أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2017
1189
التاريخ: 26-8-2017
919
التاريخ: 17-9-2017
1251
التاريخ: 17-9-2017
1680
|
وزارة أحمد بن أبي خالد الأحول:
هو من الموالي. كان أحمد جليل القدر من عقلاء الرجال. وكان كاتباً شديداً فصيحاً لبيباً بصيراً بالأمور. قال له المأمون: إن الحسن بن سهل قد لزم منزله، وإني أريد أن أستوزرك. فتنصل أحمد من الوزارة وقال: يا أمير المؤمنين اعفني من التسمي بالوزارة وطالبني بالواجب فيها، واجعل بيني وبين العامة منزلة يرجوني لها صديقي ويخافني لها عدوي، فما بعد الغايات إلا الآفات. فاستحسن المأمون جوابه وقال: لا - بد من ذلك، واستوزره.
كان المأمون لما ولي طاهر بن الحسين خراسان استشار فيه أحمد بن أبي خالد، فصوب أحمد الرأي في تولية طاهر. فقال المأمون لأحمد: إني أخاف أن يغدر ويخلع ويفارق الطاعة. فقال أحمد: الدرك في ذلك علي.
فولاه المأمون، فلما كان بعد مدة أنكر المأمون عليه أموراً، وكتب إليه كتاباً يتهدده فيه، فكتب طاهر جواباً أغلظ فيه للمأمون، ثم قطع اسمه من الخطبة ثلاث جمع. فبلغ ذلك المأمون، فقال لأحمد بن أبي خالد: أنت الذي أشار بتولية طاهر وضمنت ما يصدر منه، وقد ترى ما صدر منه من قطع الخطبة ومفارقة الطاعة، فو الله لئن لم تتلطف لهذا الأمر وتصلحه كما أفسدته وإلا ضربت عنقك. فقال أحمد: يا أمير المؤمنين طب نفساً، فبعد أيام يأتيك البريد بهلاكه. ثم إن أحمد بن خالد أهدى لطاهر هدايا فيها كواميخ مسمومة، وكان طاهر يحب الكامخ، فأكل منها فمات من ساعته.
وقيل: إن أحمد بن خالد لما تولى طاهر خراسان حسب هذا الحساب فوهبه خادماً وناوله سماً، وقال له: متى قطع خطبة المأمون فاجعل له هذا السم في بعض ما يحب من المآكل. فلما قطع طاهر خطبة المأمون جعل الخادم له السم في كامخ فأكل منه فمات في ساعته.
ووصل الخبر على البريد بموته إلى المأمون بعد أيام فكان ذلك مما عظم به أمر أحمد بن أبي خالد. ومات أحمد حتف أنفه سنة عشر ومائتين .
وزارة أحمد بن يوسف بن القاسم: كان من الموالي:
وكان كاتباً فاضلاً أديباً شاعراً فطناً بصيراً بأدوات الملك وآداب السلاطين.
قالوا: لما مات أحمد بن أبي خالد استشار المأمون الحسن بن سهل فيمن يوليه الوزارة، فأشار عليه بأحمد بن يوسف وأبي عباد بن يحيى، وقال: هما أعرف الناس بطبع أمير المؤمنين. فقال له: اختر لي أحدهما. فاختار له أحمد بن يوسف ففوض المأمون إليه وزارته. استشار المأمون أحمد بن يوسف في رجل فوصفه أحمد بن يوسف وذكر محاسنه، فقال له المأمون: يا أحمد لقد مدحته على سوء رأيك فيه ومعاداته لك، فقال أحمد: لأني لك كما قال الشاعر:
كفى ثمناً بما أسديت أني *** صدقتك في الصديق وفي عدائي
وأنـي حين تندبنــي لأمرٍ *** يكــون هواك أغلب مــن هوائي
وله أشعار حسنة، فمنها:
قلبــي يحبك يا منى *** قلبي، ويبغض مــن يحبك
لأكون فرداً في هوا *** ك، فليت شعري كيف قلبك
وأهدى يوم نوروز إلى المأمون هدية قيمتها ألف ألف درهم وكتب معها:
على العبد حق فهو لابد فاعله *** وإن عظم المولى وجلت فواضله
ألــم ترنا نهــــدي إلى الله ماله *** وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله
فقال المأمون: عاقل أهدى حسناً.
وكان سبب موته أنه دخل يوماً إلى المأمون والمأمون يتبخر، فأخرج المأمون المجمرة من تحته وقال: اجعلوها تحت أحمد تكرمة له. فنقل أعداؤه إلى المأمون أنه قال: ما هذا البخل بالبخور! هلا أمر ببخور مستأنف؟ فاغتاظ المأمون لذلك وقال: ينسبني إلى البخل وقد علم أن نفقتي في كل يوم ستة آلاف دينار! وإنما أردت إكرامه بما كان تحت ثيابي. ثم دخل عليه وهو يتبخر مرة أخرى فقال المأمون: اجعلوا تحته في مجمرة قطع عنبر وضموا عليه شيئاً يمنع البخار أن يخرج. ففعلوا ذلك به. فصبر عليه حتى غلبه الأمر فصاح: الموت الموت! فكشفوا عنه وقد غشي عليه، فانصرف إلى منزله فمكث فيه شهوراً عليلاً من ضيق النفس حتى مات بهذه العلة. وقيل: بل مات كمداً لبادرة بدرت منه فاطرحه المأمون لأجلها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|