أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-12-2017
5359
التاريخ: 16-10-2017
2356
التاريخ: 5-12-2017
2696
التاريخ: 10-10-2017
2473
|
ثارت القوى المنحرفة عن الحقّ والمعادية للإصلاح الاجتماعي على حكومة الإمام رائد الحقّ والعدالة في دنيا الإسلام ، وقد أرادوا منه أن يعدل عن منهجه ، ويسير وفق مخطّطاتهم الهادفة إلى ضمان مصالحهم ، ومنحهم الامتيازات الخاصة فأبى (عليه السّلام) إلاّ أن يسير بسيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ويطبّق قانون الإسلام وتعاليم القرآن ... .
وبايع طلحة والزّبير الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وانعقدت بيعته في أعناقهما ، ولكنّ الأطماع السياسيّة والشورى العمرية التي نفخت فيهما روح الطموح ، وساوت بينهما وبين بطل الإسلام وأخي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) هي التي دفعتهما إلى إعلان التمرّد ، وقد خفّا إلى الإمام (عليه السّلام) وقد أترعت نفوسهما بالأطماع والكيد للإسلام ، فقالا للإمام : هل تدري على ما بايعناك يا أمير المؤمنين ؟
فأسرع الإمام قائلاً : نعم ، على السمع والطاعة ، وعلى ما بايعتم عليه أبا بكر وعمر وعثمان .
فرفضا ذلك ، وقالا : لا ، ولكن بايعناك على أنّا شريكاك في الأمر .
فرمقهما الإمام بطرفه ، وأوضح لهما ما ينبغي أن يكونا شريكين له قائلاً : لا ، ولكنّكما شريكان في القول والاستقامة ، والعون على العجز والأولاد .
لقد أعربا عن أطماعهما وأنّ بيعتهما للإمام لم تكن من أجل صالح المسلمين وجمع كلمتهم ، وقاما مغضبين ، فقال الزّبير في ملأ من قريش : هذا جزاؤنا من عليّ ، قمنا له في أمر عثمان حتّى أثبتنا عليه الذنب ، وسبّبنا له القتل وهو جالس في بيته ، وكُفي الأمر ، فلمّا نال بنا ما أراد جعل دوننا غيرنا .
وقال طلحة : ما اللوم إلاّ أنّا كنّا ثلاثة من أهل الشورى كرهه أحدنا وبايعناه ، وأعطيناه ما في أيدينا ومنعنا ما في يده ، فأصبحنا قد أخطأنا ما رجونا .
والشيء المؤكّد أنّهما لم يعرفا عليّاً ، ولم يعيا أهدافه في عالم الحكم ، ولو عرفاه ما نازعاه ، أو أنّهما عرفاه وحالت أطماعهما وجشعهما على منازعته ، وانتهى حديثهما إلى الإمام (عليه السّلام) ، فاستدعى مستشاره عبد الله بن عباس فقال له : بلغك قول الرجلين ؟ .
ـ نعم ، أرى أنّهما أحبّا الولاية فولّ البصرة الزّبير ، وولّ طلحة الكوفة .
ولم يرتضِ الإمام رأي ابن عباس ، فقال مفنّداً لرأيه : ويحك ! إنّ العراقين ـ البصرة والكوفة ـ بهما الرجال والأموال ، ومتى تملّكا رقاب الناس يستميلا السفيه بالطمع ، ويضربا الضعيف بالبلاء ، ويقويا على القوي بالسلطان . ولو كنت مستعملاً أحداً لضرّه ونفعه لاستعملت معاوية على الشام ، ولولا ما ظهر لي من حرصهما على الولاية لكان لي فيهما رأي .
لقد كان الإمام (عليه السّلام) عالماً بأطماعهما وما انطوت عليه نفوسهما من التهالك على الإمرة والسلطان ، ولو كان يعلم نزاهتهما واستقامتهما لولاّهما البصرة والكوفة .
ولمّا علم طلحة والزّبير أنّ الإمام لا يولّيهما على قطر من أقطار المسلمين خفّا إليه طالبين منه الإذن بالخروج قائلين : ائذن لنا يا أمير المؤمنين .
ـ إلى أين ؟ .
ـ نريد العمرة .
فرمقهما الإمام بطرفه ، وعرّفهما ما يريدان قائلاً لهما : والله ما العمرة تريدان ، بل الغدرة ونكث البيعة .
فأقسما له بالأيمان المغلّظة أنّهما لا يخلعان بيعته ، وأنّهما يريدان أن يعتمرا بالبيت الحرام ، وطلب منهما الإمام أن يُعيدا له البيعة ثانياً ففعلا دون تردد ، ومضيا منهزمين إلى مكة يثيرا الفتنة ، ويلحقا بعائشة ليتّخذوها واجهة لتمرّدهما على الحقّ وشقّ كلمة المسلمين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|