أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2017
2543
التاريخ: 19-8-2017
3308
التاريخ: 3-9-2017
3654
التاريخ: 19-8-2017
3222
|
مشهد سيّدنا أبي الفضل (عليه السلام) من أظهر مصاديق تلك البيوت التي أذن اللّه أن تُرفع ويذكر فيها اسمه، كما أنّه في الرعيل الأوّل من أولئك الصدّيقين والشهداء الصالحين، وفي تشييد قبّته السامية إبقاء لما أوعزنا إليه من السرّفي إنحياز قبره عن مجتمع الشهداء.
وإذا أعلمنا الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته بما له من المقام الرفيع في ملأ القدس وعند مجتمع الأنبياء والرسل، وقد حاز بذلك إكباراً منهم وتبجيلا حتّى غبطه على ما حباه اللّه جميع الشهداء والصدّيقين، لتفرّده بتلك المنعة والخطر ; كان الاحتفاء بمشهده القدسي من العمارة والتعاهد من أوّليات فرائض عالم الشهود.
ثُمّ إنّه سبحانه قيّض لعمارة هذا المشهد الكريم أُناساً قدّر لهم الخير والسعادة، وأجرى على أيديهم المبرّات، ففازوا بالباقيات الصالحات، وكانت لهم الذكرى الخالدة في الدارين، والسعادة في النشأتين، من ملوك، وأُمراء، وعلماء، ووجهاء، فتعاقب عليه العمران، وفي كُلّ يوم يزداد بهجة وبهاء حتّى تجلَّى ـ كما هو اليوم ـ في أبهج المناظر بقبّته التي تحاك السماء رفعة، وان شئت النجوم بهجة، وذلك الحرم المنيع المضاهي للعرش عظمة، وأروقته المغشاة بالقوارير التي تفوق الأفلاك بذخاً، وذلك الصحن الذي هو ساحة القدس وباحة الجلال، والبهو الكبير الذهبي الذي دونه عرش الملك ومناط الأُبهة، فحاكى غرف الجنان وصروحها.
ويتحدّث المؤّرخون أنّ الشاه طهماسب في سنة 1032 هجرية زيّن القبة السامية بالكاشاني، وبنى شبّاكاً على الصندوق، ونظّم الرواق والصحن، وبنى البهو أمام الباب الأوّل للحرم، وأرسل الفرش الثمينة من صنع إيران.
وفي سنة 1155 هـ أهدى نادر شاه إلى الحرم المطهّر تُحفاً كثيرة، وزيّن بعض تلك المباني بالقوارير.
وفي سنة 1117 هـ زار الحسين وزيره الشهم، فجدّد صندوق القبر، وعمّر الرواق، وأهدى ثريا يوضع فيها الشمع لإنارة الحرم الشريف.
وبعد حادثة الوهابية بكربلاء سنة 1216 هـ، ونهب ما في الحرم من الأعلاق النفيسة والذخائر المثمنة، نهض الشاه فتح علي وجدّد ما نهب من الحسين وأخيه أبي الفضل، وعمّر قبّة العبّاس بالكاشاني، كما أنّه ذهّب قبّة سيّد الشهداء وصدر الأيوان الذي أمام الباب الأُولى للحرم من جهة القبلة، وأنشأ صندوق ساج على قبر أبي الضيم أبي عبد اللّه (عليه السلام)، وفضّض الشباك المطهّر.
وفي كتاب طاقة ريحان ص91 للعلاّمة الحاج ميرزا عبد الكريم المقدّس الارومي: أنّ خال جدّته لأُمه الحاج شكر اللّه بن بدل بك الأفشاري ذهّب الإيوان الذي هو أمام حرم أبي الفضل، وأنفق على ذلك كُلّ ماله، وذلك بإيعاز زين الفقهاء والمجتهدين الشيخ زين العابدين المازندراني المتوفّي 12 ذي العقدة سنة 1309 هـ، وكتب اسمه في الجانب الغربي من جدار الأيوان على صفائح الذهب بخطّ ذهبي موجود إلى الآن وتاريخ الكتابة سنّة 1309 هـ.
وفي الكتاب المذكور أن نصير الدولة ذهّب منارة أبي الفضل، وكان الصائع يغش في تطلية الطاقات الصفرية بالذهب، فعرف منه ذلك، وجيء به من بغداد إلى كربلاء، فَلمّا دخل الصحن اضطرب وأسود وجهة سواداً شديداً ومات من الغد.
وحدّثني العلاّمة الحجّة السيّد حسن مؤلّف كتاب (فدك) وغيره من المؤلّفات القيّمة: أنّ الإيوان الصغير الذهبي الذي هو أمام الباب الأُولى أنشأه ملك لكنهو محمّد شاه الهندي، وأمّا الطارمة المسقفة بالخشب فبأمر السلطان عبد الحميد خان، وجدّد بناء القبّة بالكاشاني محمّد صادق الأصفهاني الشيرازي الأصل، وهو الذي اشترى الدور الملاصقة للصحن الشريف وزادها في الصحن وبناه بما هو المشاهد، وكانت الزيادة من جهة القبلة أكثر من سائر الجهات قدر إيوانين أو ثلاث، ودفن في حجرة عند باب القبلة تعرف باسمه، وبنى الصحن بالكاشاني (رحمه الله) وجزاه لخدمته لأبي الفضل أفضل جزاء المحسنين.
وجدّد السيّد المبجّل سادن الروضة المقدسة السيّد مرتضى الباب الفضّي التي هي في الأيوان الذهبي أمام حضرة العبّاس (عليه السلام)سنّة 1355 هـ، وكتب على المصراعين قصيدة الخطيب الأُستاذ الشيخ محمّد علي اليعقوبي، وتفضّل حفظه اللّه بها، ولطروس الإنشاء وهذه القصيدة:
لذ بأعتاب مرقد قد تمنّت ... أن تكون النجوم من حصباه
وانتشق من ثرى أبي الفضل نشراً ... ليس يحكي العبير نفح شذاه
غاب فيه من هاشم أيّ بدر ... فيه ليل الضلال يمحي دجاه
هو يوم الطفوف ساقي العُطاشى ... فاسق من فيض مقلتيك ثراه
وأطل عنده البكاء ففيه ... قد أطال الحسين شجواً بكاه
لا يُضاهيه ذو الجناحين لمّا ... قطعت في شبا الحسام يداه
هو باب الحسين ما خاب يوماً ... وافد جاء لائذاً في حماه
قام دون الهدى يناضل عنه ... وكفّاه ذاك المقام كفاه
فادياً سبط أحمد كأبيه ... حيدر مذ فدى النبيّ أخاه
جدّد المرتضى له باب قدس ... من لجين يغشى العيون سناه
إنّه باب حطة ليس يخشى ... كلّ هول مستمسك في عراه
قف به داعياً وفيه توسّل ... فبه المرء يستجاب دعاه
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|