المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ليكن سلوكك متسقاً  
  
1979   11:27 صباحاً   التاريخ: 28-8-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص105-106
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2020 2711
التاريخ: 19-8-2017 2004
التاريخ: 21-4-2017 2575
التاريخ: 17-2-2017 15545

حين كنت طفلاً، وكان بمقدوري ان اقف في وجه امي واعارضها في يوم ما، كان ذلك يلقى قبولها وتخبرني بانها سعيدة بانني استطيع الدفاع عن آرائي. وفي اليوم التالي قد افعل نفس الشيء لكني اتلقى عقابا عليه. ولم اكن استطيع مطلقا تخمين أي رد فعل ستبديه امي. ولم يقتصر هذا الامر الرد على امي فقط ، بل امتد لباقي الاشياء ايضاً، وهكذا قضيت معظم الوقت على حافة الخطر.

كان ذلك ايضاً يعني اني لم اكن اعرف، ما كان مسموحا به وما كان ممنوعا ـ كان الامر اشبه بمغامرة غير مضمونة. لذا لم تكن هناك فائدة من مراقبة سلوكياتي؛ فقد يقودني سلوك ما الى الوقوع في مشكلة، واحيانا اخرى قد لا يحدث ذلك، كان الامر يستحق المخاطرة ـ لي بالطبع.

والامر نفسه ينطبق على اطفالك؛ فهم بحاجة الى معرفة ما هو مقبول وما هو غير مقبول. وهم يحكمون على هذا بناء على رد الفعل الذي ابديته في اليوم السابق والذي سبقه وهكذا. واذا لم يحصلوا منك على رسائل متسقة فلن يعلموا الكيفية التي عليهم التصرف بها، وهكذا لا يتم ارساء تلك الحدود المهمة (حسب  القاعدة 24 التي تقول :اعرف قيمة الحدود) وتثبيتها. وهذا يعني ان الاطفال سيشعرون بالحيرة وعدم الامان ـ وربما بعدم الحب كذلك.

ان اصعب شيء في هذه القاعدة هو انك لا تستطيع ان تكسر القواعد اذا اردت ذلك؛ فهذا لن يكون عادلا لأطفالك. فمثلا اذا ما ارسيت قاعدة مفادها انه غير مسموح لاحد من اطفالك بالنوم معك في فراشك فعليك الالتزام بهذه القاعدة (الا اذا كنت مستعدا لتغيير القاعدة بصورة دائمة)؛ فقد يكون طفلك الصغير حزينا بشان شيء ما اليوم ويقترب اليك بينما تفوح منه رائحة حمام ما قبل النوم، وفي الوقت ذاته تشعر انت بالحزن بعض الشيء وترغب في ان ينام معك في الفرش.. كلا. لا تفعل! فاذا سمحت لاحد اطفالك بالمبيت معك بالفراش لمرة واحدة، فستجد انه من الصعب ان ترفض ذلك المرة التالية التي يتطلب منك ذلك. ولن يتفهم سبب رفضك بعد ذلك. ارفض ذلك الان (بهدوء وانت تعطي ولدك حضنا دافئا) واعلم انك هكذا تظهر القسوة بدافع الحب (لك وله ايضا).

هل لاحظت حين قلت مسبقاً: (الا اذا كنت مستعداً لتغيير القاعدة بصورة دائمة)؟ بالطبع يظل تغيير القاعدة خيارا متاحا؛ فقد تدرك فجأة ان الحياة ستصير اجمل لو انك سمحت لطفلك بالمبيت معك بالفراش كل ليلة وتبدا في التساؤل عن السبب الذي دفعك لمنع هذا الامر في المقام الاول. حسنا، يمكنك تغيير القاعدة (لكن يفضل استشارة شريك حياتك اولا) لكن بمجرد تغييرك لها عليك الالتزام بها لمدة طويلة، والا فسوف يصاب اطفالك بالحيرة والارتباك اذا ما تغيرت القاعدة كل شهر، تماما كما سيصابون بها اذا تغيرت كل ليلة. اذن، كم من الوقت سيكون عليك الالتزام بالقاعدة الجديدة؟ اذا لم يكن ذلك بصورة دائمة، فعندئذ عليك الالتزام بها حتى ينسى اطفالك ان الامر كان مختلفا قبل ذلك، وكلما كانوا اكبر في السن، طالت تلك المدة.

إن اصعب شيء في هذه القاعدة هو انك لا تستطيع ان تكسر القواعد اذا اردت ذلك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.