المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24



رأي الإسلام في أولوية تربية الفتيات  
  
2003   02:05 مساءً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص128ـ131
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2017 2643
التاريخ: 17-2-2017 3571
التاريخ: 17-2-2017 6201
التاريخ: 20-4-2017 14421

لاشك أن مرحلة الطفولة هي فترة تكوين شخصية الفرد . ولها أهمية بالغة ، بل هي أهم فترات الحياة اللاحقة للإنسان ذات علاقة بهذه الفترة.

والطفولة في بداية الحياة كفسيلة يجب أن تنمو في ظل همة وحماية الوالدين والمربين فتزهر وتَنْضج وتثمر ويتفرع منها فسائل مثلها وأفضل منها أحياناً . وبها ترتبط كيفية نمو الطفل ونضجه وسيره في الطريق المستقيم أو المنحرف .

ومن اللازم التفكير بالطفل والتخطيط لتربيته ورقابة نموه ووضع منهج لإرشاده وتهيئة المجالات لتعليمه من كل النواحي. ويمكن ان نقول ان افضل دقائق العمر موضوعة تحت تصرف المربي؛ وللطفل رغبة قوية جداً في تعلم طريقة الحياة والتقليد والميل الى الاقتباس.

ولا بدَّ ان يكون البدء بهذه التربية مبكراً، وهذه هي النظرية التي يتبناها الاسلام الحنيف. وهناك نظرية اخرى معاكسة لها لدى بعض المربين من تصور في هذا الإطار ؛ فإنهم يرون ان القيام بالتربية والانضباط وتعيين معايير لمسير الطفل يجب تأخيرها قليلا حتى يبلغ درجة التمييز ، بينما يرى الاسلام ان كل يوم وساعة تأخير تُضرّ بالطفل وتتعارض ومصلحة أسسه التربوية.

ويرى علماء التربية أن الاهتمام بالإنسان يبدأ من قبل الولادة ومنذ مرحلة تشكيل الاسرة؛ فاختيار الزوجة وملاحظة الشروط الاخلاقية والنفسية والبدنية والفكرية فيها هي خطوة في هذا الطريق، كما تؤثرُ في الفتيان والفتيات وفي الحالات والخصائص مسألة انتقال النطفة وبيئة الرحم وحالات وسلوك الام في فترة الحمل.

ومع لحظة الولادة يشرع تأريخ حياة الطفل في هذا العالم، ومنذ الساعات واللحظات الاولية ينبغي الاهتمام بتربيته والاستفادة من جميع الامكانات والظروف في هذا المجال وكلما كانت التربية مبكرة كان احتمال النجاح اكثر.

والفتى لا يمثل انسان المجتمع المقبل وانما هو انسان منذ الآن ومن حقه الانتفاع بالمواهب اليومية في الحياة وكذلك الحصول على البناء والتربية.

هذا الامر يجب الاهتمام به مع الطفل الاول الذي هو الثمرة الاولى للحب باعتبار ان الاعمال والعوارض غير الصحيحة التي تواجهه كثيرة.

وعندما يصل الطفل الى مرحلة التأثر تأخذ هذه الحالة بالتناسب العكسي مع السن والنمو، فهي تقلُّ كلما كبر الطفل في هذه المرحلة، فيأخذ الصبيان تأثيرات مهمة من الوالدين والمربين؛ ولا شك ان ذلك التأثير يتصف بالعمق والهدفية ، فترى اعتماد الصبي في المراحل الاولى للحياة على والديه كثيراً بسبب رأفتهم وبسبب ان مقتضاه الفكري هو الصدق والأمانة والبراءة الصادقة.

ان تصور الصبي للوالدين هو تصور امانة وثقة بهما مؤكدةً مئة بالمئة، ولا يمكن ان يتصور ابداً انهما يقولان له قولاً مخالفاً للحق والحقيقة؛ لهذا فإن ثقته بهما كبيرة ولا تهتز؛ ولكن بعد مرور الوقت وملاحظة التصرفات وفي حال تناقض الاقوال الصادرة عنهما تصبح ثقته بهما مهزوزة ومترددة .

ومن جهة اخرى، وانطلاقاً من قوة التقليد القوية فيه فانه يعمل بكل ما يراه ، وخاصة إذا ظن ان

ذلك السلوك أو العمل وقيّم ومفيد له؛ كما ان رغبة الاطفال في ترك الجهد هو عامل اخر لتبعيتهم للأوامر والاتصاف بالسلوك السليم.

ان وجود هذه الجوانب والحالات في الطفل يؤدي الى تعرّضه لتأثيرات عميقه من الوالدين والى بنائه على الاساس الذي يريدانه؛ وهذا الكائن الصغير اليافع سوف يربي في المستقبل القريب جيل الغد حين ينقل الى ما اخذه من الاباء والمربين. ومن المؤكد ان جميع الاباء يريدون بناء الصبيان على احسن وجه واصلاحهم، الا ان التوفيق في هذا الامر له صلة بالشروط التي يجب عليهم مراعاتها والعمل بها.

وهناك ضرورة اخرى الا وهي ضرورة التخطيط ؛ فان التربية اساسا غير ممكنه من دون تخطيط ، خاصة اذا كان ثَمة هدف غير اعتيادي ورغبة لدى الاولياء ان يكون ابناؤهم فخراً لهم؛ وهذا يتطلب وجود خطة وسعي مدروس . وحالات الإهمال الصادرة عن الآباء في هذا الصدد كثيرة ، هي التي تؤدي إلى تعرّض الأطفال للأضرار .

إن التخطيط الذي يسبقه الهدف هو أمر ضروري كي يتضح المكان الذي يقصده الإنسان والسبيل الذي يسير فيه ؛ فإذا جُعل الصبي في ظرف مجهول فلن تفرز نقطة الوصول إلا الضياع . ومن الخطأ أن يقوم المربي بنهج تربوي مع الطفل وهو لا يدرك ذلك ولا يتحمله أو أن خطة البناء لا تناسب مزاجه؛ فالبناء يكون ممكناً إذا كانت الجهود المبذولة في هذا الإطار معتبرة وكان المربي يعمل وفق خطة ومشروع  دقيقين . كما يجب أن تكون مراعاة المشاعر

وحفظ العواطف والاهتمام بالرشد والتنمية الاجتماعية والاقتصادية قائمة على أساس معين. ومن الواضح أن خطة العمل لا يمكن أن تكون كخطة متوسطة إدارية أو اقتصادية ، لكن على الأولياء الاهتمام جيدًا بنمط الحياة والأهداف المهمة ...

فمن الضروري أن يكون عمل المربين وأولياء الأمور في تربية الأطفال قائماً على تفهّم الأسس العلمية للتربية، وأن يتصف كل منهم بالتفاني والإخلاص في أداء مهمته، وان يهتموا بالجوانب الروحية والنفسية والعقلية لشخصية الطفل اكثر من اهتمامهم بتوفير متطلبات الاطفال المادية، وانما يجب أن ينصب اهتمامهم في الدرجة الاولى على جمع الثروة الايمانية والسجايا الاخلاقية؛ وبإمكانهم توفير افضل او أسوأ بيئة من اجل السلامة البدنية والنفسية للصبيان، وهذا الامر يستدعي الوعي والاطلاع اضافة الى الارادة والرغبة.

والمربون بحاجة مهمه للفرد الذي يراد تربيته والعقيدة التي تقام لتربيته على اساسها، وكذلك القضايا والمسائل التي تدخل في دائرة التربية أو تحيط بها ومن اللازم الاستعداد للتربية, ولا فائدة من المحبة غير الموزونة أو تأمين الوضع الاقتصادي والصحي للطفل فقط.

ومن الضروري في العمل التربوي التقدم بوعي, وتمهيد الارضية للرشد والسيطرة على جميع العوامل التي لها دخل وعلاقة بتربية الانسان، وباستطاعة الوالدين أن يكونا افضل نموذج ومدرس للعادات والتقاليد بشرط الحصول على الوعي الازم، والا فقد يتمكن الاخرون من تهيأة مستلزمات انحرافه وسقوطه باستخدام خطه غير مدروسة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.