أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017
1972
التاريخ: 2023-03-04
2333
التاريخ: 9-7-2019
1652
التاريخ: 5/12/2022
1443
|
حين كنت طفلاً، وكان بمقدوري ان اقف في وجه امي واعارضها في يوم ما، كان ذلك يلقى قبولها وتخبرني بانها سعيدة بانني استطيع الدفاع عن آرائي. وفي اليوم التالي قد افعل نفس الشيء لكني اتلقى عقابا عليه. ولم اكن استطيع مطلقا تخمين أي رد فعل ستبديه امي. ولم يقتصر هذا الامر الرد على امي فقط ، بل امتد لباقي الاشياء ايضاً، وهكذا قضيت معظم الوقت على حافة الخطر.
كان ذلك ايضاً يعني اني لم اكن اعرف، ما كان مسموحا به وما كان ممنوعا ـ كان الامر اشبه بمغامرة غير مضمونة. لذا لم تكن هناك فائدة من مراقبة سلوكياتي؛ فقد يقودني سلوك ما الى الوقوع في مشكلة، واحيانا اخرى قد لا يحدث ذلك، كان الامر يستحق المخاطرة ـ لي بالطبع.
والامر نفسه ينطبق على اطفالك؛ فهم بحاجة الى معرفة ما هو مقبول وما هو غير مقبول. وهم يحكمون على هذا بناء على رد الفعل الذي ابديته في اليوم السابق والذي سبقه وهكذا. واذا لم يحصلوا منك على رسائل متسقة فلن يعلموا الكيفية التي عليهم التصرف بها، وهكذا لا يتم ارساء تلك الحدود المهمة (حسب القاعدة 24 التي تقول :اعرف قيمة الحدود) وتثبيتها. وهذا يعني ان الاطفال سيشعرون بالحيرة وعدم الامان ـ وربما بعدم الحب كذلك.
ان اصعب شيء في هذه القاعدة هو انك لا تستطيع ان تكسر القواعد اذا اردت ذلك؛ فهذا لن يكون عادلا لأطفالك. فمثلا اذا ما ارسيت قاعدة مفادها انه غير مسموح لاحد من اطفالك بالنوم معك في فراشك فعليك الالتزام بهذه القاعدة (الا اذا كنت مستعدا لتغيير القاعدة بصورة دائمة)؛ فقد يكون طفلك الصغير حزينا بشان شيء ما اليوم ويقترب اليك بينما تفوح منه رائحة حمام ما قبل النوم، وفي الوقت ذاته تشعر انت بالحزن بعض الشيء وترغب في ان ينام معك في الفرش.. كلا. لا تفعل! فاذا سمحت لاحد اطفالك بالمبيت معك بالفراش لمرة واحدة، فستجد انه من الصعب ان ترفض ذلك المرة التالية التي يتطلب منك ذلك. ولن يتفهم سبب رفضك بعد ذلك. ارفض ذلك الان (بهدوء وانت تعطي ولدك حضنا دافئا) واعلم انك هكذا تظهر القسوة بدافع الحب (لك وله ايضا).
هل لاحظت حين قلت مسبقاً: (الا اذا كنت مستعداً لتغيير القاعدة بصورة دائمة)؟ بالطبع يظل تغيير القاعدة خيارا متاحا؛ فقد تدرك فجأة ان الحياة ستصير اجمل لو انك سمحت لطفلك بالمبيت معك بالفراش كل ليلة وتبدا في التساؤل عن السبب الذي دفعك لمنع هذا الامر في المقام الاول. حسنا، يمكنك تغيير القاعدة (لكن يفضل استشارة شريك حياتك اولا) لكن بمجرد تغييرك لها عليك الالتزام بها لمدة طويلة، والا فسوف يصاب اطفالك بالحيرة والارتباك اذا ما تغيرت القاعدة كل شهر، تماما كما سيصابون بها اذا تغيرت كل ليلة. اذن، كم من الوقت سيكون عليك الالتزام بالقاعدة الجديدة؟ اذا لم يكن ذلك بصورة دائمة، فعندئذ عليك الالتزام بها حتى ينسى اطفالك ان الامر كان مختلفا قبل ذلك، وكلما كانوا اكبر في السن، طالت تلك المدة.
إن اصعب شيء في هذه القاعدة هو انك لا تستطيع ان تكسر القواعد اذا اردت ذلك.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|