المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الادراك وسـلوك المـستهـلك (مـفهـوم الادراك ومكوناتـه)
2024-11-25
تـفهـم دوافـع المـستهلكيـن وأهـدافـهـم
2024-11-25
مـفهـوم دوافـع سـلوك المـستهـلك
2024-11-25
النظريـات الاخرى لـدوافـع المستهـلك
2024-11-25
المشاورة
2024-11-25
بيع الجارية الحامل
2024-11-25



مسؤولية الاسرة في تربية الطفل  
  
3724   12:57 مساءً   التاريخ: 27-3-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص62-63
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

لا يمكن للطفل ان يتجنب محيط الاسرة، فهو مضطر للعيش ضمن هذا الوسط، ويجب عليه ان يلتزم بالقوانين ويصبر عليها.

ويبرز في ظل هذه الظروف حق الطفل، فلا بد للوالدين من ادائه ولو ضمن ذلك المحيط على الاقل.

فالتربية هي اهم حق للطفل ضمن الوسط الذي يعيشه. وتقع المسؤولية المباشرة على الاب، ويجب عليه ان يربيه بحيث يكون انسانا مفيداً ونافعا في المجتمع. وتختلف استعدادات الاطفال في قبول التربية، ولا بد من مساعدتهم لكي يتمكنوا من الاعتماد على انفسهم وبناء ذواتهم ومجتمعاتهم.

ان اعز ما يملك الوالدان هو الولد، ومن الطبيعي أن يميلا إلى الاهتمام به على طول سنين حياته، ويفرض العقل والاخلاق ايضا ان يقوم الوالدان بتربية ولدهما.

فلا يجوز ان يكتفي الوالدان بالتفضل على طفلهما في مجال المال والطعام فقط ، ولا في قيامهما بتمليكه ارضاً او بيتا منذ اللحظة الاولى لولادته للتعبير عن اعتزازهما به والتفكير بمستقبله ماديا فقط . فهذه الامور ليست مهمة ازاء موضوع التربية، فقد جاء عن امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) قوله : ( ما نحل والد ولده افضل من ادب حسن.(

نعم، فالادب الحسن هو افضل ميراث، وهو خير ما يورثه الاباء لابنائهم. لذا يجب عدم ترك الاطفال وشأنهم، وان العملية التربوية مهمة للغاية، وتقع على عاتق الوالدين المسؤولية الكاملة في ذلك.

ينبغي على الاب والام ان يوفرا كل ما يحتاج اليه الطفل لنموه وان يهتما بهذا البرعم الجديد منذ اليوم الاول لولادته.

إن الاب والام مسؤولان معا عن تربية طفلهما واداء حقوقه، لكن المسؤولية الاكبر والمباشرة تقع على الاب في هذا المجال، فهو المسؤول الاول عن تربية اولاده اسلامياً، ومسؤول في نفس الوقت عن عواقب هذه التربية سواء كانت ايجابية او سلبية.

حري بالأب ان يهتم بأطفاله حتى يكونوا مؤمنين ملتزمين نافعين في ذلك المجتمع، ولا يجوز له التهرب ابدا من تلك المسؤولية حتى في المرحلة الجنينية للطفل وعليه ان يهيئ الاجواء المناسبة منذ تلك المرحلة.

فالأب رب اسرته وهو الآمر والناهي فيها والمراقب لأخلاق افراد الاسرة والمرشد والموجه. وهو المسؤول طبقاً لهذه القاعدة عن نمو الاولاد وبنائهم وسعادتهم وصلاحهم وارشادهم نحو طريق الخير.

ولا تختص مسؤولية الاب في البيت بالجانب الاقتصادي وتوفير الحاجات الحياتية فحسب، بل انه مسؤول عن تهذيب اخلاق افراد اسرته وتوجيههم وبنائهم ذلك البناء المعنوي الصلب الذي يمكنهم من مقاومة الصعوبات والشدائد، وان يعبد لهم الطريق ويقدم لهم ما ورثه من الثقافة، ويوجد عندهم العادات والصفات الحسنة يهتم ببنائهم الجسدي والنفسي، ويجتهد في تأديبهم، ويمنع انحرافهم. كما ينبغي عليه ان يوفر لأولاده مقدمات عفتهم وطهرهم وان يكون قدوة لهم

في القول والعمل.

وللأم دورٌ مهم في هذا المجال ايضاً، لكن مسؤولية الاب اوسع بكثير من مسؤوليتها. ولكي تتكلل الجهود بالنجاح لا بد من تعاون الاب والام والتفكير معا وبذل جهدهما لانجاح العملية التربوية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.