يصل إلى مرتبة أعلى من الملائكة المقربين، وأحيانا أخرى إلى مرتبة أدنى من أخطر الحيوانات المفترسة.
وهذه الحقيقة مستنبطة من أحاديث عديدة منها ما جاء عن أمير المؤمنين علي عليه السلام إذ قال: «إن الله خص الملك بالعقل دون الشهوة والغضب، وخص الحيوانات بهما دونه، وشرف الإنسان بإعطاء الجميع، فإن انقادت شهوته وغضبه لعقله صار أفضل من الملائكة؛ لوصوله إلى هذه الرتبة مع وجود المنازع، والملائكة ليس لهم منازع» (جامع السعادات، ج ١ ص ٣٤).
ولكن ينبغي الانتباه هنا إلى أن الغرائز والميول والشهوات في حالتها الطبيعية المتوازنة ليست خالية من الضرر فقط، بل هي ضرورات حياتية للإنسان.
وبعبارة أخرى كما أن جسم الإنسان لم يخلق فيه عضو عديم الفائدة أو بلا وظيفة، فإن كل الدوافع الذاتية والغرائز والميول لها أثر حيوي في روح الإنسان وقلبه، ولا تكون ضارة أو مهلكة إلا في حالات الانحراف عن الوضع الطبيعي واختلال التوازن.
فمثلاً من ذا الذي يستطيع إنكار أثر الغضب في حياة الإنسان؟
فعندما تتعرض حقوق أحد الأفراد للسلب والاعتداء ولم تُجنّد جميع قواه المخزونة في وجوده تحت شعاع القوة الغضبية، كيف يستطيع الدفاع عن حقه وهو في حالة الهدوء التي لم يستخدم فيها حتى عُشرُ قواه المخزونة، ولم يدخلها في ساحة الصراع؟
لكن لو انحرفت هذه القوة الغضبية عن محورها الأصلي، ولم تكن سلاحاً رادعاً في يد العقل، لصار الإنسان حيوانا شرساً مطلق العنان.
وكذلك رغبة الإنسان المتوازنة بالثروة والجاه وما شاكل ذلك وأثرها الواضح في تمكينه من سلوك طرق الكمالات، كما لا يخفى على أحد الأثر السلبي لحب المال والجاه، أي الإفراط في هذه الميول .
لذا فكما أن اختلال التوازن الجسماني يصحبه أعراض مؤلمة يطلق عليها (المرض) كذلك اختلال توازن القوى الروحية والغرائز والميول يعتبر نوعاً من الأمراض الروحية سماها علماء الأخلاق بـ الأمراض القلبية.
وهذا التعبير مأخوذ في الحقيقة من القرآن الكريم حيث كنى عن نفاق المنافق بالمرض : {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: 10] .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|