أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016
971
التاريخ: 3-10-2018
968
التاريخ: 2024-09-26
238
التاريخ: 5-1-2020
1083
|
[افعال الحج هي] (... الْإِحْرَامُ ، وَالْوُقُوفَانِ وَمَنَاسِكُ مِنًى ، وَطَوَافُ الْحَجِّ ، وَسَعْيُهُ ، وَطَوَافُ النِّسَاءِ ، وَرَمْيُ الْجَمَرَاتِ ، وَالْمَبِيتُ بِمِنًى ) ، وَالْأَرْكَانُ مِنْهَا خَمْسَةٌ ، الثَّلَاثَةُ الْأُوَلُ ، وَالطَّوَافُ الْأَوَّلُ وَالسَّعْيُ .
( الْقَوْلُ فِي الْإِحْرَامِ وَالْوُقُوفَيْنِ - يَجِبُ بَعْدَ التَّقْصِيرِ الْإِحْرَامُ بِالْحَجِّ عَلَى الْمُتَمَتِّعِ ) وُجُوبًا مُوَسَّعًا ، إلَى أَنْ يَبْقَى لِلْوُقُوفِ مِقْدَارُ مَا يُمْكِنُ إدْرَاكُهُ بَعْدَ الْإِحْرَامِ مِنْ مَحَلِّهِ ، ( وَيُسْتَحَبُّ ) إيقَاعُهُ ( يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ) وَهُوَ الثَّامِنُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْحَاجَّ كَانَ يَتَرَوَّى الْمَاءَ لِعَرَفَةَ مِنْ مَكَّةَ إذْ لَمْ يَكُنْ بِهَا مَاءٌ كَالْيَوْمِ ، فَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ : تَرَوَّيْتُمْ لِتَخْرُجُوا ( بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ ) ، وَفِي الدُّرُوسِ بَعْدَ الظُّهْرَيْنِ الْمُتَعَقِّبَيْنِ لِسُنَّةِ الْإِحْرَامِ الْمَاضِيَة .
وَالْحُكْمُ مُخْتَصٌّ بِغَيْرِ الْإِمَامِ ، وَالْمُضْطَرِّ وَسَيَأْتِي اسْتِثْنَاؤُهُمَا ( وَصِفَتُهُ كَمَا مَرَّ ) فِي الْوَاجِبَاتِ وَالْمَنْدُوبَاتِ وَالْمَكْرُوهَاتِ .
( ثُمَّ الْوُقُوفُ ) بِمَعْنَى الْكَوْنِ ( بِعَرَفَةَ مِنْ زَوَالِ التَّاسِعِ إلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ مَقْرُونًا بِالنِّيَّةِ ) الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى قَصْدِ الْفِعْلِ الْمَخْصُوصِ ، مُتَقَرِّبًا بَعْدَ تَحَقُّقِ الزَّوَالِ بِغَيْرِ فَصْلٍ ، وَالرُّكْنُ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ كُلِّيٌّ وَهُوَ جُزْءٌ مِنْ مَجْمُوعِ الْوَقْتِ بَعْدَ النِّيَّةِ وَلَوْ سَائِرًا ، وَالْوَاجِبُ الْكُلُّ ، ( وَحَدُّ عَرَفَةَ مِنْ بَطْنِ عُرَنَةَ ) بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ ، وَفَتْحِ الرَّاءِ وَالنُّونِ ( وَثَوِيَّةَ ) بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ ، وَكَسْرِ الْوَاوِ ، وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتٍ الْمَفْتُوحَةِ ، ( وَنَمِرَةَ ) بِفَتْحِ النُّونِ ، وَكَسْرِ الْمِيمِ ، وَفَتْحِ الرَّاءِ ، وَهِيَ بَطْنُ عُرَنَةَ فَكَانَ يُسْتَغْنَى عَنْ التَّحْدِيدِ بِهَا ( إلَى الْأَرَاكِ ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ( إلَى ذِي الْمَجَازِ ) .
وَهَذِهِ الْمَذْكُورَاتُ حُدُودٌ لَا مَحْدُودٌ فَلَا يَصِحُّ الْوُقُوفُ بِهَا .
( وَلَوْ أَفَاضَ ) مِنْ عَرَفَةَ ( قَبْلَ الْغُرُوبِ عَامِدًا وَلَمْ يَعُدْ فَبَدَنَةٌ ، فَإِنْ عَجَزَ صَامَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا ) سَفَرًا ، أَوْ حَضَرًا ، مُتَتَابِعَةً ، وَغَيْرَ مُتَتَابِعَةٍ فِي أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ ، وَفِي الدُّرُوسِ أَوْجَبَ فِيهَا الْمُتَابَعَةَ هُنَا ، وَجَعَلَهَا فِي الصَّوْمِ أَحْوَطَ ، وَهُوَ أَوْلَى .
وَلَوْ عَادَ قَبْلَ الْغُرُوبِ فَالْأَقْوَى سُقُوطُهَا وَإِنْ أَثِمَ ، وَلَوْ كَانَ نَاسِيًا ، أَوْ جَاهِلًا فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ إنْ لَمْ يَعْلَمْ بِالْحُكْمِ قَبْلَ الْغُرُوبِ ، وَإِلَّا وَجَبَ الْعَوْدُ مَعَ الْإِمْكَانِ ، فَإِنْ أَخَلَّ بِهِ فَهُوَ عَامِدٌ وَأَمَّا الْعَوْدُ بَعْدَ الْغُرُوبِ فَلَا أَثَرَ لَهُ .
( وَيُكْرَهُ الْوُقُوفُ عَلَى الْجَبَلِ ) ، بَلْ فِي أَسْفَلِهِ بِالسَّفْحِ ، ( وَقَاعِدًا ) أَيْ الْكَوْنُ بِهَا قَاعِدًا ، (وَرَاكِبًا) ، بَلْ وَاقِفًا ، وَهُوَ الْأَصْلُ فِي إطْلَاقِ الْوُقُوفِ عَلَى الْكَوْنِ ، إطْلَاقًا لِأَفْضَلِ أَفْرَادِهِ عَلَيْهِ .
( وَالْمُسْتَحَبُّ الْمَبِيتُ بِمِنًى لَيْلَةَ التَّاسِعِ إلَى الْفَجْرِ ) اُحْتُرِزَ بِالْغَايَةِ عَنْ تَوَهُّمِ سُقُوطِ الْوَظِيفَةِ بَعْدَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَمَبِيتِهَا لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ ( وَلَا يَقْطَعُ مُحَسِّرًا ) بِكَسْرِ السِّينِ وَهُوَ حَدُّ مِنًى إلَى جِهَةِ عَرَفَةَ ( حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، وَالْإِمَامُ يَخْرُجُ ) مِنْ مَكَّةَ ( إلَى مِنًى قَبْلَ الصَّلَاتَيْنِ ) الظُّهْرَيْنِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ لِيُصَلِّيَهُمَا بِمِنًى ، وَهَذَا كَالتَّقْيِيدِ لِمَا أَطْلَقَهُ سَابِقًا مِنْ اسْتِحْبَابِ إيقَاعِ الْإِحْرَامِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمُسْتَلْزِمِ لِتَأَخُّرِ الْخُرُوجِ عَنْهَا ، ( وَكَذَا ذُو الْعُذْرِ ) كَالْهِمِّ وَالْعَلِيلِ ، وَالْمَرْأَةِ ، وَخَائِفِ الزِّحَامِ ، وَلَا يَتَقَيَّدُ خُرُوجُهُ بِمِقْدَارِ الْإِمَامِ كَمَا سَلَفَ ، بَلْ لَهُ التَّقَدُّمُ بِيَوْمَيْنِ وَثَلَاثَةٍ .
( وَالدُّعَاءُ عِنْدَ الْخُرُوجِ إلَيْهَا ) أَيْ إلَى مِنًى فِي ابْتِدَائِهِ ، ( وَ ) عِنْدَ الْخُرُوجِ ( مِنْهَا ) إلَى عَرَفَةَ ، ( وَفِيهَا ) بِالْمَأْثُورِ ، ( وَالدُّعَاءُ بِعَرَفَةَ ) بِالْأَدْعِيَةِ الْمَأْثُورَةِ عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ ، خُصُوصًا دُعَاءَ الْحُسَيْنِ ، وَوَلَدِهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، ( وَإِكْثَارُ الذِّكْرِ لِلَّهِ تَعَالَى ) بِهَا ، ( وَلْيَذْكُرْ إخْوَانَهُ بِالدُّعَاءِ ، وَأَقَلُّهُمْ أَرْبَعُونَ ) .
رَوَى الْكُلِينِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُنْدُبٍ بِالْمَوْقِفِ فَلَمْ أَرَ مَوْقِفًا كَانَ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِهِ .
مَا زَالَ مَادًّا يَدَهُ إلَى السَّمَاءِ وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ حَتَّى تَبْلُغَ الْأَرْضَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ قُلْت : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا رَأَيْت مَوْقِفًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِك قَالَ : وَاَللَّهِ مَا دَعَوْت فِيهِ إلَّا لِإِخْوَانِي .
وَذَلِكَ لِأَنَّ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نُودِيَ مِنْ الْعَرْشِ وَلَك مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفٍ مِثْلَهُ ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَ مِائَةَ أَلْفِ ضِعْفٍ لِوَاحِدَةٍ لَا أَدْرِي تُسْتَجَابُ ، أَمْ لَا .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ : كُنْت فِي الْمَوْقِفِ فَلَمَّا أَفَضْت أَتَيْت إبْرَاهِيمَ بْنَ شُعَيْبَ فَسَلَّمْت عَلَيْهِ وَكَانَ مُصَابًا بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ وَإِذَا عَيْنُهُ الصَّحِيحَةُ حَمْرَاءُ كَأَنَّهَا عَلَقَةُ دَمٍ .
فَقُلْت لَهُ : قَدْ أُصِبْت بِإِحْدَى عَيْنَيْك وَأَنَا وَاَللَّهِ مُشْفِقٌ عَلَى الْأُخْرَى ، فَلَوْ قَصَّرَتْ مِنْ الْبُكَاءِ قَلِيلًا قَالَ : لَا وَاَللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا دَعَوْت لِنَفْسِي الْيَوْمَ دَعْوَةً ، قُلْت : فَلِمَنْ دَعَوْت قَالَ : دَعَوْت لِإِخْوَانِي لِأَنِّي سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ : مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا يَقُولُ : وَلَك مِثْلَاهُ ، فَأَرَدْت أَنْ أَكُونَ أَنَا أَدْعُو لِإِخْوَانِي ، وَالْمَلَكُ يَدْعُو لِي ، لِأَنِّي فِي شَكٍّ مِنْ دُعَائِي لِنَفْسِي ، وَلَسْت فِي شَكٍّ مِنْ دُعَاءِ الْمَلَكِ لِي .
( ثُمَّ يُفِيضُ ) أَيْ يَنْصَرِفُ .
وَأَصْلُهُ الِانْدِفَاعُ بِكَثْرَةٍ ، أُطْلِقَ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ عَرَفَةَ لِمَا يَتَّفِقُ فِيهِ مِنْ انْدِفَاعِ الْجَمْعِ الْكَثِيرِ مِنْهُ كَإِفَاضَةِ الْمَاءِ ، وَهُوَ مُتَعَدٍّ ، لَا لَازِمٌ ، أَيْ يُفِيضُ نَفْسَهُ ، ( بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ) الْمَعْلُومِ بِذَهَابِ الْحُمْرَةِ الْمَشْرِقِيَّةِ بِحَيْثُ لَا يَقْطَعُ حُدُودَ عَرَفَةَ حَتَّى تَغْرُبَ ( إلَى الْمَشْعَرِ ) الْحَرَامِ ، ( مُقْتَصِدًا ) مُتَوَسِّطًا ( فِي سَيْرِهِ دَاعِيًا إذَا بَلَغَ الْكَثِيبَ الْأَحْمَرَ ) عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ بِقَوْلِهِ : ( اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي ، وَزِدْ فِي عَمَلِي ، وَسَلِّمْ لِي دِينِي ، وَتَقَبَّلْ مَنَاسِكِي ، اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلُهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ ، وَارْزُقْنِيهِ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتنِي ، ثُمَّ يَقِفُ بِهِ ) ، أَيْ يَكُونُ بِالْمَشْعَرِ ( لَيْلًا إلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَالْوَاجِبُ الْكَوْنُ ) وَاقِفًا كَانَ ، أَمْ نَائِمًا ، أَمْ غَيْرَهُمَا مِنْ الْأَحْوَالِ ( بِالنِّيَّةِ ) عِنْدَ وُصُولِهِ .
وَالْأَوْلَى تَجْدِيدُهَا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ لِتَغَايُرِ الْوَاجِبَيْنِ ، فَإِنَّ الْوَاجِبَ الرُّكْنِيَّ مِنْهُ اخْتِيَارَا الْمُسَمَّى فِيمَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ وَالْبَاقِي وَاجِبٌ لَا غَيْرُ كَالْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ .
( وَيُسْتَحَبُّ إحْيَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ) بِالْعِبَادَةِ ، ( وَالدُّعَاءِ ، وَالذِّكْرِ وَالْقِرَاءَةِ ) فَمَنْ أَحْيَاهَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ ، ( وَوَطْءُ الصَّرُورَةِ الْمَشْعَرَ بِرَجْلِهِ ) ، وَلَوْ فِي نَعْلٍ ، أَوْ بِبَعِيرِهِ .
قَالَ الْمُصَنِّفُ فِي الدُّرُوسِ : وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الْمَسْجِدُ الْمَوْجُودُ الْآنَ ، ( وَالصُّعُودُ عَلَى قُزَحٍ ) بِضَمِّ الْقَافِ وَفَتْحِ الزَّايِ الْمُعْجَمَةِ .
قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : هُوَ الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، وَهُوَ جَبَلٌ هُنَاكَ يُسْتَحَبُّ الصُّعُودُ عَلَيْهِ ، ( وَذِكْرُ اللَّهِ عَلَيْهِ ) ، وَجَمْعٌ أَعَمُّ مِنْهُ .
مَسَائِلُ : ( كُلٌّ مَنْ الْمَوْقِفَيْنِ رُكْنٌ ) وَهُوَ مُسَمَّى الْوُقُوفِ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا ( يَبْطُلُ الْحَجُّ بِتَرْكِهِ عَمْدًا ، وَلَا يَبْطُلُ ) بِتَرْكِهِ ( سَهْوًا ) كَمَا هُوَ حُكْمُ أَرْكَانِ الْحَجِّ أَجْمَعَ .
( نَعَمْ لَوْ سَهَا عَنْهُمَا ) مَعًا ( بَطَلَ ) ، وَهَذَا الْحُكْمُ مُخْتَصٌّ بِالْوُقُوفَيْنِ وَفَوَاتُهُمَا أَوْ أَحَدِهِمَا لِعُذْرٍ كَالْفَوَاتِ سَهْوًا .
( وَلِكُلٍّ ) مِنْ الْمَوْقِفَيْنِ ( اخْتِيَارِيٌّ ، وَاضْطِرَارِيٌّ ، فَاخْتِيَارِيُّ عَرَفَةَ مَا بَيْنَ الزَّوَالِ وَالْغُرُوبِ ، وَاخْتِيَارِيُّ الْمَشْعَرِ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَاضْطِرَارِيُّ عَرَفَةَ لَيْلَةُ النَّحْرِ ) مِنْ الْغُرُوبِ إلَى الْفَجْرِ ( وَاضْطِرَارِيُّ الْمَشْعَرِ ) مِنْ طُلُوعِ شَمْسِهِ ( إلَى زَوَالِهِ ) .
وَلَهُ اضْطِرَارِيٌّ آخَرُ أَقْوَى مِنْهُ ، لِأَنَّهُ مَشُوبٌ بِالِاخْتِيَارِيِّ ، وَهُوَ اضْطِرَارِيُّ عَرَفَةَ لَيْلَةَ النَّحْرِ .
وَوَجْهُ شَوْبِهِ اجْتِزَاءُ الْمَرْأَةِ بِهِ اخْتِيَارًا وَالْمُضْطَرُّ وَالْمُتَعَمِّدُ مُطْلَقًا مَعَ جَبْرِهِ بِشَاةٍ وَالِاضْطِرَارِيُّ الْمَحْضُ لَيْسَ كَذَلِكَ وَالْوَاجِبُ مِنْ الْوُقُوفِ الِاخْتِيَارِيِّ الْكُلُّ ، وَمِنْ الِاضْطِرَارِيِّ الْكُلِّيُّ كَالرُّكْنِ مِنْ الِاخْتِيَارِيِّ .
وَأَقْسَامُ الْوُقُوفَيْنِ بِالنِّسْبَةِ إلَى الِاخْتِيَارِيِّ وَالِاضْطِرَارِيِّ ثَمَانِيَةٌ ، أَرْبَعَةٌ مُفْرَدَةٌ ، وَهِيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الِاخْتِيَارَيْنِ وَالِاضْطِرَارَيْنِ ، وَأَرْبَعَةٌ مُرَكَّبَةٌ وَهِيَ الِاخْتِيَارِيَّانِ وَالِاضْطِرَارِيَّانِ ، وَاخْتِيَارِيُّ عَرَفَةَ مَعَ اضْطِرَارِيِّ الْمَشْعَرِ وَعَكْسُهُ .
( وَكُلُّ أَقْسَامِهِ يُجْزِي ) فِي الْجُمْلَةِ لَا مُطْلَقًا ، فَإِنَّ الْعَامِدَ يَبْطُلُ حَجُّهُ بِفَوَاتِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الِاخْتِيَارِيَّيْنِ ( إلَّا الِاضْطِرَارِيَّ الْوَاحِدَ) فَإِنَّهُ لَا يُجْزِئُ مُطْلَقًا عَلَى الْمَشْهُورِ ، وَالْأَقْوَى إجْزَاءُ اضْطِرَارِيِّ الْمَشْعَرِ وَحْدَهُ لِصَحِيحَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ الْكَاظِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ .
أَمَّا اضْطِرَارِيَّةُ السَّابِقِ فَمُجْزِئٌ مُطْلَقًا كَمَا عَرَفْتَ ، وَلَمْ يَسْتَثْنِهِ هُنَا ، لِأَنَّهُ جَعَلَهُ مِنْ قِسْمِ الِاخْتِيَارِيِّ ، حَيْثُ خَصَّ الِاضْطِرَارِيَّ بِمَا بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَنَبَّهَ عَلَى حُكْمِهِ أَيْضًا بِقَوْلِهِ : ( وَلَوْ أَفَاضَ قَبْلَ الْفَجْرِ عَامِدًا فَشَاةٌ ) ، وَنَاسِيًا لَا شَيْءَ عَلَيْهِ .
وَفِي إلْحَاقِ الْجَاهِلِ بِالْعَامِدِ كَمَا فِي نَظَائِرِهِ ، أَوْ النَّاسِي قَوْلَانِ ، وَكَذَا فِي تَرْكِ أَحَدِ الْوُقُوفَيْنِ .
( وَيَجُوزُ ) الْإِفَاضَةُ قَبْلَ الْفَجْرِ ( لِلْمَرْأَةِ وَالْخَائِفِ ) ، بَلْ كُلُّ مُضْطَرٍّ كَالرَّاعِي وَالْمَرِيضِ ، ( وَالصَّبِيِّ مُطْلَقًا ) ، وَرَفِيقِ الْمَرْأَةِ ( مِنْ غَيْرِ جَبْرٍ ) ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ ذَلِكَ مَعَ نِيَّةِ الْوُقُوفِ لَيْلًا كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ بِإِيجَابِهِ النِّيَّةَ لَهُ عِنْدَ وُصُولِهِ ( وَحَدُّ الْمَشْعَرِ مَا بَيْنَ الْحِيَاضِ وَالْمَأْزِمَيْنِ ) بِالْهَمْزِ السَّاكِنِ ، ثُمَّ كَسْرِ الزَّايِ الْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ ، ( وَوَادِي مُحَسِّرٍ ) وَهُوَ طَرَفُ مِنًى كَمَا سَبَقَ ، فَلَا وَاسِطَةَ بَيْنَ الْمَشْعَرِ وَمِنًى .
( ويستحب التقاط حصى الجمار منه ) ، لأن الرمي تحية لموضعه كما مر فينبغي التقاطه من المشعر ، لئلا يشتغل عند قدومه بغيره ، ( وهو سبعون ) حصاة .
ذكر الضمير لعوده على الملقوط المدلول عليه بالالتقاط ، ولو التقط أزيد منها احتياطا ، حذرا من سقوط بعضها ، أو عدم إصابته فلا بأس .
( والهرولة ) وهي الإسراع فوق المشي ودون العدو ، كالرمل ( في وادي محسر ) للماشي والراكب فيحرك دابته ، وقدرها مائة ذراع ، أو مائة خطوة ، واستحبابها مؤكد حتى لو نسيها رجع إليها وإن وصل إلى مكة ، ( داعيا ) حالة الهرولة ( بالمرسوم ) وهو : اللهم سلم عهدي ، واقبل توبتي ، وأجب دعوتي ، واخلفني فيمن تركت بعدي .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|