المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

تخمرات التحويل Transformation Fermentations
6-8-2020
نبات الكراوية
2024-08-23
موجات الجاذبية
2023-02-12
العقوبات المالية
23-3-2016
الأمراض النفسية
13-6-2020
ترجمة الشيخ النراقي ورأيه بروايات نقص القرآن
27-11-2014


انظر للأمور عبر عيونهم  
  
2544   10:52 صباحاً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص66-67
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 3133
التاريخ: 21-12-2017 16847
التاريخ: 11-9-2016 34126
التاريخ: 21-4-2017 2233

إن كل الاطفال يشتركون في امر واحد؛ هو انهم مقتنعون بأننا لا نقيم لمشاعرهم وزنا، وانهم مجرد اطفال. وهم مقتنعون باننا نهملهم ولا نهتم بمشاعرهم ولا نفكر فيما اذا كانت القرارات التي نتخذها تضايقهم أم لا. والحقيقة هي انهم محقون تماما في هذا الصدد.

كلنا نفعل هذا الامر ـ ليس طوال الوقت بالطبع، لكن في اغلبه. انا متأكد من انني افعل هذا الامر، ولم اقابل والدا الا وجدته مثلي تماما، ونحن ندافع عن هذا بان نقول لأنفسنا (هذا ان فكرنا في هذا الامر من الاساس) إننا نعلم الاصلح بالنسبة لهم وهم لا يعلمون. واحيانا ما يكون هذا صحيحاً، لكن ليس على الدوام.

الى حد ما لا يمكن تفادي هذا الامر؛ فمثلا كل الاطفال لا يرغبون في النوم في الميعاد المناسب لهم، كما انهم يودون لو يتناولون المثلجات والشيكولاتة طوال الوقت، كما انهم يودون الهروب من المدرسة لمدة الاحدى عشرة سنة القادمة، على ان يذهبوا للشاطئ بدلا منها. حسنا، كلنا نعلم ان تلك الافكار غير ملائمة، لذا يجب التصرف وفقا للطريقة التي نراها نحن، لكن هذا لا يعني تجاهل وجهات نظرهم تماما، وانا اؤمن باننا لو تركنا الاطفال يتصرفون بكامل حريتهم، فسرعان ما سيبدؤون في التصرف بتعقل لم نكن لنتوقعه منهم.

ان الاطفال ينظرون الى هذا العالم نظرة مغايرة لنظرتنا له. واحيانا ما يشتركون معنا في نظرتنا لكننا فقط غير مستعدين لأخذ وجهة نظرهم في الاعتبار. وعلى أي حال، فان الاطفال يبدؤون في التصرف بعدوانية اذا ما لاحظوا اننا نتجاهلهم. وهنا يبرز دور القاعدة رقم 14– عاملهم باحترام؛ لذا من المهم ان تجعل اطفالك يشعرون بانك مدرك لوجهة نظرهم (واذا لم تكن تعلم من تلقاء نفسك فانا واثق من انهم لن يمانعوا في اخبارك عنها بمجرد سؤالك)

إن الأطفال يتصرفون بعدوانية اذا ما لاحظوا اننا نتجاهلهم.

منذ يومين كنت على وشك الخروج بصحبة الاطفال، وكان احدهم يشاهد التلفاز. لذا اخبرته بان يغلقه ويذهب للسيارة، لكنه تجاهلني، فقلت له في حزم اننا يجب ان نصطحب شخصاً ما من المحطة، وان هذا اهم من مشاهدة التلفاز، وبدأنا نتجادل حول هذه النقطة، وانفعل كلانا رغم كرهنا لذلك، وسرعان ما بدأت اتساءل عما اذا كانت هناك طريقة افضل لحسم الموضوع.

بعدها تذكرت القاعدة التاسعة عشرة، فطلبت من طفلي ان يخبرني بالمشكلة من وجهة نظره. فقال لي ان هذا هو برنامجه المفضل وانه قد فاتته حلقتا الاسبوعين الماضيين، فتعاطفت معه وعرضت عليه ان اقوم بتسجيلهما له. وهكذا تم حل المشكلة، والحقيقة هي ان الامر لم يكن متعلقا بالبرنامج التلفزيوني ذاته، بل ان الموضوع تم حله لانه احس بانني اراعي مشاعره. بالطبع كان الامر سيكون افضل لو انني تذكرت القاعدة التاسعة عشرة مبكرا بعض الشيء ـ لكني كنت وقتها منشغلا بتطبيق القاعدة الثانية. (لا احد كامل)، وهذا هو عذري على أية حال.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.