المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

زراعة السمسم Sesame culture
13-11-2019
الضغط الجوي والطقس
29-12-2015
Nonhamiltonian Vertex-Transitive Graph
27-4-2022
Minkowski Space
3-8-2021
وظائف الصحافة
28-12-2022
الشمولية العالمية للإعجاز
2023-09-02


مناقب فاطمة (عليها السلام)  
  
3326   11:29 صباحاً   التاريخ: 12-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية
الجزء والصفحة : ص48.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

 

كانت فاطمة (صلوات اللّه عليها) من اهل العباء والمباهلة والمهاجرة في اصعب وقت، وكانت فيمن نزلت فيهم آية التطهير، وافتخر جبرائيل (عليه السلام) بكونه منهم وشهد اللّه لهم بالصدق ولها أمومة الأئمة وعقب الرسول (صلى الله عليه واله)الى يوم القيامة، وهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين واحد الركبان الأربعة يوم القيامة ولها المصحف الذي كان عند الأئمة (عليهم السلام)، وكانت اشبه الناس كلاماً وحديثاً برسول اللّه (صلى الله عليه واله)، تحكي شيمتها شيمته وما تخرم مشيتها مشيته، وكانت اذا دخلت عليه رحّب بها وقبّل يديها واجلسها في مجلسه، فاذا دخل عليها قامت اليه فرحبت به وقبّلت يديه.

 

وكان (صلى الله عليه واله)يكثر تقبيلها وكلما اشتاق الى رائحة الجنة يشم رائحتها، وكان يقول: فاطمة بضعة مني، من سرَّها فقد سرّني ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة اعز الناس اليَّ، الى غير ذلك مما يكشف عن كثرة محبته (صلى الله عليه واله)لها.

روى الشيخ الكليني عطر اللّه مرقده عن محمد بن سنان قال: كنت عند ابي جعفر الثاني (عليه السلام) فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: يا محمد ان اللّه تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا وعليّاً وفاطمة (صلوات اللّه عليهم) فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوّض أمورها اليهم فهم يحلّون ما يشاءون ويحرمون ما يشائون ولن يشاءوا الا ان يشاء اللّه تبارك وتعالى ثم قال: يا محمد هذه الديانة من تقدمها مرق ومن تخلّف عنها محق ومن لزمها لحق خذها اليك يا محمد.

كندائه (صلى الله عليه واله)اياها يا حبيبة ابيها اقول قد كتبنا في احوال مولاتنا فاطمة (صلوات اللّه عليها) رسالة سميناها بيت الاحزان في مصائب سيدة النسوان.

اقول قد ذهب بعض الى تفويض الاحكام الى الأئمة بمعنى ان لهم بحسب ما يرون من المصالح والمفاسد جعل الاحكام التكليفية الخمسة ولكن قد عدهم المحقق البهبهاني في تعليقته على الرجال من غلاة الشيعة فعليه لا بد من حمل الرواية على انهم أوعية مشيئة اللّه فما حرمه اللّه تعالى حرموه وما احله احلوه ولذا استدرك (عليه السلام) في هذه الرواية الشريفة: يقول: ولن يشاءوا الا ان يشاء اللّه تبارك و تعالى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.