المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

الالكتروليتات في السائل النخاعي
27-8-2020
Uncia
31-10-2019
عدل المربي
11-1-2016
Bohr’s theory of the atomic spectrum of hydrogen
19-12-2015
الفرق بين التحقيق الصحفي، والمقال الافتتاحي أو الرئيسي؟
2023-07-11
الآليـات الخـارجـية لحـوكمـة الشـركـات
29/11/2022


كيف التعامل مع إيمان الفتيات في الإسلام  
  
1644   12:53 مساءً   التاريخ: 12-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص153ـ156
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2021 2173
التاريخ: 8-1-2016 2538
التاريخ: 2-9-2018 1570
التاريخ: 11-1-2016 2486

من الأمور المثيرة في عالم الفتيات والفتيان على حد سواء عالمهم الديني والإيماني والاعتقادي، فالإنسان مفطور على معرفة الله بسبب طبيعة خلقه التي تضم نفحة من روح الله ، ففي داخله الكثير من الاعتقادات الدينية التي يسعى لقبولها والإقرار بها ومطابقة ذاته معها بمجرد أدنى تذكير أو تنبيه من الوالدين والمربين ، وحين العثور على مصاديق في العالم الخارجي .

ولا شك أن مفهوم الدين واسع ويشمل كل جوانب حياة الانسان ، ولكن الطفل يقبل من الدين ما يتناسب مع رغباته وما هو قائم على مشاهداته وتجاربه الشخصية ؛ وعندما يزداد نمو الطفل ونضجه تكثر تبعاً لذلك معلوماته المكتسبة، وتتسع دائرة ارتباطه بالدين ، وتُمهد أمامه  الأرضية  لظهور بعض الحالات عليه والتي يمكن أن نسميها بالحالات الدينية ، وتبرز ملامحها بين سن 7 ـ 8 سنوات ، بل وفي سنوات أقل في بعض الحالات ، فتبرز لديه رغبة دينية عميقة  كأمثال مناجاته مع ربه أو إقامة نوع من الاتصال معه ، وهذا ما يثير غضب وقلق الوالدين غير المتدينين ، فلابدَّ للآباء والأمهات في هذه المرحلة أن ينظروا إلى هذا الاندفاع هل سيبقى أو لا ؟ ولذا ينبغي انتظاره لفترة من الزمن لتستقر عليه أحوالهم .

وللدين معانٍ مختلفة بالنسبة للأطفال عموماً في سنوات أعمارهم المختلفة ، ولكنّ دنياهم منذ سن السادسة تصبح مليئة بحب الله وتعظيمه وإجلاله وحمده والثناء عليه والشعور بالخجل منه عند أي عصيان لأوامره وقد يبرز ذلك على مظهر الطفل ، ويتزايد في سن الثامنة فما فوق  شعوره الديني وتصبح رغبته أكثر عمقاً، وبعبارة أخرى يصبح أكثر تديناً فيحاول القيام بما ينال رضا الله حسب ما يعبر عنه الوالدان والمربون .

وقد أظهرت التحقيقات ان للأطفال في سن السابعة رغبة قوية في الادعية والاناشيد الدينية وينشرحون لها وخاصة اذا كانت مصحوبة بالأصوات الجماعية . ومنذ هذه السن من عمر الطفل تبدا علاقته بالله تعالى تأخذ طابع الكلام والطلب فهو قد يتمنى على الله ان تمطر السماء اليوم لكي لا يذهب الى المدرسة، واحيانا يدعو ربه لكي يجعله ولداً طيباً؛ وان يحول دون ابيه كي لا يضربه او ان لا يقبل ما يتعارض وارادة الله سبحانه, وعلى الاباء والامهات ان يفهموا ان اساس السعادة الانسانية في الاسلام تستند الى دعامتين مهمتين هما الايمان بالله تعالى والعمل الصالح.

اما الدعامة الاولى: فقد ورد التصريح بها في القرآن الكريم في موارد عديدة ، والنكتة التي تجلب الانتباه هي ان الإيمان مقدم على العمل الصالح  دائماً ، وهذا ما يراه الإسلام أن الاعمال الصالحة التي تكون لها منشأ روحاني وأساس إيماني ثابت في أعماق القلب وصاحبها يشبه الشجرة النظرة التي تمتد جذورها في أعماق التربة وتستمد حيويتها وطراوتها من الغذاء الذي  نتناوله عن طريقها . ومن أهم نتائج الإيمان الواقعي بالله تعالى السيطرة على زمام الغرائز الثائرة وضبط الرغبات غير المشروعة ؛ فعندما يَثبُت الإيمان بالله تعالى في قوته رصيناً وطيد الأركان ويمنع من إسراف الغرائز ويعصم صاحبه من السقوط الحتمي. وقد اعتبر ذلك من علائم المؤمن في النصوص الواردة عن النبي وأهل بيته (عليهم السلام).

فقد ورد عن أبي جعفر (عليه السلام ) قال :

(إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل وإذا سخط  لم يخرجه سخطه من قول الحق والذي اذا قَدِرَ لم تخرجه قدرته الى التعدي الى ما ليس له بحق)(1).

ولذا فان المؤمنين بالله العظيم والذين يغمر قلوبهم العشق الالهي يسعون الى القيام بواجباتهم والاعمال الصالحة بشوق ونشاط ولا يتطرق الملل والكلال اليهما، ولا يتسرب الى نفوسهم الرياء لانهم يعملون لله وحدة ولا ينتظرون الجزاء الا من عظمت الخالق سبحانه.

فالإيمان هو القوه الرصينة والقدرة التي لا تزلزل والتي اذا حلت في كل قلب لم يصب ذلك القلب بقلق اصلا بل يستطيع ان يثبت في احرج المواقف.

والايمان بالله تعالى احياء لأولى القوى الفطرية عند الانسان عموما، وهو كفيل بتنفيذ اوامر الوجدان الاخلاقي وهو اعظم ملجأ للإنسان واكبر عامل للهدوء النفسي واطمئنان الخاطر واهم اسس السعادة البشرية.

فعلى الاباء والمربين الذين عليهم اداء رسالة تربوية الى فتياتهم وفتيانهم ان يلفتوا انظارهم منذ الصغر نحو الله والتعلق به في جميع الامور وما يلقنونهم اياه من دروس الايمان به بلسان ساذج بسيط ، وعلى الاباء والمربين ان يتحدثوا الى اولادهم عامة عن رحمة الله تعالى الواسعة، اتّباعاً لمنهج القرآن الكريم، ويبذروا في نفوسهم بذور الامل، ويفهموهم ان اليأس من روح الله ذنب عظيم. وينبغي ان يعرف الاطفال منذ الصغر ان لا ييئسوا امام حوادث الزمان, فالله تعالى قادر على حل مشكلاتهم وتيسير امورهم، فاذا رفعوا يد الحاجة نحوه سبحانه ساعدهم على مهمتهم؛ وكذلك على المربين ان يعلموا الاطفال ان اعظم الواجبات الانسانية هو جلب رضا الله فان رضاه لا يكون الا في طاعة اوامره واداء الواجبات التي امرنا بها عن طريق نبيّه العظيم ورسوله الصادق الامين، مضافاً الى ان الصدق والامانة يسببان رضا الله والخيانة تسبب غضبه تعالى، وحثهم على الشعور بواجبهم بأسلوب بسيط وشائق، وان الله يراقبك في كل حال ويطلع على افعالك الصالحة والطالحة ولا يخفى عليه شيء سبحانه....

انه يجازيك على حسناتك ويعاقبك على سيئاتك.

_____________

1ـ البحار ج15، ص94.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.