أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2017
2489
التاريخ: 2-10-2017
2486
التاريخ: 5-12-2017
2696
التاريخ: 9-10-2017
2652
|
لم تكن مكيدة رفع المصاحف وليدة الساعة ، ولم تأت عفواً ، وإنّما كانت نتيجة مؤامرة سرّية بين عمرو بن العاص وبعض قادة الجيش العراقي ، وعلى رأسهم الخائن العميل الأشعث بن قيس .
لقد رفع أهل الشام المصاحف على أطراف الرماح وهم يدعون الجيش العراقي إلى تحكيم كتاب الله ، فاندفعت كتائب من عسكر الإمام (عليه السّلام) وهم يهتفون : لقد أعطى معاوية الحقّ ؛ دعاك إلى كتاب الله فاقبل منه .
لقد استجاب لهذه الدعوة الكاذبة السذّج ، والسائمون من الحرب ، والطامعون في الحكم ، وعملاء الحكم الاُموي ، وجعل الأشعث بن قيس يشتدّ كالكلب رافعاً صوته ليُسمع الجيش : ما أرى الناس إلاّ قد رضوا ، وسرّهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم إليه من حكم القرآن ، فإن شئت أتيت معاوية فسألته ما يريد .
وأخذ الأشعث يلحّ على الإمام (عليه السّلام) وهو يمتنع من إجابته وكثرة إلحاحه ، وقد استجابت له فرق من الجيش فلم يجد الإمام بُدّاً من إجابته ، فمضى مسرعاً نحو معاوية فقال له : لأي شيء رفعتم هذه المصاحف ؟
والأشعث يعلم لِمَ رفعوا المصاحف ولاذوا بها ، فأجابه معاوية : لنرجع نحن وأنتم إلى أمر الله عزّ وجلّ في كتابه ؛ تبعثون منكم رجلاً ترضون به ونبعث منّا رجلاً ، ثمّ نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه ، ثم نتّبع ما اتّفقنا عليه .
وهل ابن هند يؤمن بكتاب الله ويتّبع ما حكم به ؟! أوَليس خروجه على السلطة الشرعيّة مجافية لتعاليم القرآن ؟!
وعلى أيّ حال ، فقد انبرى الخائن الأشعث يصدّق مقالة معاوية قائلاً : هذا هو الحقّ .
وانبرى الإمام (عليه السّلام) فزيّف دعوة التحكيم ، وعرّف الجماهير أنّها خدعة ومكيدة ، وأنّ معاوية وحزبه لا يؤمنون بالقرآن ، وأنّهم على ضلالهم القديم .
وأصرّ جيش الإمام على الاستجابة لدعوة معاوية ، وهدّدوه بالقتل إن رفض ما أرادوه ؛ فاستجاب (عليه السّلام) مرغماً مكرهاً على ذلك ، وقد أشرفت بعض قطعات جيشه بقيادة الزعيم الكبير مالك الأشتر على الفتح ، ولم يبقَ بينها وبين القبض على معاوية إلاّ مقدار حلبة شاة ، فطلب منه الإمام (عليه السّلام) في تلك الساعة الحرجة أن يسحب الجيش ويوقف القتال ، فلم يستجب أوّلاً إلى ذلك ، فأمره الإمام (عليه السّلام) ثانياً بالانسحاب ؛ لأنّ جيشه قد أحاط به وأعلنوا العصيان وهدّدوه بالقتل ، فاستجاب الأشتر وانسحب عن ميدان القتال .
وعلى أيّ حال ، فقد أوقف القتال ، وكان ذلك فوزاً ساحقاً لمعاوية ؛ فقد سلم من الخطر المحدق به ، ومُني جيش الإمام بالتمرّد والعصيان ، وشاعت في جميع قطعاته التفرقة والخلاف .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|