أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-9-2017
2468
التاريخ: 6-9-2017
6854
التاريخ: 6-9-2017
3410
التاريخ: 6-9-2017
2519
|
أريد تأشيرة (فيزا) إلى كربلاء وأريدها اليوم بالذات وليس غدا ...
قال آية الله الحاج السيد طيب الجزائري - حفظه الله - ضمن رسالة بعث بها إلى انتشارات مكتب الحسين (عليه السلام): كنت أسكن في النجف الأشرف في سنة (1962 م)، وكنت أسافر في كلّ سنة أيام محرم الحرام إلى الباكستان للتبليغ، وفي سنة من السنين التقيت في مشهد المقدسة بأحد العلماء الباكستانيين فسألته عن وجهته بعد زيارة المشهد الرضوي (عليه السلام) فقال: أرجع إلى الباكستان فقلت له: سماحة السيّد أليس من الخسارة أن تقطع كلّ هذه المسافة فتأتي مشهد المقدسة ثم ترجع من هنا ولا تزور كربلاء والنجف الأشرف؟! في حين أنّ المسافة الباقية هي نصف المسافة إذا احتسبت من مشهد.
فأثر فيه كلامي وعزم على أن يأتي إلى كربلاء، فاتفقنا وتوجهنا معاً إلى طهران، ومن هناك إلى السفارة العراقية للحصول على التأشيرة الفيزا.
فلمّا وصلنا إلى هناك وجدنا أبواب السفارة مغلقة والزوّار مزدحمين على باب السفارة في وضع يرثى له حيث كان الكثير منهم قد فرش فراشه وجلس هناك في الانتظار، وقد تداخلت صفوفهم وتشابكت بسطهم، فسألنا فإذا منهم من قد قضى هناك ليلتين، ومنهم من قضى ثلاث ليالي، وأقل من ذلك وأكثر يبيتون على الرصيف، وباب السفارة لا يفتح إلّا نادراً، فالتفت إلى صاحبي وقلت له: هل أنت عازم على السفر إلى كربلاء؟
فقال: عجباً!! ولماذا إذن جئت من مشهد إلى هنا؟!
فقلت له: كيف تريد الذهاب إلى كربلاء ووضع التأشيرة كما ترى؟!
قال: لا أعلم.
قلت: أنا أعرف الحلّ!
قال: وما هو؟
قلت: تنذر ألف صلوات (أي تقول ألف مرة: اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمد) لأُم البنين وأنا أيضاً أفعل ذلك وستحصل التأشيرة إن شاء الله.
فنذرنا معاً ألف صلوات على النبي وآله هدية لأُم البنين (عليها السلام)، ثم وقفنا قليلاً مقابل باب السفارة فلم نر أي طارق يتحرك ذهاباً أو إياباً، دخولاً أو خروجاً، فليس من والج ولا من خارج وكأنّ بناية السفارة على ضخامتها مهجورة وليس فيها ديار.
بصيص أمل:
وفجأة قال صديقي: تذكرت الآن أنّي أحمل رسالة إلى سكرتير السفير الباكستاني، فلنذهب إليه ونسلمها إياه ما دمنا قد وصلنا إلى هنا ومن ثُمّ نعود إلى هنا لننظر ماذا يكون.
اكترينا سيارة وتوجهنا إلى سفارة الباكستان، وبالفعل فقد وجدنا الشخص المطلوب وسلمناه الرسالة، وكان استقباله لنا حاراً وقد أحاطنا بالحفاوة والتكريم وسألنا: أين ستذهبون بعد طهران؟
قلنا: لقد عزمنا على الذهاب إلى العراق فيما لو حصلنا على التأشيرة.
فقال: من حسن ال حظ أنّي - أيضاً - أريد أن أذهب إلى العراق فاصبروا هنا قليلاً حتى أهيئ وثائقي ونذهب جميعاً إلى السفارة فآخذ لكم تأشيرة معي.
قال ذلك ودخل غرفته واشتغل بطبع الوثائق.
تبدد الأمل مرة أُخرى:
وبعد فترة خرج من الغرفة وقال: تعطلت آلة الطابعة فأرجو أن تصبروا قليلاً حتى استطيع طباعة الوثيقة ثم أصطحبكما إلى السفارة، قال ذلك ثم دخل الغرفة مرة أُخرى يحاول الاستمرار في الكتابة على آلة الطباعة....
وبعد حين امتلكني القلق على التأشيرة لأن الوقت المعلن لمنح التأشيرات الذي كتبته السفارة العراقية في لوحة إعلاناتها هي الساعة الواحدة بعد الظهر فيما كانت الساعة الحادية عشر ونحن في السفارة الباكستانية وصاحبنا غائب لا نعلم أين ذهب وماذا حلّ به وبوثائقه، والوقت يمضي بسرعة تحطم الأعصاب، ولكن سرعان ما خرج صاحبنا من الغرفة وهو يحمل رسالة وقال: آسف لا أدري أي مصلحة وراء الأمر فان آلة الطباعة تعطلت تماماً فلم استطع من كتابة الوثيقة الخاصة بي إلّا أنّها عملت بمقدار ما كتبت فيه كتاباً للقنصل العراقي بطلب التأشيرة لكما وأرجو أن توفقا لذلك.
أخذت الرسالة منه فوراً وخرجنا من السفارة واكترينا سيارة وتوجهنا إلى السفارة العراقية، فنظرت إلى ساعتي فإذا هي الثانية عشرة تماماً.
كانت السيارة تسير بسرعة وتلتهم الطريق التهاماً نحو السفارة، وأنا أحدّث نفسي وأقول: إنّ الموانع أمامنا ليست باليسيرة ولا بالقليلة، فكم من مانع يعترضنا:
فأولاً: إنّنا لا ندري أنّ هذه الرسالة موجهة لأي شخص في السفارة، فلا ندري لمن ينبغي تسليمها سيما وأنّ باب السفارة لا تفتح لأحد من الناس.
وثانياً: إنّهم لن يسمحوا لنا بلقاء القنصل بأي حال.
وثالثاً: هب أننا عرفنا الشخص ووصلنا إلى القنصل، ولكن من قال أنّ هذه الرسالة ستؤثر لأننا لسنا من العاملين في السفارة الپاكستانية وإنما نحن أفراد عاديين.
وحينئذ توجهت لسيدتي أُم البنين (عليها السلام) وخاطبتها قائلاً: يا سيدتي يا أُم البنين (عليها السلام) إنّ أريد تأشيرة إلى كربلاء وأريدها اليوم بالذات وليس غداً، وذلك لأني لو حصلت عليها في الغد فهو أمر عادي، وأنا أريد أن أحصل عليها بشكل خارق للعادة؛ لأنني أعلم أنّ الحصول على التأشيرة اليوم وفي هذا الوقت الضيق والحرج قضية مستحيلة فإذا حصلت على التأشيرة اليوم فاني سأتيقن بما لا يعتريه الشك أن ذلك من ألطافكم.
وأخيراً توقفت السيارة أمام مبنى السفارة العراقية، وما أن وصلنا إلى الباب حتى رأينا باب السفارة تفتح وخرج منها رجل انجليزي، فدخلنا أنا وصاحبي فوراً فسألنا البواب: لماذا دخلتم؟ فلم نجبه وإنّما قدمنا له الرسالة المذكورة فأخذها البواب وأغلق الباب وقال: قفا مكانكما حتى أعود، قال ذلك وذهب مسرعاً إلى الداخل. فقمنا هناك وقوفاً على أقدامنا والهواجس تعصف في قلوبنا، فحدثت نفسي: إنّ هذا البواب سيعود ويجيبنا الرد، وعلى فرض أنّه لم يردنا فانه سوف يؤجلنا إلى غد أو بعد غد؛ لأنّ هذا هو الاحتمال الوحيد الذي يمكن تصوره فيما لو لم يردنا إلّا أن تحدث معجزة، وفي هذه الاثناء جاء البواب يحمل معه استمارتين وسألنا: هل معكما صور فتوغرافية قلنا: نعم. قال: إذن املأوا هذه الاستمارات.
فكّرنا أنّ علينا أن نملأ الاستمارات بدقة لئلا نخطأ في الجواب على الأسئلة الكثيرة والمعقدة التي فيها، فمن المحتمل أن يرد طلبنا إذا كانت ثمة إشتباهات أو إرتباكات في الأجوبة، ولهذا كنا نحتاج إلى وقت أكثر لملأ الاستمارات، بيد أنّ البواب استعجلنا ولم يمهلنا وقال: تعجلوا ولا تتأخروا فانّ القنصل على وشك الخروج من السفارة، فاضطربنا وملأنا الاستمارات كيف ما اتفق وبحط رديء لا يكاد يسلم منه حرف، فكتبنا مكان اسم الأب اسم الأُم، ومكان اسم الأُم اسم الأب، وهكذا قدمنا الاستمارات والصور والجوازات، فأخذها البواب وقال: اذهبوا الآن وانتظروا في الخارج إلى الساعة الواحدة وستسمعون الجواب من البوابة الصغيرة التي نسلّم منها الوثائق.
خرجنا إلى الشارع فنظرت إلى ساعتي فوجدت أنّ علينا أن ننتظر عشرين دقيقة أُخرى حتى تكون الساعة الواحدة، فتوجهنا إلى البوابة الصغيرة (النافذة) وقلوبنا تخفق ولها وجيب؛ لأننا لا ندري ماذا ستكون النتيجة؟
وفي تمام الساعة الواحدة انفتحت النافذة وأخذوا ينادون بالأسماء الواحد تلو الآخر، وكان الاسم الأول هو اسمي ومن بعده اسم صاحبي، فدفعوا إلينا الجوازات فأخذتها وقلبي يخفق لأني لم أكن بعد مصدّقاً، ففتحت الجواز متوجساً مترقباً قلقاً مضطرباً، فوجدت فيه تأشيرة لثلاثة أشهر، فغمرتني الفرحة وامتلكني البكاء، فتحادرت دموع الفرح من عيني.
أخذنا الجوازات وتوجهنا من هناك فوراً إلى حرم السيد عبد العظيم الحسني (عليه السلام) في ري وبعد الزراية والصلاة أدى كل واحد منا ألفي صلوات بدل الألف التي نذرها، وأهديناها لأُم البنين (عليها السلام).
نرجو من الله أن يقضي حوائج جميع المؤمنين ببركة أُم باب الحوائج قمر بني هاشم أبي الفضل العباس (عليه السلام). آمين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|