أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2017
2172
التاريخ: 5-12-2017
2489
التاريخ: 4-12-2017
2151
التاريخ: 1-12-2017
2364
|
برزت الفتية من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) وهي تذرف الدموع على وحدة سيّدهم أبي الأحرار ، وكان من بينهم القاسم بن الحسن ، وكان كالقمر في بهائه وجماله ، وقد ربّاه عمّه وغذّاه بمواهبه وآدابه ، وأفرغ عليه أشعة من روحه حتّى صار صورة عنه ، وكان أحبّ إليه من أبناء إخوته وأعمامه .
وكان القاسم يتطلّع إلى محنة عمّه ، وينظر إلى جيوش الكفر قد أحاطت به وقد ذابت نفسه أسىً وحسرات ، وجعل يردد : لا يُقتل عمّي وأنا أنظر إليه .
واندفع بلهفة نحو عمّه يطلب منه الإذن ليكون فداءً له ، فاعتنقه عمّه وعيناه تفيضان دموعاً ، وجعل القاسم يُقبّل يديه طالباً منه الإذن ، فسمح له بعد إلحاحه وترجّيه ، وبرز القاسم إلى حومة الحرب وهو بشوق عارم إلى الشهادة ، ولم يضف على جسده لامة الحرب ، وإنّما صحب معه سيفه .
والتحم مع اُولئك القرود ، فجعل يحصد رؤوسهم بسيفه ، وبينما هو يُقاتل إذ انقطع شسع نعله ، فأنف سليل النبوّة أن تكون أحد رجليه بلا نعل ، فوقف يشدّه متحدّياً الوحوش الكاسرة التي لا تساوي نعله ، واغتنم هذه الفرصة الوغد الخبيث عمرو بن سعد الأزدي ، فقال : والله لأشدنَّ عليه .
فأنكر عليه حميد بن مسلم وقال له : سبحان الله ! وما تريد بذلك ؟! يكفيك هؤلاء القوم الذين ما يبقون على أحد منهم . فلم يعن به ، وشدّ الخبيث عليه فعلاه بالسيف على رأسه الشريف ، فهوى الفتى إلى الأرض صريعاً كما تهوي النجوم ، ونادى رافعاً صوته : يا عمّاه !
وذاب قلب الإمام (عليه السّلام) وأسرع إليه ، فعمد إلى القاتل الأثيم فضربه بالسيف فاتّقاها بساعده فقطعها من المرفق وطرحه أرضاً ، فحملت خيل أهل الكوفة لاستنقاذه ، إلاّ أنّه هلك تحت حوافرها .
وانعطف الإمام نحو ابن أخيه فجعل يقبّله والفتى يفحص بيديه ورجليه ، وهو يعاني آلام الاحتضار ، فخاطبه الإمام (عليه السّلام) : بُعداً لقوم قتلوك ، ومَنْ خصمهم يوم القيامة فيك جدّك ! عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا ينفعك صوته . والله هذا يوم كثر واتره ، وقلّ ناصره .
وحمله الإمام والفتى يفحص برجليه كالطير المذبوح ، وجاء به فألقاه بجوار ولده عليّ الأكبر وسائر الشهداء من أهل البيت (عليهم السّلام) ، وأخذ يطيل النظر إليهم ، وجعل يدعو على السفكة المجرمين قائلاً : اللّهمّ أحصهم عدداً ، ولا تغادر منهم أحداً ، ولا تغفر لهم أبداً . صبراً يا بني عمومتي ، صبراً يا أهل بيتي ، لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً .
وكلّ هذه المناظر المفجعة التي تميد بالصبر وتعصف كانت بمرأى من عقيلة بني هاشم (عليها السّلام) ، فكانت تستقبل في كلّ لحظة فتى من الاُسرة النبويّة وهو مضرّج بدمائه ، لها الله ولأخيها على هذه الرزايا التي تميد من هولها الجبال .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|