أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2017
2592
التاريخ: 12-10-2017
2694
التاريخ: 9-10-2017
2614
التاريخ: 12-10-2017
2404
|
درس الإمام الحسن (عليه السّلام) الموقف من جميع جوانبه ووجوهه ، ورأى أنّه بين محذورين ؛ وهما :
الأول : أن يناجز معاوية ويفتح معه باب الحرب ، وهذا ما يطلبه ويبغيه لإنقاذ العالم الإسلامي من هذا العدو الظالم الذي يكيد له في الليل إذا يغشى ، وفي النهار إذا تجلّى ؛ فحربه أمر لازم وضروري ، ولكن ذلك لا سبيل له ، ولا تساعده الحكمة وعمق النظر ؛ وذلك لما يلي :
1 ـ إنّه ليس عند الإمام (عليه السّلام) قوّة عسكرية يستطيع أن يخوض بها الحرب ؛ فإنّ الأكثرية الساحقة من جيشه قد استجابت لمعاوية ، وآثرت السلم والعافية .
2 ـ إنّ معاوية قد أرشى معظم قادة الفرق في جيش الإمام (عليه السّلام) ، فصاروا طوع إرادته ، وضمنوا إنجاز ما يريد من اغتيال الإمام (عليه السّلام) أو تسليمه له أسيراً .
3 ـ إنّ من المؤكد أنّ معاوية هو الذي ينجح في الحرب ـ حسب الفنون العسكريّة ـ فإذا استشهد الإمام (عليه السّلام) فإنّه لا يستشهد وحده ، وإنّما يستشهد معه جميع أفراد اُسرته وخلّص شيعته ، ولا تستفيد القضية الإسلاميّة من تضحيتهم شيئاً ؛ فإنّ دهاء معاوية وما يتمتّع به من وسائل المكر والخداع يجعل تبعة ذلك على الإمام (عليه السّلام) ، وبذلك يخسر العالم الإسلامي أهم رصيد روحي وفكري .
4 ـ إنّ الإمام إذا لم يستشهد واُخذ أسيراً لمعاوية ، فإنّ من المحقّق أنّه يمنّ عليه ويوصمه مع بقية أهل البيت (عليهم السّلام) بالطلقاء ، ويسجّل له بذلك يداً على العلويِّين ، ويمحو عنه وعن الاُمويِّين وصمة الطلقاء التي أسداها عليهم النبي (صلّى الله عليه وآله) حينما فتح مكة .
الثاني : أن يصالح معاوية على ما في الصلح من قذى العين وشجى الحلق ، وهذا هو المتعيّن في عرف السياسة وقوانين الحكمة ، وله مرجّحاته الواقعية والظاهرية التي أشرنا إليها .
وكان من أعظم فوائد الصلح ومن أهم ثمراته إبراز الواقع الاُموي الذي خفي على المسلمين ؛ فقد تظاهر الاُمويِّين بالإسلام ، وأشاعوا أنّهم حماة الدين ، وأقرب الناس إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) وأمسّهم رحماً به ، وبعد الصلح انكشف زيفهم ، وظهر واقعهم الجاهلي ؛ فقد تفجّرت سياسة معاوية بكلّ ما خالف كتاب الله وسنّة نبيّه ؛ فقد أعلن بعد الصلح مباشرة أمام الحشود فخاطب أهل العراق قائلاً : إنّي ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتزكّوا ولا لتحجّوا وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم وقد أعطاني الله ذلك ، وإنّي قد أعطيت الحسن بن عليّ شروطاً لا أفي بواحد منها وها هي تحت قدمي .
ولو لم يكن للصلح من فائدة إلاّ إبراز حقيقة معاوية وتجريده من كلّ إطار ديني لكفى ؛ فقد أبرز معاوية واقعه بهذا الخطاب ، فهو لم يُقاتل أهل العراق من أجل الطلب بدم عثمان ، ولا من أجل ظاهرة إسلاميّة ، وإنّما قاتلهم من أجل الإمرة والسلطان ، ولو كان يملك ذرّة من الشرف والكرامة لما فاه بذلك ، ولما أعلن نقضه للعهود والمواثيق التي أعطاها للإمام الحسن (عليه السّلام) .
وعلى أيّ حال ، فإنّا قد بسطنا القول بصورة موضوعية وشاملة في بيان ضرورة الصلح ، وإنّه هو المتعيّن على الإمام (عليه السّلام) شرعاً وسياسة في كتابنا ( حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ) ، كما استوفينا البحث من الشروط التي شرطها الإمام (عليه السّلام) على معاوية والتي لم يفِ بشيء منها ، فمَنْ أراد الإلمام بهذه البحوث عليه بمراجعة هذا الكتاب .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|